أوام أونلاين- خاص:
اعتقدت مليشيا الحوثي إن صرواح الجغرافيا الأقرب وصولاً للسيطرة على الثروات الطبيعية لليمن، والسيطرة على محافظة مأرب، لذلك ألقت بثقلها إلى الجبهة منذ 2015م.
شهدت جبهة صرواح خلال الستين يوماً الأخيرة تصعيدا كبيرا، وحشدت مليشيا الحوثي عدداً كبيراً من البشر والعتاد من أسلحة ثقيلة ونوعية بهدف تحقيق انتصار تزامناً مع تصريحات قياداتها الميدانية أو التي تقيم بصنعاء والتي كانت تبشر بسقوط وشيك لمأرب قبيل شهر رمضان، لكنها تحولت إلى محرقة يومية لمليشيا الحوثي ، على المستوى البشري ، والعتاد العسكري.
محرقة يومية
تمثل جبهة صرواح ثقبا أسودا ومحرقة يومية بالنسبة لعناصر مليشيا الحوثي وعتادها العسكري، بحسب القيادي في الجيش الوطني الملازم علي صالح عرار، الذي يضيف إن المليشيا حشدت كما هائلا من البشر إلى صرواح بهدف الضغط على الجبهة لإحداث أي اختراق فيها ، للتقدم واحراز أي انتصار لكنها فشلت ،وأشار الى ان ذلك الفشل الميداني للمليشيات، جعلها كالعادة تذهب للحديث عن انتصارات كاذبة.
وأوضح في تصريحات لـ"أوام أونلاين" أن قوات الجيش الوطني في الوقت الذي تقف في محيط سوق صرواح ، وتلقن المليشيا دروس لن تنساها حد وصفه تتحدث المليشيا عن تقدمات وهمية.
ولفت إلى أن المليشيات دفعت بمن تعتبرهم كبار قياداتها الميدانية وذو الخبرات التي تلقت تدريبات سواء في ايران أو تلك التي كانت ضمن الضباط الذين تلقوا تدريبات عسكرية متنوعة خارج البلاد على ايدي خبراء عسكريين دوليين ،لكن ابطال الجيش ومن يساندهم من قبائل مأرب لم يمهلوا تلك القيادات لحظة واحدة ، واردوهم بين قتيل وجريح واسير.
ويشير إلى ان المليشيات اعتمدت في خطتها الهجومية ،على الكثافة البشرية، لكن منتسبي الجيش تعاملوا مع تلك الكثافة البشرية كما يجب.
ويؤكد أن المعارك في صرواح تكاد تكون يومية ولا تتوقف، يستنزف خلالها العشرات من الحوثيين بين قتيل وجريح.
معارك شرسة وبطولات خالدة
أقوى المعارك وأشدها على الاطلاق شهدتها جبهة صرواح والاعنف خلال التسعين يوماً الماضية.
يؤكد افراد من الجيش الوطني في صرواح خلال استطلاعات ميدانية اجراها "أوام أونلاين" أن المعارك التي خاضتها قوات الجيش الوطني والمقاومة في صرواح من اعنف المعارك وأطولها استمراراً ، وأشاروا الى أن معركة واحدة في المشجح استمرت قرابة 18 ساعة ،انطلقت قرابة الثانية بعد منتصف الليل واستمرت الى اليوم الثاني السابعة والنصف مساءً ، حشدت المليشيا كما هائلا من المقاتلين ، حصدت نيران قوات الجيش رؤوس كبيرة وأثبتت قوات الجيش أنها في الوقت الذي تتصدى لهجمات المليشيات تشن هجمات في أكثر من مكان في الجبهة وهو ما ضاعف خسائر المليشيا.
تفاصيل جولة في الجبهة
وخلال جولة في متارس قوات الجيش بصرواح ، حيث معنويات الأبطال تعانق السماء ، جبهة ألفها الابطال وبات الكثير يفضلونها عن العودة إلى منازلهم في مدينة مأرب حد تعبير عددا من منتسبي الجيش.
أكد المرابطون في المواقع التي تم زيارتها عزمهم على مواصلة الدفاع عن الوطن والكرامة حتى تحرير كل شبراً من اليمن ،مجددين التأكيد انهم لن يخذلوا الوطن والشعب وسيبقون على العهد بالنفس الجمهوري حتى الرفرف راية الجمهورية في كل ارجاء اليمن.
وأعربوا عن اسفهم والمهم معاً على ما يتعرض له المواطن في مناطق سيطرة المليشيا ،مؤكدين انها غمة لن تطول.
أطفال في نسق الهجوم
في جبهة صرواح وغيرها من الجبهات الأطفال وقود المعارك، يتحدث القيادي عبدالله محمد أن اطفالاً يزج بهم الحوثي الى المعركة ، لا يكشف ذلك الا ضوء الفجر ،حينما يشاهد اكثر من مرة ان بين القتلى اطفال.
يتابع عبدالله "أنت في معركة، الظلام هو السائد وتتعامل مع نيران ،لا تعلم أن مصدره طفل أو كهل هي نيران ليلية عدوه ، ويستدرك يؤلمنا ان نجد أطفالا بين قتلى المليشيات".
ويضيف: نحن في الجبهات أصواتنا لا تتجاوز هذه المواقع وعلى عاتقكم إيصال رسالتنا لقبائل اليمن والعوائل والأسر، انهم لا يدفعوا بابنائكم إلى مصاهر الحوثي ومحارقه في صرواح.
استغلال المناسبات الدينية لحشد المقاتلين
رئيس شعبة التوجيه بالمنطقة العسكرية الثالثة العميد دكتور صادق المخلافي قال ان المليشيات الحوثية، حاولت استغلال المناسبات الدينية لحشد المقاتلين الى جبهاتها، ويؤكد إن حشود ضخمة وصلت صرواح قبيل شهر رمضان جزء كبير منها هلكت خلال المواجهات، وأضاف إن المليشيات لازالت تحشد مستغلة هدنة وقف إطلاق النار التي أعلنها عنها التحالف منذ مطلع رمضان.
وأشار المخلافي الى ان المناسبات الدينية تمثل إحدى فرص المليشيات لحشد الغرر بهم إلى الجبهات.
ولفت الى ان المليشيا حشدت عدد كبيرا من المقاتلين والمغرر بهم إلى صرواح بالإضافة إلى رصد وصول قيادات من الصف الأول ومن الكتائب العقدية التي تلقت تدريبات نوعية على ايدي خبراء إيرانيين إلى صرواح ضمن ، تحضيرها لمعركة ال 17 من رمضان ذكرى معركة بدر، التي فشلت وكان ابطال الجيش الوطني لها بالمرصاد.
ويتابع اللواء المخلافي بفضل الله ثم بسواعد الابطال بُعثرت تلك الحشود بين صريع وجريح وأسير وهارب.
كتائب حوثية تبخرت
مصدر عسكري أكد ان ما يعرف لدى المليشيا بكتيبة المهام الخاصة وهي احدى أربع كتائب تتبع بشكل مباشر زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي وأشرف على تدريبها خبراء إيرانيين، هلكت بشكل كلي بما في ذلك قائد الكتيبة المقرب من زعيم المليشيا
يرجح المصدر أنه قائد القوات الخاصة القيادي الحوثي محمد عبد الكريم الحمران.
المصدر ذاته أشار الى أن تعاون الشخصيات الوطنية المخلصة لوطنها وصمود وكفاءة وخبرات ابطال الجيش الوطني كان لها دوراً كبيراً في إفشال مخططات الحوثي، ومحاولاته بينها عملية الالتفاف عبر ذنه التي أفشلها الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية في أواخر شهر شعبان.
هجمات وخسائر كبيرة في الصف القيادي الحوثي
يؤكد رئيس شعبة التوجيه بالمنطقة الثالثة الدكتور المخلافي ان نحو 70 هجوماً للمليشيات في جبهة صرواح خلال الستين يوماً الماضية كلها باءت بالفشل خسر الحوثي خلالها قرابة 900قتيل وما يقارب من 30 قيادياً ميدانياً أغلبهم تشير المعلومات انهم من الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران وانخرطوا في كتائب حزب الله وخضعوا للتدريبات المكثفة المشركة معها.
وأشار المخلافي إلى ان خسائر كبيرة في العتاد القتالي من اليات واسلحة متوسطة وثقيلة.
جانب من القيادات الحوثية الصريعة في صرواح:
نورد في التقرير جانب مما تم رصده من خسائر الحوثي في الصف القيادي خلال هذه المعركة.
-علي سلامة قائد قطاع جبهة صرواح ومن أهم القيادات الميدانية كونه من أبناء مأرب.
-خالد ربيع الجهمي مسؤول الأمن الوقائي للحوثي وتعده المليشيا حجر الزاوية في معركتها بصرواح.
-القيادي العقدي عبد الله الحمزة وهو قيادي وأحد ركائز تأسيس الحركة الحوثية والحوزات في صعدة وصنعاء ولديه نشاط واسع في وسط الحركة ويعد الرجل الثاني في نشر التشيع في الوسط الزيدي، وفق المعلومات.