أوام أونلاين – خاص:
أشاد كتاب وصحفيون بعملية الجيش والأمن المسنودين برجال قبيلة عبيدة التي استهدفت خلية إرهابية مرتبطة بمليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في وادي عبيدة بمحافظة مأرب، مؤكدين أن العملية هي الإجراء الصحيح للتعامل مع مثل هذه الخلايا التي تطعن الدولة والمجتمع الذي تعيش فيه من الخلف أثناء الحرب.
وتمكنت قوات مشتركة من الجيش والأمن مسنودة برجال قبيلة عبيدة من القضاء على خلية إرهابية مرتبطة بالحوثيين يتزعمها محسن صالح سبيعيان في منطقة الخشعة بوادي عبيدة وقتلت ثمانية من أفرادها بمن فيهم زعميها وضبط كميات من الأسلحة والمضبوطات الأخرى، والعثور على عدد من الوثائق التي تحتوي على أسماء الجهات والأشخاص المرتبطين بالخلية، بينهم عدد من المتهمين بارتكاب أعمال تخريبية متنوعة، وستتم إحالة المضبوطات والوثائق إلى الأجهزة الأمنية للقيام بدورها في فحص المضبوطات وملاحقة العناصر المرتبطة بتلك الخلية الإرهابية، بحسب بيان الحملة المشتركة.
وأوضح البيان أن العناصر التخريبية كانت تعمل بكافة الوسائل من أجل زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة بمحافظة مأرب بما يخدم أهداف مليشيات الانقلاب والتمرد، وأنها متورطة بأعمال تخريبية والاعتداء على قوات الجيش ونقاط التفتيش بمديرية الوادي، مؤكداً أن العملية نجحت في تجنيب المدنيين أي أذى، لافتا إلى أنها أسفرت عن استشهاد اثنين من أفراد الجيش والأمن وقبيلة عبيدة وجرح أربعة.
وجع حوثي على خسارة خليتهم
ويبدو أن الحوثيين كانوا يعوّلون كثيراً على الخلية ويظهر ذلك من خلال تباكيهم وتوجعهم منها كما تشير تغريدات القيادي الحوثي حسين العزي الذي كتب في تويتر محاولاً كعادتهم ربط كل شيء بالإخوان وذرف دموع التماسيح على ما أسماه "هدم وإحراق منازل سبيعيان ونهب ممتلكاته" لتنهال عليه ردود المعلقين الذين سخروا منه تباكيه مذكرين إياه بأن هذا نهج مليشياته لا غيرها، وبأن وجعه يعكس أن العملية كانت في قتها وضرورية للتخلص من كل المرتبطين بهم وانقلابهم ومشروعهم الدموي.
وسار على نهجه الخائب القياديان الآخران محمد البخيتي وحميد رزق وكلاهما تعرضا لوابل من التعليقات التي حشرتهما في زاوية وذكرتهما بأنهما عضوين بمليشيات تنتظرها العدالة جزاء بما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين.
وثائق القبيلة وتورط سبيعيان بالجرائم
وقد رد الكاتب والصحفي محمد الشبيري، الذي ينتمي لمحافظة مأرب على الحوثيين، مخاطباً إياهم قائلاً "تضامنكم مع الخلية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لـ"سبيعيان" تعاون معكم، وهو في عُرف القبائل خيانة عظمى، ومساندة للمليشيات التي قتلت رجالها وأهدرت دمها، وتقصفها بالصواريخ كل يوم".
وذّكر الكاتب في تغريدات على حسابه بموقع تويتر، بأن قبيلة عبيدة وغيرها من قبائل المحافظة "وقّعت على أكثر من وثيقة، منذ سنوات، تُهدر دمَ عناصر الجماعات الإرهابية، وقطّاع الطرق والمتاجرين بالممنوعات. وهذه أسلاف وأعراف تتوارثها القبائل بمناطقها. وبطبيعة الحال، فإن مليشيا الحوثي ومسانديها، بأي شكل من أشكال المساندة، يدخلون ضمن هذه التصنيفات".
وأوضح أن "آل سبيعيان تنتمي إلى قبيلة عبيدة، وهم على خلاف مع المدعو "محسن سبيعيان" زعيم خلية مأرب، التي تمت مداهمتها اليوم (أمس) بعد ارتباطه بجماعة الحوثي الإرهابية، عادى مجتمعه وأسرته، وقتل عمه عمداً بدون أدنى سبب، ودخل في خلافات مع بعض أشقائه، اضطروا بعدها للانتقال إلى منطقة أخرى".
وأضاف شارحاً الأسباب التي أجبرت الجيش والأمن بدعم القبيلة لتنفيذ العمية "بعد الرصد والمتابعة، تبين أن "محسن" يزود الحوثيين بالسلاح والمعلومات، وبات يشكّل خطراً على الجيش والمقاومة في مأرب، وفي منزله عُثر على عتاد كبير ووثائق، ومنشورات تتبع المتمردين، إضافة إلى حروز وأسحار تستخدمها الجماعة لتضليل الشباب. بعد استنفاد كل الجهود لعدوله عن غيّه وتبعيته للحوثي، اضطرت القبائل لاستخدام القوة وأداً للفتنة وقطعاً لدابر الشرّ".
وأثنى على رجال "آل سبيعيان" قائلاً إنهم "متواجدون في جبهات المقاومة الشعبية ضد الحوثي، وآخر شهيد كان "قائد سبيعيان"، استشهد في جبهة العلم بتاريخ ١٧/ ٤/ ٢٠٢٠"، معتبراً تباكي الحوثيين على زعيم الخلية المرتبطة بهم دليل آخر على أنه "أحد أوراقهم لإثارة الفوضى"، مؤكداً بأن العملية تمثل "استعادة الثقة في قدرة المجتمع على وأد الفتنة، ومحاربة الأفكار الدخيلة".
بدوره، غرد د. علي الذهب، الباحث في الشؤون الاستراتيجية قائلاً إن "معركة الدفاع عن مارب، في الوقت الراهن، أمنية، قبل أن تكون عسكرية."، مضيفاً "ولو كنت في موقع المسئولية الأمنية، لجندت 600 عنصر استخباري، لرصد أنشطة الحوثي وذيوله في ال12 مديرية التابعة لمحافظة مارب"، مشيراً إلى أن "إحباط عملية الحوثي في الخشعة، كشفت خطر ما يحاك لمارب من داخلها. فحذار حذار".
سخرية تسكت الحوثيين
وعلق الكوميدي الساخر، محمد الربع، على تباكي الحوثي حسين العزي مذكراً إياه بأن مأرب التي يذرف دموع التماسيح على التعامل الأمثل مع أحد مخربيها هي نفسها التي "تقصفوا أهلها بالصواريخ وتقتلوا أطفالهم يوم عيدهم"، مخاطباً إياه "لم تعد تنطلي أكاذيبكم على الناس. وما حصل لخلاياكم هو الله".
من جهته، قال الباحث والمحلل السياسي، ياسين التميمي، إن "ما قامت به قبائل عبيدة تصرف حكيم، مع بؤر سلالية خطيرة لطالما كررت سلوكها الغادر والخائن للمجتمع الذي تعيش فيه، وليس سوق ردمان في البيضاء عنا ببعيد. أحسنتم يا عبيدة".
أما الصحفي والمذيع التلفزيوني، هشام الزيادي، فقال إن "تباكي (الحوثيان) حسين العزي وحميد رزق على خلية مسلحة استطاعت أجهزة الأمن القضاء عليها في مأرب، بينما تصدر محاكمهم الظالمة قراراً بإعدام أحد المواطنين الأبرياء بتهمة "التخابر مع دول العدوان" حد تعبيرهم، وإجباره على توقيع اعترافات تحت التعذيب"، وختم تغريدته ساخراً "أي جماعة تمتهن النفاق والوحشية كالحوثيين..!".
تحقيقات بارتباط الخلية بالحوثي
وبالعودة لبيان الحملة الأمنية، فقد أوضح أن المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة المختصة، ونتائج التحقيقات السابقة، أثبتت أن تلك العناصر لها ارتباط مباشر بعصابات التخريب ومليشيا الحوثي المتمردة، وسبق وأن تورطت تلك العناصر في أعمال تخريبية وجرائم حرابة والسطو المسلح، واعتراض سيارات وشاحنات التحالف العربي، كما تورطت في تنفيذ عدد من جرائم زراعة عبوات ناسفة واغتيالات لقيادات عسكرية وأمنية، والتعاون مع مروجي الممنوعات وتهريب الأسلحة والمواد التصنيعية الحربية للطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة وارسالها للمليشيا في صنعاء وصعدة، كما أنها متورطة في جرائم التعاون مع مليشيا الحوثي وتقديم معلومات للانقلابيين.
وأضاف ”ارتضت تلك العناصر أن تكون أداة لتنفيذ أجندات تسعى لنشر والدمار والخراب والإرهاب، والإضرار بأمن واستقرار المحافظة ومنشآتها الحيوية”، مثمناً "دور رجال القبائل ومواقفهم الوطنية في إسناد الجيش والأمن في معركتهم ضد مليشيا الحوثي الانقلابية وما يقدمونه من تضحيات غالية في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية والثوابت الوطنية".
كما أكد البيان أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في محافظة مأرب والمناطق المحررة، وأنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالأمن وإقلاق السكينة العامة.