أوام أونلاين- خاص
تتوالى الحرائق الهائلة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران جراء تعمّد قياداتها ومشرفيها مصادرة المشتقّات النفطية من الأسواق وإخفائها في منازلهم تمهيداً لبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
ورصد "أوام أونلاين" 5 حوادث حريق في منازل وأسواق سوداء تابعة لقيادات في مليشيات الحوثي خلال أقل من أسبوعين، في الوقت الذي تشهد فيه مناطق سيطرة المليشيات الحوثية أزمة خانقة في المشتقات النفطية للشهر الثاني على التوالي.
وكانت اللجنة الاقتصادية قد اتهمت مليشيات الحوثي باحتجاز أكثر من 150 ناقلة تحمل على متنها مشتقات نفطية ومنعت وصولها إلى مناطق سيطرتها، واعتبرت ذلك أنه “إصرار للمتاجرة السياسية بمعاناة المواطنين وتعزيز السوق السوداء”.
وكان آخر هذه الحرائق، يوم أمس الجمعة (3 يونيو) حيث اندلع حريق هائل في مخزن للمشتقات النفطية بمنطقة الرضمة التابعة لمحافظة إب، ووفقاً لمصادر محلية فإن المخزن يتبع مشرف المليشيات الحوثية على المنطقة ويدعى (ابو حسين).
وأضافت المصادر أن الحريق التهم عدداً من المنازل والمحلات التجارية المجاورة وأثار الخوف والهلع في أوساط سكّان المنطقة التي تشهد أزمة خانقة في المشتقات النفطية كغيرها من المناطق التي تقع في نطاق سيطرة المليشيات الحوثية.
وتزامن هذا مع حريق هائل مماثل بإحدى محطات السوق السوداء في منطقة هجدة بمديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز والتي تخضع لسيطرة الحوثيين.
وأوضحت مصادر محلية أن الحريق اندلع في المحطة الواقعة في منطقة حواص مفرق جبل حبشي بهجدة، وتضم كمّيات كبيرة من الوقود يملكها شخص يدعى محفوظ الخليدي ويكنى بـ"الفانوس".
وأضافت المصادر أن الحريق اندلع أثناء تفريغ سيارة تحمل مشتقات نفطية للمحطة ما أدى إلى احتراق المحطة بالكامل بما فيها السيارة، وتسببت- أيضاً- بأضرار في الممتلكات وسيارة أخرى تابعة لمواطن كانت متوقفة بجوار المحطة.
وفي اليوم ذاته، اندلع حريق آخر في مخزن وقود بأحد أحياء شارع خولان بمحافظة صنعاء، يتبع أحد تجار السوق السوداء، وبحسب مصادر محلية فإن المخزن تعود ملكيّته لأحد القيادات في مليشيات الحوثي.
ووفقاً للمصادر فإن أعمدة الدخان واللهب تصاعدت بشكل مهول من المكان، وألحق الحريق أضرارًا بالغة في 3 منازل مجاورة للمخزن.
وقبلها بثلاثة أيام وتحديدًا في (29 يونيو 2020)، اندلع حريق أوسع في محطة سوق سوداء بمنطقة المقاش على بعد 6 كم من مدينة صعدة على الخط الاسفلتي الرابط بين صعدة المدينة والمديريات الشمالية ويملكها قيادي في مليشيات الحوثي يدعى "طاهر شرف أبو طالب"، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية.
ووفقاً للمصادر فإن المدعو "أبو طالب" يعد من كبار تجّار السوق السوداء الذين يعملون على احتكار المشتقّات النفطية وبيعها في الأسواق السوداء لصالح جماعته (مليشيات الحوثي).
وفي 23 يونيو الماضي، شهدت أمانة العاصمة اندلاع حريق هائل في منزل قيادي حوثي يدعى "عبد السلام الحاكم" في حي السنينة وأدى إلى احتراق وتدمير 30 منزلاً من المنازل المجاورة وعدد من السيارات والممتلكات.
وقالت مصادر محلية إن الحريق هو الأكبر من نوعه في تاريخ المدينة ونجم عن اشتعال النيران في مخزن أرضي كان ممتلئًا بكميات كبيرة من المشتقات النفطية إضافة إلى خزّانات معبأة بالبنزين في حوش المنزل وصهريج وقود كان إلى جوار المنزل.
وأضافت المصادر أن الحريق اشتعل أثناء نقل جزء من هذه المشتقات النفطية لبيعها في السوق السوداء، ما أدى إلى توسّعه وانتشاره في المنازل المجاورة وتهجير ساكنيها وإرهابهم وتدمير ممتلكاتهم .
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومشاهد مصور للحرائق التي تندلع في مناطق سيطرة الحوثيين بين الحين والآخر، مؤكدين أن هذه الحوادث ما هي إلا أدلّة إضافية على تعمّد المليشيات افتعال الأزمات لمضاعفة معاناة المواطنين ونهب ما تبقى لديهم من مدّخرات عبر الأسواق السوداء.
وتعد الأسواق السوداء أحد أهم مصادر الدخل لدى مليشيات الحوثي الانقلابية والتي تعتمد عليها في زيادة أرصدة قياداتها ومشرفيها وتمويل حروبها ضد اليمنيين، متجاهلين ما تسببه من أضرار على المواطنين في مختلف نواحي الحياة.