أوام أونلاين- خاص:
تفاجأت أسرة "صالح علي محمد مسلم" باتصال من مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، يطلب منها الحضور إلى أحد المستشفيات بصنعاء لزيارة ابنها المخفي قسرياً منذ أكثر من سنة.
سادت حالة من الفرح أجواء هذه الأسرة المكلومة بعد أن تلقت الاتصال الذي أنساها رحلة البحث والمعاناة الطويلة والتي تكللت بالفشل وهي تبحث عن أي معلومة حول مصير ابنها "صالح" إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلاً فقد تبددت حينما وصل عدد من أفرادها إلى صنعاء وشاهدوا الحال الذي وصل إليه قريبهم بعد فترة الإخفاء الطويلة.
غير قادر على الكلام والحركة
يقول المحامي هادي وردان، إن الأهالي وجدوا "صالح" وهو "لا يستطيع الحركة ولا يقدر على الكلام ولا يعي ما يقول وكل جسمه محترق من شدة السياط وآثار الضرب والتعذيب في زنازين مليشيات الاجرام الحوثية وأصبح حاله كما تشاهدون".
ونشر وردان، في حسابه على فيسبوك، صوراً تقشر لها الأبدان وتنخلع لهولها القلوب، حيث تظهر "صالح مسلم" وقد أصبح أشبه بكتلة من اللحم بعد أن انقضت عليه مجموعة من الغربان، فالثقوب تتوزع في أنحاء الجسد، وتظهر عليه آثار الحروق والكدمات والإنهاك الشديد.
تنويه هام/ اكتفى موقع "أوام أونلاين" بنشر الصورة أعلاه ويعتذر عن بقية الصور لبشاعتهن واحتراما لخصوصية المختطف وأخلاقيات المهنة
ويضيف وردان، بأن "مسلم" تعرّض للتعذيب الشديد طيلة فترة الاخفاء التي استمرت "سنة وشهر" ظل خلالها تحت "سياط التعذيب واستخدام الكهرباء والضرب بمختلف ادوات التعذيب". وقال: "انتزعوا منه الجلد وانتزعوا أظافره حتى لسانه". مؤكداً أن الضحيّة "لم يعد قادر على الكلام من آثار الحريق والضرب حتى تساقطت أضراسه وتساقط كل شيء من جسده بكل وحشية وبكل حقارة وهذا ليس بغريب عن سلوك تلك المليشيات الحقيرة".
علاج مؤقت لاستكمال تعذيبه
وبحسب وردان، فإن أسرة "مسلم" لم تكن تعلم عن مصير ولدها شيئاً طيلة 13 شهراً "رغم البحث والتقصي والتوسط بقيادات من مليشيات الحوثي إلا أن الجواب يأتي بالنفي وعدم العلم بمكانه قبل أن يتم التواصل بأهله وأقاربه ليتفاجؤوا مما شاهدوه من وحشية ومن إجرام".
وأشار وردان، إلى أن الرجل ما يزال يتلقى الرعاية الصحية "تحت الحراسة" وبمجرد أن "يأخذ العلاج اللازم ويستكمل الاسعافات الأولية وتدفع أسرته تكاليف العلاج سيتم إعادته الى السجن لاستكمال ما تبقى من جسده الذي أصبح بلا جسد والقضاء على حياته بعد أن أصبح غير قادر على الحياة".
وكانت مليشيا الحوثي قد اختطفت "صالح مسلم" من مسقط رأسه بمديرية كشر حجور بمحافظة حجة، في مارس 2019 بعد أن اجتاحت المنطقة بقوّة السلاح واختطفت كل من يعارضها من أبناء المنطقة، ووفقاً للمحامي وردان، فإن المليشيا الحوثية اختطفت هؤلاء من "الاسواق والمدن والطرقات".
ونقل المحامي هادي وردان، عن أسرة الضحية مناشدة موجّهة إلى كل من يمتلك "ضميرًا حياً" تطلبه فيها بإدانة هذه "الجريمة الشنعاء وتحميل مليشيات الحوثي كامل المسؤولية فيما اقترفوه بحق ابنهم الضحية".
جرائم بالجملة بحق أبناء حجور
ومطلع العام 2019، فرضت مليشيا الحوثي حصاراً خانقاً على أبناء قبائل حجور لأكثر من شهر قبل أن تبدأ باجتياح المنطقة عسكرياً وتسيطر عليها كلياً أواخر أبريل، وترتكب آلاف الانتهاكات والجرائم بحق أبناء المنطقة والتي وصفت بأنها "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ووثّقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات والمنظمات الأعضاء في الشبكة، (11384) انتهاكاً لحقوق الإنسان ارتكبتها مليشيات الحوثي في مناطق قبائل حجور، خلال الفترة من 1 يناير 2019م إلى 20 إبريل 2019م.
وتنوعت الانتهاكات، بحسب تقرير الشبكة الحقوقية، "بين القتل العَمْد، والاعتداءات الجسدية، والاعتقالات، والاختطاف والإخفاء القسري، وعمليات التهجير والنزوح القسري، إضافة إلى عمليات تدمير المنازل والممتلكات الخاصة، وانتهاكات حقوق الطفل وحق التعليم، وتفجير وقصف ونهب المنشآت الصحية، والأعيان المدنية، والمواقع التاريخية، ومصادرة حرية الفكر، ودور العبادة وممارسة التعذيب، وسوء المعاملة، والإعدامات الميدانية، والتحرش بالنساء".