أوام أونلاين – خاص:
يعتمد معظم سكان مديرية رحبة بمحافظة مارب على النشاط الزراعي كمصدر للعيش، لكن هذا الموسم بدأت معاناتهم وخسائرهم مبكرا بسبب التهام الجراد لمحاصيلهم في ظل عدم وجود الدعم سواء من الحكومة أو المنظمات الأممية مثل منظمة "الفاو" الذي يمكنهم من مكافحة الجراد، وسط توقعات بأن يكون محصول هذا العام الأقل.
وقال الشيخ محمد حسين القردعي، مدير المديرية، إنهم لم يعرفوا هذا الانتشار الكبير للجراد في مديريتهم منذ عشرين عاماً، مشيراً إلى أن الجراد وخاصة "الدباء" عاود انتشاره في المديرية للمرة الثالثة هذا العام.
الجراد يتكاثر بشكل كبير
وأضاف في تصريحات لـ"أوام أونلاين" أن المساحة الزراعية في رحبة كبيرة ومن أهم المحاصيل الحبوب الذرة البيضاء والبر والجلجل والشام والبقوليات والحمضيات، مؤكداً أن الموسم الزراعي الذي بدأ يوم 26 يونيو الماضي، وقد زرع فيه بعض المزارعين متوكلين على الله وليس لديهم خيار غير ذلك رغم علمهم بأن الجراد قد يلتهم المزروعات وهو ما حدث، بينما فضل آخرون الانتظار لعل وعسى يغادر الجراد أو تأتيهم وسائل مكافحته لكن هذا لم يحدث وبالتالي مر عليهم موسم الزراعة.
وتمثل رحبة واحدة من عدة مديريات في مارب انتشر فيها الجراد الصحراوي وسط غياب أي دعم حكومي للمزارعين يمكنهم من مكافحة الجراد الذي يفوق قدراتهم وإمكانيات مكتب الزراعة بالمحافظة، ويطالب المزارعون من وزارة الزراعة ومنظمة الفاو تزويدهم بسيارات الرش والمستلزمات الضرورية لمكافحة الجراد.
الجراد يغطي الأرض
غياب دعم المزارعين
وبحسب مدير مديرية رحبة، فلم تقدم لهم الفاو أو غيرها أي دعم بهذا الخصوص رغم علمها بكون مديريتهم زراعية مطالباً هذه الجهات بالالتفات للمزارعين ومساعدتهم بوسائل المكافحة الكافية.
وقال القردعي إنهم تواصلوا مع مكتب الزراعة في المحافظة وأنه أرسل لهم ماطور رش سعة برميلين مبيدات وهو دعم بسيط ولا يكفي مساحة صغيرة، مقدراً إمكانيات المكتب المحدودة.
واشتكى الظروف الصعبة للمزارعين وتضاريس المنطقة وبعد المسافة وهذا يكلفهم الكثير من الأموال في زراعة أي محصول، مشيرا إلى أن البرميل الديزل يصل إلى عندهم بقيمة 120 ألف ريال.
وحول توقعاته لكمية المحصول هذا العام إذا استمر الجراد وليس هناك وسائل مكافحة، أجاب بأن موسم الذرة الذي كان ينتج في الماضي 20 ألف قدح، قد لا ينتج هذا العام خمسة ألف قدح.
الزراعة مصدر عيش معظم سكان رحبة
ويرجع مختصون انتشار الجراد في رحبة وغيرها من مارب إلى توفر الظروف البيئية المناسبة من الرطوبة والغطاء النباتي الأخضر مما ساعد الجراد في وضع البيض والفقوس.
وعلى الرغم من هذا، دعمت الفاو الحوثيين لمكافحة الجراد في مناطق خارج سيطرتهم كما هو الحال في مارب وهذا أثار غضب المزارعين وغيرهم الذين استغربوا هذا التصرف من المنظمة الأممية.
الجراد يغطي المساحات الخضراء
ووفقاً لمدير مكتب الزراعة في رحبة، علي محمد شبرين، فحجم انتشار الجراد كبير وغطى مساحات شاسعة، مشيراً في تصريحات لـ"أوام أونلاين" إلى أن من المناطق التي انتشر فيها "بقثة العليا والسفلى ونجد وعلفاء ومضراه والكولة ونبعه ولحداه".
وقد حث المنظمات الخارجية مثل الفاو لدعم مزارعي مديريته بالمعدات والسيارات والمبيدات ومستلزمات الرش للتخفيف من حجم الخسائر المتوقعة.
الجراد لم يترك شجرة
وينوه موقع "أوام أونلاين" إلى أنه حاول لأيام الحصول على تصريح من مكتب الفاو في صنعاء لكنه لم يتمكن لعدم رد الشخص المعني على الاتصالات.
وتعد الزراعة النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، إذ تحتل المرتبة الثالثة من بين محافظات الجمهورية في إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة (7.6%) من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية، وفقاً للمركز الوطني للمعلومات.