أوام أونلاين - خاص
تتضاعف المخاوف حول مصير مئات المختطفين في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، بعد تقارير حقوقية عن إصابة عدد منهن بفيروس كورونا في ظل عدم وجود رعاية واهتمام طبي لهم واستمرار رفضها لكل الدعوات الدولية والحكومية بالإفراج عنهم بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي واتفاق السويد الخاصة بالمحتجزين والأسرى.
وكشفت رابطة أمهات المختطفين عن تلقيها بلاغاً عاجلاً، في 25 مايو الماضي، من مختطفي السجن المركزي بصنعاء يشير إلى الاشتباه بإصابة المختطفين "نور الدين مرزية" و"محمد واصل" بفيروس كورونا، مشيرة إلى انه نقلهم للحجر الصحي في السجن وحالتهم الصحية حرجة للغاية، وهو ما يؤكد ان وباء كورونا قد تفشى في أوساط المختطفين في سجون الميليشيات الانقلابية.
وقالت رئيسة رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج لـ"أوام أونلاين": إن أعراض وجود فيروس كورونا في السجن المركزي بصنعاء صارت مؤكدة بعد تفشي الوباء، وانه ارتفع حالات المشتبه بهم إلى 12 حالة، وأن ثمة مخاوف كبيرة من انتقال العدوى بشكل سريع في أوساطهم، حيث يزج الحوثيين ب20 مختطف في عنبر واحد وأحياناً يكدسوهم حتى يصل العدد إلى 40 في نفس العنبر".
وأضافت أن أوضاع المختطفين والمعتقلين مأساوية من قبل والآن زاد الوضع سوءا مع تفشي فيروس كورونا لأن السجون مزدحمة والتغذية منعدمة والمياه النظيفة منعدمة، وإجراءات السلامة غير موجودة، بالإضافة إلى أن الحالات الصحية للمختطفين متعبة ونفسياتهم متدهورة نتيجة الحبس والتعذيب الجسدي والنفسي؛ وكل هذه الظروف قد تتسبب في فتك الوباء بالمختطفين.
ويقبع في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية 1686 مختطفا بحسب ما وثقته قوائم رابطة أمهات المختطفين خلال الأعوام الماضية، كونها المنظمة الحقوقية الأكثر دقة في رصد هذه الإحصائيات وأسست لذات الغرض.
الحكومة تبدي استعدادها
وأبدت الحكومة اليمنية، الأسبوع الماضي، استعدادها للتنفيذ الفوري لاتفاق السويد بشأن تبادل الأسرى والمختطفين على قاعدة (الكل مقابل الكل) حفاظا على ارواح اليمنيين وتقديرا للأوضاع الصحية والإنسانية التي تمر بها البلد وضعف الاجراءات الصحية والوقائية جراء الحرب التي فجرها الانقلاب الحوثي.
وحملت مليشيات الحوثي كامل المسئولية عن سلامة كافة المعتقلين والمختطفين لديها من قيادات في الدولة وسياسيين واعلاميين وناشطين ومواطنين مختطفين في معتقلاتها غير القانونية، في ظل تفشي فيروس كورونا في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي.
معاناة أهالي المختطفين
لا يتوقف اجرام مليشيا الحوثي الانقلابية عند تعاملها مع المختطفين في سجونها، بل يمتد إلى طريقة تعاملها مع أهالي المختطفين ومنعهم من الزيارات أو أيصال الأدوية والأكل والمال إلى أبنائهم في داخل السجون، أو معرفة مصيرهم وأوضاعهم الصحية والنفسية.
كما يعيشون حالة قلق مستمرة وخاصة الذين يسكنوا في محافظات أخرى وأبنائهم في صنعاء، حيث يكابدوا معاناة السفر في ظل ظروف وأوضاع مادية صعبة للغاية، بالإضافة إلى مخاوفهم من الإصابة بفيروس كورونا أثناء سفرهم إلى صنعاء التي تفشى فيها الوباء الوباء بشكل مخيف، بحسب ما قالته رئيس رابطة أمهات المختطفين.
وأضافت ان مليشيا الحوثي الانقلابية منعت أهالي المختطفين من ادخال الأدوية والأكل والمال لأبنائهم المختطفين في سجونها، ومؤخراً منعت عنهم الزيارات بشكل نهائي.
الإفراج الفوري
وأكدت رئيسة رابطة أمهات المختطفين ان الحل الوحيد هو الإفراج الفوري عن المختطفين من سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، ليقضوا مدة الحجر الصحي في منازلهم وتحت أشرف مباشر واهتمام من أسرهم، بحيث يتم تغذيتهم وتوفير احتياجاتهم من الأدوية الصحية من قبل أهاليهم.
وفي حديثها لـ"أوام أونلاين"، طالبت أمة السلام الحاج الأمم المتحدة ومبعوثها بتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه المختطفين والضغط على الميليشيات الانقلابية للإفراج عنهم، مشيرة إلى ان موقفهما على أرض الواقع غير ملموس ويقتصر على أبدى قلقهما الدائم في وسائل الإعلام فقط.
وفاة مشرف السجن بكورونا
بدوره حذر مدير المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" يوسف حازب من خطورة الوضع على مصير الآلاف من المختطفين الذين يقبعون في سجون الحوثيين في مناطق سيطرتها بشكل عام وفي صنعاء على وجه التحديد.
وأوضح في تصريح لـ"أوام أونلاين" أن ان مسألة الإصابات بفيروس كورونا في أوساط المختطفين لم تعد مجرد تكهنات بل باتت حقائق، مشيراً إلى ان مشرف سجن هبره بصنعاء والمعين من قبل الحوثيين توفي بعد إصابته بفيروس كورونا، وان عدد من العاملين في السجون الخاضعة لمليشيا الحثي تأكد إصابتهم بكورونا.
ونوه إلى ان مليشيا الحوثي قد ترتكب جريمة قتل جماعي بحق المختطفين بعد تأكد وجود إصابات بالفيروس وعدم قيامها بإجراءات السلامة لهؤلاء المختطفين، مضيفاً ان على الحوثيين الإفراج الفوري عن كافة المختطفين حتى لا يرتكبون جريمة قتل جماعي بحقهم كون سجونهم تعيش كارثة صحية بكل المقاييس.
الحوثيين يتحملوا المسؤولية
كما حمل مدير منظمة "صدى" الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياة الصحفيين المختطفين لديهم منذ 5 أعوام، مؤكداً على ان سلامتهم تمثل أولوية وان على جماعة الحوثي الأفراج عنهم، حيث بات الخوف على حياتهم في ذروته بعد تأكد وجود إصابات بكورونا بين المختطفين.
وقالت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين صدى، في 5 مايو الماضي، انها حصلت على معلومات تؤكد زج مليشيا الحوثي الانقلابية بعدد من المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19 في ذات السجون التي يتواجد فيها الصحفيين المختطفين في السجون الخاضعة لسيطرتها بصنعاء.
وكانت اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا قد أعلنت في اخر تحديث لها، اليوم، ان عدد الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا في المحافظات المحررة أرتفع إلى (482) بينها (111) حالة وفاة و(23) حالة شفاء، بينما تشير تقرير صحفية غير رسمية ان عدد الإصابات بكورونا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي قد تجاوز ثلاثة الف إصابة وان عدد الوفيات وصل قرابة (500).