مات مقهوراً وأمنيته رؤية نجله.. والد الصحفي المنصوري يرحل مذكراً بوحشية الحوثيين مع المختطفين وأهاليهم

مات مقهوراً وأمنيته رؤية نجله.. والد الصحفي المنصوري يرحل مذكراً بوحشية الحوثيين مع المختطفين وأهاليهم
  • 16 يونيو ,2020 03:45 ص

أوام أونلاين – خاص:

"مات أبي مغلوباً مقهوراً مشتاقاً لأخي توفيق".. بهذه العبارة نعى وضاح والده محمد ثابت المنصوري الذي توفي دون أن يحقق أمنيته بحرية نجله المختطف لدى مليشيات الحوثي الانقلابية منذ أكثر من خمس سنوات.

توفي الأب السبعيني مساء الاثنين بعد أيام من مرضه ودخوله المستشفى بمدينة مأرب التي يسكنها منذ مغادرته منطقته بمديرية وصاب السافل بذمار بسبب مضايقات الحوثيين عقب اختطافهم نجله وثمانية من زملائه من صنعاء في يونيو 2015.

نعى وضاح شقيق الصحفي المختطف والده في حسابه على موقع تويتر بعبارة مؤثرة تلخص وجع ومعاناة الأسرة طوال السنوات الخمس الماضية قائلاً: "مات أبي مغلوبا مقهورا مشتاقا لأخي توفيق المختطف في سجون مليشيات الحوثي منذ خمس سنوات".

https://twitter.com/wadhah_manssori/status/1272649515187572736?s=20

بداية المأساة

في التاسع من يونيو 2015، اختطف الحوثيون توفيق المنصوري وعبدالخالق عمران وهيثم الشهاب وهشام اليوسفي وهشام طرموم وحارث حُميد وأكرم الوليدي وحسن عناب وعصام بلغيث من مقر عملهم بصنعاء، ونقلوهم إلى عدة سجون تعرضوا خلالها لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

وفي 11 أبريل الماضي، أصدروا قراراً من محكمة يسيطرون في صنعاء بالإعدام على أربعة من الصحفيين هم: أكرم الوليدي، وعبد الخالق عمران، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري، بتهم ملفقة، بما في ذلك "التجسس لصالح السعودية"، و"بث الشائعات وتلفيق الاخبار ونشر بيانات لدعم دولة معادية" وذلك لمجرد عملهم كصحفيين، وهي تهم وصفتها منظمات حقوقية مثل العفو الدولية بالكاذبة والملفقة.

وبسبب التعذيب وظروف السجن السيئة، أصيبوا بأمراض لم تكن فيهم مثل "آلام المعدة والقولون، ومشاكل السمع، والبواسير، والصداع" ومع ذلك لم يحصلوا على أي رعاية طبية، بحسب منظمات حقوقية عدة.

 وطوال السنوات الخمس الماضية، عانت أسرة توفيق مثل بقية أسر المختطفين وتنوعت فصول المعاناة بين الحزن والألم على سجنه وما يلاقيه في السجن وبين حرمانه من التواصل التلفوني بهم وحرمانهم هم أيضا أغلب الفترات من زيارته، فضلاً عن تأثير قرار إعدامه على والديه بحكم تقدمهما بالسن الأمر الذي انعكس سلباً على صحتهما كثيراً وكانت أمنيتهما خروجه وعودته إليهما ولكن هذا لم يحدث بالنسبة لوالده الذي فارق الحياة دون رؤيته حراً.

مات ولم يحقق أمنيته بحرية ابنه

بحسب المعلومات التي حصل عليها "أوام أونلاين" لم يتمكن الوالد من زيارة ابنه إلا مرات قليلة ومع ذلك لم تخلو من المنغصات والتي تمثلت بمراقبة لقائهما وتقليل مدة الزيارة والتعنت في السماح له بالدخول من بوابات السجون المختلفة التي تنقل فيها توفيق الذي كان يعمل مخرجاً صحفياً.

صورة مدمجة للصحفي ووالده

في مناسبات كثيرة وبعد استعداد لأيام وتجهيز بعض الاحتياجات والسفر من وصاب عندما كانوا فيها، إلى صنعاء، كان الحوثيون يمنعون والد توفيق من الدخول دون احترام لسنه أو تمثلهم الإنسانية ولو لمرة واحدة، وحين كان يذّكرهم بأنهم هم من وافقوا على الزيارة لم يكترثوا ولم تهتز من رؤوسهم شعرة واحدة.

ووفقاً للمعلومات، كان ينتظر والد الصحفي المختطف أمام بوابات السجون ساعات طويلة كي يسمحوا له بالدخول وفي كثير من الأحيان لم يُوافقوا، ليعود حزيناً متعباً من الجلوس والوقوف تحت حرارة الشمس.

شارك بوقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن نجله والصحفيين المختطفين معه، والتقى بالوفود الأجنبية التي كانت تزور مدينة مأرب وتبحث أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، وظل يناشد كل من له ضمير وصاحب تأثير أن يتحرك لأجل المختطفين.

كان توفيق الشغل الشاغل لوالديه وكل أمنيتهما خروجه من السجن والعيش معهم ما بقي لهم من عمر، ولكن شاءت الأقدار أن يغادر الأب الدنيا دون تحقيق أمنيته وبقيت الأم المكلومة تقاسي حزناً مضاعفاً. مات الأب ولم ير ولده وبقيت الأم، فهل تحقق أمنيتها بخروج ابنها؟ هذا يقودنا لتذكير المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بواجبه تجاه قضية الصحفيين والأمر نفسه ينطبق على بقية المنظمات.

معاناة وابتزاز

وتلخص حال أسرة المنصوري حال بقية أهالي المختطفين الصحفيين وغيرهم الذين يعانون لدرجة تعجز الكلمات عن وصف مشاعرهم وحالهم وحياتهم.

وفي هذا السياق، تقول أفراح ناصر، وهي باحثة في منظمة "هيومن رايتس واتش" في تصريحات سابقة: "إن الاحتجاز غير القانوني والمطول والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة التي يواجهها الصحفيون المعتقلون في اليمن بمثابة تذكرة صادمة بالمناخ الإعلامي القمعي الذي لا يزال قائماً في البلاد".

في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، كشفت "رابطة أمهات المختطفين" عن تعرض عائلات الصحفيين المختطفين لدى مليشيات الحوثي للابتزاز المالي مقابل وعود كاذبة بإطلاقهم من سجونها.

وقالت في بيان لها إن نافذين في المليشيات استخدموا غطاء الضمانة الحضورية، التي طلبتها النيابة الجزائية الخاضعة لسلطتهم، لفرض مبالغ مالية على عائلات الصحفيين الستة الذين تقرر إطلاقهم، مشيرة إلى أن أسر الصحفيين بعد أن دفعت مبالغ وصلت بعضها إلى أربعمائة ألف ريال، تحت مسمى "ضمانات مالية" تفاجأت أن المليشيات ترفض الإفراج عنهم مشترطة مبادلتهم بأسرى حرب من مقاتليها لدى الجيش الوطني.

اقرأ ايضاً

 الشهيد ..عبدالله جرادان..فارس البندقية والقلم.

الشهيد ..عبدالله جرادان..فارس البندقية والقلم.

فارس القلم والبندقية أوام أونلاين _ وليد الراجحي الشيخ الأستاذ والمربي القائد الإنسان والإداري الناجح ، والبطل المقدام كل تلك الألقاب وأكثر تسبق إسم الشهيد عبدالله بن حمد جرادان.س…

 مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

أوام أونلاين _ تقرير خاص. للعيد نكهته الخاصة ، وفرحته العامرة في القلوب ، مهما كانت الظروف ،يحاول البعض ليعيش لحظته ولو بما يدور في خلده من ذكريات الماضي ،فيما تجسد براءة الطفولة …

 الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

تهريب حزب الله معارضين سعوديين للحوثيين بصنعاء.تدريبات عسكرية حوثية لسعوديينتعيين معارض محافظا لنجران وايواء(شيخ الاسماعيلية في اليمن والسعودية).انشاء(حركة تحرير جزيرة العرب المسلح…