أوام أونلاين – خاص:
طارق عبده محمد مغنيز، بطل من أبطال القوات المسلحة، ومقاتل شرس يخيف من يواجهه، يعشق اللقاء وجهاً لوجه، ويحب أن تكون "المسافة صفرا" في القتال حتى يتفنن في عروضه القتالية وانتزاع السلاح من يد خصمه في ملحمة من ملاحم الشجاعة والإقدام والفداء والفخر.
لقد انقض المساعد أول طارق الذي ينتمي للواء 55 مدفعية في المنطقة العسكرية السابعة على المقاتل الحوثي في مترسه بجبهة نِهْم قرب مفرق الجوف كما ينقض الأسد على فريسته، وأخذ سلاحه الرشاش (المعدل) من يده وعاد به إلى زملائه الذين تقدموا يميناً وشمالاً وهم يطاردون مقاتلي مليشيات الحوثي الفارين من المعركة في ذروة وطيسها.
وهذا فيديو المشهد
https://www.youtube.com/watch?v=m50j_Gs48gY
بطولات غير مرئية
هذا المشهد واحد من مشاهد كثيرة يسطرها أبطال القوات المسلحة في جبهات القتال كما يقول طارق في مقابلة بالفيديو مع موقع "أوام أونلاين"، لكنها غير معروفة للناس لأن عدسة الكاميرات لم توثقها، كما في لقطته التي صادفت وجود مصورين وثقوها ونشروها بينهم مصور مركز سبأ الإعلامي الذي يتبعه الموقع، المصور الشجاع فهد العيال.
قبل تلك المعركة كان قد اُستدعي ضمن تعزيزات عسكرية للجبهة، وهناك أبلى بلاءً حسناً مثل بقية المقاتلين الأبطال، حيث شق طريقه نحو المقدمة وسط أصوات الرصاص واشتداد القتال، وانقض على الحاجز الترابي الذي اتخذ منه الحوثيون مترساً لهم وأخذ المعدل وأكمل المعركة حتى المساء ثم خلد لاستراحة المحارب.
يقول عن تلك اللقطة التي انتشرت بقوة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل وسط اشادات كبيرة به وبزملائه المقاتلين الذين يضحون بأرواحهم من أجل استعادة الدولة للجميع "هذا جزء من الصورة، بينما غاب الجزء الآخر منها وهو استعادة زملائي لمدرعات وأطقم وأسلحة أخرى في الشطر الثاني من الجبهة".
طارق مغنيز من منتسبي اللواء 55 مدفعية في المنطقة العسكرية السابعة
التحرير والالتزام العسكري
بالنسبة لطارق الذي كرمه وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي يوم السبت، بترقيته إلى رتبة ملازم ثاني على شجاعته وموقفه البطولي، فالأهم هو "انتزاع (تحرير) كافة المناطق من قبضة الحوثي" كما انتزع السلاح من أيدي مقاتليه في المعركة.
عقب الانقلاب غادر طارق وهو أب لأربع بنات مديريته الرضمة بمحافظة إب واتجه إلى مأرب التي شهدت تأسيس الجيش الوطني ليلتحق بأحد ألويته ومنذ ذلك التاريخ وهو يؤدي الواجب في كل جبهة يُطلب منه ذلك، ملخصاً تجاربه في مواجهة الحوثي طوال السنوات الخمس الماضية بأنه أي الحوثي "أضعف ما يتصوره البعض".
لم يكن مشهد الشجاعة الذي جسده طارق هو العمل البطولي الوحيد له في المعركة، لكنه كان الوحيد الذي علم به الناس من خلال الفيديو المتداول، أما المشهد الآخر غير المعروف على نطاق واسع، فهو التزامه العسكري بأن كل غنيمة في الحرب هي ملك للدولة التي هو جندي في جيشها وهذا ما فعله حين سلّم المعدل الذي غنمه للواء الذي ينتمي إليه ومثله فعل زملائه الذين غنموا مدرعات وأطقم وأسلحة أخرى.
يقول عن ذلك "معركتنا معركة وطن واستعادة دولة، وليست لأجل البحث عن غنائم شخصية لأن هذا الأمر سهل ولكن لسنا من هذا النوع"، مقدماً نصيحته للمواطنين المتواجدين في مناطق سيطرة الحوثي بأن لا يرسلوا أولادهم إليه ليحرقهم في معاركه الخاسرة.
وقبل نهاية الحوار، وجه طارق رسالة لكل اليمنيين خلاصتها بأن المعركة مع الحوثي معركة الجميع لأنها تتعلق باستعادة دولتهم وحقهم في الحياة والكرامة والحرية واختيار من يحكمهم بإرادتهم الحرة، وهذا ما "يفرض علينا جميعاً دون استثناء القيام بواجبنا الوطني بحسب قدرات كل شخص، وفي مجاله"، يضيف البطل الذي ودعنا بابتسامة ممزوجة بالثقة بالنصر.
طارق مغنيز من منتسبي اللواء 55 مدفعية في المنطقة العسكرية السابعة