الأمطار والسيول تضاعفان مأساة النازحين في مارب (صور)

أوام أونلاين – خاص:

وجد النازح علي جبر وأسرته أنفسهم في العراء بعد أن غمرت مياه السيول مخيم وادي ذنة للنازحين بمديرية بصرواح غرب محافظة مارب، ولم يعد أمامهم سوى حمل ما أمكن من ممتلكاتهم البسيطة والبحث عن مكان آمن وهي رحلة معاناة جديدة في سلسلة طويلة بدأت قبل خمس سنوات.

تسكن أسرة علي مع قرابة 800 أسرة في هذا المكان بخيام وبيوت من العشش والصفيح وهي مساكن لا تتناسب ومناخ المحافظة في الصيف والذي ترتفع فيه درجة الحرارة وتكثر فيه هطول الأمطار والسيول والرياح الشديدة والتي تقتلع الخيام وتجرف ما تجده أمامها. وقد تضررت العديد من مخيمات النازحين في المحافظة.

يقول علي لـ"أوام أونلاين" إنه ليس لديه المال الذي يسمح له بالسكن المؤقت في فندق أو استئجار شقة سكنية وكل ما يمكنه فعله هو نصب خيمة شبيهة بالأولى التي جرفتها السيول في مكان بعيد عن السد والسيول في نفس المنطقة.

كان وكيل المحافظة عبدربه مفتاح ومعه مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين سيف مثنى ومدير عام مديرية صرواح محمد صالح بن طعيمان، قد زاروا المخيم ووجه الوكيل الوحدة بالتدخل الإنساني للتخفيف من معاناة الأسر التي تضررت خيامهم جراء سيول الأمطار والعواصف الرعدية التي شهدتها المحافظة اليومين الماضيين ومازالت مستمرة.

واطلع الوكيل مفتاح على منسوب المياه الذي وصل إليه سد مأرب مع استمرار تدفق سيول الأمطار إليه والتي بلغت بحسب آخر قراءة لها نحو 280 مليون متر مكعب من أصل 400 مليون متر مكعب إجمالي الطاقة الاستيعابية للسد، ما تسبب في اقتراب المياه بوادي ذنة من مساكن وخيام السكان والنازحين في المنطقة.

خسائر مختلفة

وقدرت الوحدة التنفيذية في تقرير أولي لها الخسائر جراء الأمطار والسيول بوفاة 3 نازحين وتضرر 1217 أسرة نازحة تضررا كليا و4276 أسرة تضررا جزئيا، موزعين على مخيمات النازحين في خمس مديريات هي” المدينة، صرواح، مدغل، الوادي، وحريب” .

وأشار التقرير إلى أن الأضرار توزعت بين تدمير المأوى وتلف المواد الايوائية والموا الغذائية التي قدمت للأسر المتضررة كمساعدات غذائية، منوها بأن هذه الكارثة هي الثانية التي يتعرض لها النازحون بالمحافظة خلال ثلاثة أشهر، ما ضاعف من معاناتهم توسيع الفجوة لتغطية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين وتضاعف الأضرار.

وأكد التقرير على الحاجة الملحة لتدخلات طارئة للتخفيف من معاناة النازحين المتضررين تشمل 1217 مأوى، و5484 حالة من المواد الايوائية غير الغذائية، 1217 حالة تدخل في مجال المياه والصرف الصحي، 5484 سلة غذائية.

وشهدت مأرب خلال الأيام الماضية هطول أمطار قوية مصحوبة برياح شديدة أدت إلى الحاق أضرار كبيرة بمخيمات النازحين في المحافظة.

مشروع المأوى البديل

في أواخر أبريل الماضي، أقرت كتلة الإيواء بمحافظة مأرب برئاسة وكيل المحافظة الدكتور عبدربه مفتاح مشروع "المأوى البديل" للأسر النازحة في مخيمات النزوح والمقدم من فرع الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة.

ويهدف المشروع إلى توفير مأوى آمن ولائق بالحد الأدنى للنازحين في مخيمات النزوح يتمتع باستدامة زمنية ، كبديل للخيام التي لاتوفر الأمن والحماية اللازمة ، فضلاً عن قصر عمرها الزمني الذي لا يتجاوز العام الواحد كحد أعلى لعدم قدرتها على الصمود أمام المتغيرات المناخية من أمطار وسيول وعواصف.

ويتضمن المشروع إنشاء مساكن من الكرفانات يتكون كل مأوى من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، مزود بالعوازل ومنظومة كهربائية وتكييف، على مساحة 36 مترا مربعا، وبكلفة تقدر بألفي دولار لكل كرفانة.

ويتميز المشروع بجدوى إنسانية حيث يوفر الأمن والحماية للأسر والأطفال ومقاوم للظروف المناخية، وجدوى اقتصادية؛ سواء من خلال تدخل المانحين لمرة واحدة بعكس الخيام التي تتطلب تدخلاً سنويا على أكثر تقدير لتعويضها؛ إلى جانب أن المواد الأولية للمشروع متوفرة في السوق المحلية وسيوفر فرص عمل للنازحين بإنشاء هذه الوحدات ضمن مشاريع الدعم المقدمة المسمى "النقد مقابل العمل".