%40 من نازحي اليمن في مأرب فريسة سهلة لوباء كورونا وسط غياب للمنظمات (تقرير خاص)

%40 من نازحي اليمن في مأرب فريسة سهلة لوباء كورونا وسط غياب للمنظمات (تقرير خاص)
  • 12 يونيو ,2020 11:08 ص

أوام أونلاين- خاص:

تفتقر أغلب مخيمات النازحين بمحافظة مارب التي يعيش فيها نحو 40% من إجمالي عدد النازحين في اليمن، لأدنى الخدمات الأساسية سواء في الغذاء أو المأوى أو الصحية ما يجعلهم فريسة سهلة لوباء كورونا المستجد (كوفيد19) الذي تفشّى بسرعة فائقة في عموم البلاد.

وفي هذا السياق، يقول سليم خالد، رئيس مركز الإعلام الإنساني، إن جائحة كورونا ضاعفت معاناة النازحين وهددت حياتهم بشكل ملموس، في ظل التدخلات الإنسانية المحدودة والتي "لا ترقى لمستوى الاحتياج أو تناسب أعداد المخيمات والنازحين".

ويضيف في تصريح خاص لـ" أوام أونلاين" أن عدد من المنظمات ومنها الوكالة الدولية للهجرة وشبكة النماء اليمنية للمنظمات الأهلية ومؤسسة استجابة والوكالة اليمنية للتنمية، عملت على تجهيز مراكز للحجر الصحي واستطاعت أن توفر عدد من الأسرّة وأجهزة التنفس والأدوية اللازمة بإشراف مكتب الصحة بالمحافظة، لتقوم باستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بالوباء، إلا أن هذه المراكز تفتقد إلى كثير من التجهيزات والكادر الطبي الذي يواجه هو الآخر مخاوف كثيرة مع ضعف الإجراءات الاحترازية والوقائية ومستلزماتها المخصصة للكادر الطبي مما يجعلهم عرضة للعدوى".

حالة مزرية

وحول العوامل التي من شأنها المساهمة في نشر الوباء، يقول خالد، "إن الحالة المزرية للمخيمات ومحدودية التدخلات الصحية، وكذا ارتفاع أسعار الكمامات والمعقمات وأدوات الوقاية وغيرها يمكن أن تكون عوامل أساسية لانتشار الفيروس وزيادة عدد الحالات المصابة".

ويشدد على ضرورة اتخاذ "خطوات جدية من المنظمات الدولية والجهات الرسمية وحتى القطاع الخاص لتفادي انتشار الفيروس وانهيار النظام الصحي في حال خرج الوضع عن السيطرة- لا سمح الله- فالوضع الصحي عموماً بحاجة إلى مضاعفة الجهود التنسيق واتخاذ إجراءات جادة وخطوات مستمرة لحماية حياة النازحين من خطر الوباء".

مخاوف كبيرة

ومن جانبه، عبّر مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة مارب الدكتور عبدالعزيز الشدادي، عن مخاوفه الكبيرة حول وضع النازحين بمارب في ظل تفشي الوباء متوقّعًا أن يحدث "انفجار هائل" في هذه التجمعات فالوضع فيها يصعب فيه التزام التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي" وهذا "من التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي بالمحافظة".

وقال في تصريح خاص لـ"أوام أونلاين" إن "وجود النازحين في أكثر من تجمع بالمحافظة" هو أحد أهم الأعباء الأساسية للعمل الصحي في المحافظة، مؤكداً أن هذه التجمعات عرضة لجميع الأوبئة وخصوصاً كورونا.

تدخلات وتحديات

وحول خطط القطاع الصحي لمواجهة الوباء، قال الدكتور الشدادي، إن مكتبه يعتمد "الرعاية المنزلية كخطة أساسية لمواجهة الوباء" ولهذا تم تقسيم المحافظة إلى 97 مربعًا وتخصيص فريق طبي في كل مربع لمراجعة أو معالجة الحالات المرضية في المنازل وعزلها منزلياً إلا أن هذا الإجراء لا ينطبق على النازحين ويعتبر تحدٍ أساسي".

ولتجاوز هذا التحدي، قال الشدادي، إنه "تم التخطيط لإيجاد 9 مراكز عزل متخصصة لرعاية النازحين يتراوح عدد الأسرة في كل مركز من 20 إلى 30 إلى 40 سرير وقد أقيمت منها ثلاثة مراكز حالياً ونعمل على إقامة البقية".

وأضاف "تم توزيع تجمعات النازحين إلى مربعات باعتبارها أحد القطاعات الجغرافية بالمحافظة وتم تخصيص فرق خاصة بها تقوم بمتابعة وتقصي الحالات المشتبهة".

وحول فعالية إجراءات الحظر التي أقرّتها السلطة المحلية من الساعة الـ6 مساء إلى الـ6 صباحاً، أوضح الشدادي، أن مخيمات النازحين "غير مؤهلة لعمل حجر صحي أو إجراء من إجراءات الحظر والتزام التباعد الاجتماعي لأن أغلب النازحين يعتمدون على القوت اليومي من خلال خروجهم لممارسة مهامهم اليومية لجلب الرزق".

وأشار إلى أن "التحدي كبير جداً ونعتمد على ثقافة النازح وذويه بالالتزام قدر الإمكان بتعليمات الوقاية ونعمل بشكل جاد على إجراء أكثر من حملة توعوية في أوساط النازحين لعلنا نتجنب الكثير من المخاطر".

احتياجات عاجلة

وفي السياق ذاته، قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، سيف مثنى، إن جائحة كورونا وقبلها كارثة السيول التي شهدتها المحافظة ضاعفت معاناة النازحين وأعباء السلطة المحلية في جانب توفير الخدمات الأساسية".

وأوضح في تصريح لـ"أوام أونلاين" أن محافظة مارب يوجد بها أكثر من 134 مخيم نزوح وحوالي 65 حارة في المدينة تعج بالنازحين وما يقارب 24 ألف أسرة نزحت إلى مارب في 2020 وما يزال النزوح مستمر حتى الآن".

تدخلات محدودة

وقال مثنّى، إن هذا العدد الهائل من النازحين والوضع الصعب الذي يعيشونه يتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل الشركاء الدوليين لمساندة جهود السلطة المحلية وخاصة في مكافحة مثل هذه الأوبئة، فتدخلاتها حالياً ما زالت ضئيلة جداً، بل إنها انخفضت بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا.

لافتاً إلى أن "هناك تدخلات من مركز الملك سلمان والهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي ولكنها بسيطة جدّاً أمام الاحتياجات التي تضاعفت أكثر من 400% جراء النزوح المتواصل إلى المحافظة للسنة الخامسة على التوالي. موضحاً أن "مارب يوجد فيها 42% من إجمالي عدد النازحين في الجمهورية اليمنية إضافة إلى 20% من اللاجئين على مستوى البلاد.

وحول احتياجات النازحين العاجلة، قال سيف مثنّى، في حديثه لـ"أوام أونلاين"، إن أهمها بالنسبة للوحدة التنفيذية تتمثل في مجال الإيواء فمخيمات النازحين ما تزال تعاني من الأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة في أبريل الماضي، مؤكداً أنه لا يوجد أي تفاعل حتى الآن في هذا الجانب من قبل الشركاء الدوليين.

وضع خطير

وحول طبيعة الوضع في المخيمات والمخاطر المحتملة على النازحين، أوضح سيف مثنّى، أن "المخيمات مزدحمة جداً بالنازحين وبعض الخيام تقطنها أسر عدد أفرادها من 7 إلى 10 أشخاص في الخيمة الواحدة، وهذا يضاعف المخاطر عليهم في حال اجتاح الوباء هذه المخيمات مع تقاربها فيما بينها والجودة الرديئة للخيام، وهذا يعتبر تهديد كبير للنازحين.

وأشار إلى أن معاناة النازحين تضاعفت مع تفشي الوباء وستتضاعف بشكل أكبر في حال زادت إجراءات الحظر التي اتخذت لمنع تفشي الوباء وهذا يحتّم على المنظمات الدولية مضاعفة تدخلاتها وتغطية احتياجاتهم بصورة عاجلة.

وقال إن الوحدة التنفيذية دشنت حملة توعية حول الوقاية من وباء كورونا تستهدف 28 مخيماً في مديريتي المدينة والوادي، بدعم من المنظمة الدولية للهجرة ومركز الملك سلمان والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.

وبحسب "مثنى" فإنه رغم أهمة هذه الخطوة إلا أنه للأسف لا يوجد مع فريق التوعية حتى المستلزمات الوقائية مثل الكمامات والكفوف وغيرها التي سيسلمونها للنازحين، "فكيف بالأدوية والأجهزة والمحاليل اللازمة لإجراءات الفحوصات ومنها جهاز الـpcr الذي لا يوجد في المحافظة بشكل عام".

نداء إنساني

وطالب رئيس الوحدة التنفيذية في حديثه لـ"أوام أونلاين"، الشركاء الدوليين وبالأخص منظمة الصحة العالمية- التي ما تزال تدخلاتها بسيطة جداً- القيام بمسؤوليتها ودورها المأمول في مساعدة النازحين بمارب في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشونها خصوصاً في ظل الجائحة الجديدة.

وشدد مثنّى، على ضرورة إيجاد مركز إنساني مستقل في مارب لتغطية احتياجات العدد الهائل من النازحين واللاجئين، لافتاً إلى أن مارب ما زالت تتبع المركز الإنساني في صنعاء- الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية- وهناك يتحكمون في حجم ونوع التدخلات الإنسانية ولا يصل منها إلى مارب إلا تدخلات بسيطة جداً.

ولفت إلى أن هناك تساؤلات في أوساط النازحين بمارب عن مصير المنح التي تقدمها دول العالم وآخرها التعهدات بتقديم 1.35 مليار دولار في مؤتمر الرياض الذي دعت له المملكة، وما هو نصيب مارب من هذه الأموال التي تصرف بغرض مساعدة النازحين والمتضررين في اليمن.

ووفقاً لإحصائيات مكتب الصحة بمحافظة مارب، فقد سجّلت مارب حتى الرابع من يونيو الجاري، 13 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا منها 3 حالات وفاة، وكذا سجلت 132 حالة اشتباه منها 3 حالات وفاة، فيما سجلت حالتي تعافي.

نفذ ائتلاف صنعاء للاغاثة والتنمية بالتعاون مع الجمعية الطبية الخيرية حملة رش وتعقيم وتوعية بمخيم الميل والمخيمات المجاورة

اقرأ ايضاً

 الشهيد ..عبدالله جرادان..فارس البندقية والقلم.

الشهيد ..عبدالله جرادان..فارس البندقية والقلم.

فارس القلم والبندقية أوام أونلاين _ وليد الراجحي الشيخ الأستاذ والمربي القائد الإنسان والإداري الناجح ، والبطل المقدام كل تلك الألقاب وأكثر تسبق إسم الشهيد عبدالله بن حمد جرادان.س…

 مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

أوام أونلاين _ تقرير خاص. للعيد نكهته الخاصة ، وفرحته العامرة في القلوب ، مهما كانت الظروف ،يحاول البعض ليعيش لحظته ولو بما يدور في خلده من ذكريات الماضي ،فيما تجسد براءة الطفولة …

 الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

تهريب حزب الله معارضين سعوديين للحوثيين بصنعاء.تدريبات عسكرية حوثية لسعوديينتعيين معارض محافظا لنجران وايواء(شيخ الاسماعيلية في اليمن والسعودية).انشاء(حركة تحرير جزيرة العرب المسلح…