فارس القلم والبندقية
أوام أونلاين _ وليد الراجحي
الشيخ الأستاذ والمربي القائد الإنسان والإداري الناجح ، والبطل المقدام كل تلك الألقاب وأكثر تسبق إسم الشهيد عبدالله بن حمد جرادان.
سجاياه ونباهته وصفاته القيادية ، وحكمته ، جعلته في مصاف الكبار من القيادات القبلية ومشائخها رغم صغر سنه ،فقد كانت أفعاله ورجاحة عقله تكبر عمره بسنوات ، وكان استاذا ومربيا تأثر به الكثير ،وعاش لأجل القيم يتمثلها ويغرسها في النفوس ، ويترجمها سلوكا ، وعرف إداريا ناجحا ،وتولى منصب مدير مديرية الوادي ،باقتدار ، كان نعم الإداري والقائد ، والمربي ، القدوة الذي ترك بصمات خالدة في سلك التربية والتعليم ، ونصير المعلمين ،والبطل المقدام الذي لم يترك ميدان إلا وكان له فيه بصمة.
وكما كان في السلم قائدا ، ومقدام ، كان في الحرب ايضاً فارساً لايشق له غبار .
حينما إحدق الخطر بالبلاد ،وتهاوت القرى والعزل والمدن في قبضة الحوثي، كان أول قائدا يمنيا لمجاميع قبلية، خرجت في وجه الحوثي الإيراني ، للدفاع عن مأرب والمنشات الوطنية للبلاد.
فهو أول قائدا للمطارح القبلية في نخلا التي تأسست في 18سبتمبر 2014م .
في أبريل 2015 بدأت مليشيا الحوثي اجتياح مأرب من أطرافها الغربية "صرواح" ، لم يكتف كقائد بالإدارة والتنظيم والمتابعة وترتيب الصفوف بل تقدمها ، في مواجهة المليشيات الغازية وتقدم الصفوف ،وحفز رفقاء السلاح ،وأثار الحماسة، في نفوسهم ،وقاد معارك حامية الوطيس،كانت تلك المعارك صادمة للمليشيات الحوثية التي ظنت أنه لن يوقف زحفها اي قوة.
ولد الشهيد عبدالله بن حمد جرادان في قرية الجثوة إحدى قرى وادي عبيدة مأرب ، وهو الابن الأوسط للشيخ حمد بن صالح جرادان رحمه الله ، شيخ قبيلة آل حتيك وأحد كبار مشايخ عبيدة ، تربى في كنف والديه ، على القيم والشهامة والكرم ،ونهل من القيم النبيلة والعادات الحميدة وتشبع بها.
عرف الشهيد في أيام دراسة الأولى بمدرسة الفلاح بحرصه على طلب العلم والمعرفة وكان مثالا في الأخلاق والالتزام ما جعله محل إعجاب معلميه ومحبة زملائه ، واهتمام المجتمع ، سجاياه وتفوقه العلمي ،مكنه من الحصول على منحة دراسية إلى الأردن في عام 1996م ، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعتها تخصص برمجة الحاسوب، عام 2001م ، وكما هو حال الشهيد لا يهدأ ولا يعرف إلا الجد والمثابرة ، واستغلال أوقاته، واثناء دراسته البكالوريوس التحق بعدة دورات تأهيلية في مجالات متعددة بينها البرمجة وحصل على عدة شهادات تأهيلية في مجاله.
كما عمل على تطوير مهاراته الإدارية والتحق بعدد من المعاهد و حصل على عدة شهادات.
عاد إلى أرض الوطن ،حاملا شهادة بكالوريوس ، وتخصص نادر ، في حينها ،كانت وجهته ، أن يحصل على وظيفة في الشركات النفطية العاملة في محافظة مأرب ،إلا أن السياسة حالة دون ذلك ،رغم انطباق كافة شروط الوظيفة ، رفض أن يسلك اي سلوك للحصول على الوظيفة ، وحرص والده أن تكون انطلاقات حياته تقوم على اساس متين ، بعيدا عن اللجؤ لأي اساليب أخرى ، تجذر سلوك الدولة في نفسه وطرق نيل الحقوق عبر القنوات الرسمية وبالطرق السليمية ، لذلك كان أحد أركان نضال المعلم في معركة نيل حقوقه، وانتخب لثلاث دورات متتالية نقيبا للمعلمين في مأرب.
شق الشهيد طريقه في مجال التعليم حتى اصبح مديراً لمدرسة الفلاح بالجثوةفي عام 2003م واستمر حتى 2012م.
كما لم يغيب الشهيد عن معركة الحرب ، ايضا لم يغيب عن معركة السلم ،وكما كان حاضرا في معركة البندقية ، حظر في معركة النضال السلمي ،ومعركة القلم ، وكان أحد قيادات الثورة الشبابية السلمية ، شارك في فعالياتها السلمية وحينما بدأت الايادي العابثة تتربص بالمارة وتهدد المنشأت الحيوية الوطنية ،كان الشهيد قائدا للمجاميع القبلية من ابناء عبيدة في مهمة حماية المنشئات النفطية في المحافظة ،من أيادي العابثين والمتربصين من أن تطالها ،فشكلوا سياج منيعا، لحمايتها.
ولانه أهلا للقيادة ،وتحمل المسؤلية والأمانة، وجدت السلطة المحلية فيه ضالتها من كفاءة وتمكين الشباب من القيادة عين في 2012م مديراً عاماً لمديرية مأرب الوادي، وعلى مدى سنوات توليه المنصب لم يكل أو يعمل عن إصلاح ذات البين ،والسعي الدائم للقيام بمهامه في خدمة المواطن والوطن.
بقي في منصبة، وحينما اشتشعر الخطر لم يكن إلا في مطارح القبائل ، قائدا لها للذوذ عن الارض والعرض ومقدرات البلاد والمنشات الوطنية، حتى لقي ربه شهيدا مقبلا غير مدبر في أبريل 2015م
هناك في صرواح ارتقت روحه الطاهرة إلى ربها.
رحمه الله رحمة واسعة.