أوام أونلاين- خاص:
أكثر من 20 ألف مواطن يمني وجدوا أنفسهم عالقون في الخارج، ولم يتمكنوا من العودة إلى داخل اليمن لقضاء رمضان مع أهاليهم، بسبب إغلاق المنافذ البرية وتوقف حركة الطيران التي اتخذتها الحكومة ضمن تدابير مواجهة وباء كورونا.
"عبدالرحمن قائد" واحد من هؤلاء، قال إنه كان من المقرر أن يغادر الأردن، التي يعمل فيها منذ ثلاث سنوات، منتصف أبريل 2020 من أجل قضاء شهر رمضان مع عائلته في اليمن، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بفعل حالة الإغلاق التام التي حدثت مع بداية تفشي فيروس كورونا، وبهذا ذهبت أحلامه التي ظل ينسجها طيلة السنوات الماضية أدراج الرياح.
أسير قيود الوباء
يضيف في حديثه لـ"أوام أونلاين" أن القيود التي فرضها الوباء أجبرته على البقاء داخل السكن لفترة طويلة ولم يتمكن حتى من اللقاء بأصدقائه ومعارفه علّه يخفف من حالته النفسية التي ساءت جراء الإقامة الجبرية.
وحول أنشطته اليومية وطقوسه الرمضانية التي يعيشها، قال عبدالرحمن، إنه يضطر لمشاركة مجموعة من العالقين في ذات السكن إعداد بعض الوجبات الرمضانية الخفيفة، إلا أن أغلب وقته يقضيه في النوم ومشاهدة المسلسلات اليمنية والتواصل مع الأهل عبر تطبيقات التواصل المرئي.
وقد يكون عبدالرحمن، أفضل حالاً من وضع بقيّة اليمنيين العالقين حول العالم، وبالأخص الذين غادروا اليمن من أجل تلقي العلاج أو بغرض الدراسة وغيرها، فالكثير منهم يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية اضطرّتهم لبيع مقتنياتهم الشخصية.
مناشدات وبداية استجابة حكومية
بعد توالي المناشدات من قبل مئات العالقين في مصر والهند والسودان وغيرها من البلدان يطالبون فيها الحكومة بالتدخل لإنقاذهم من المعاناة، أعلنت الحكومة عن فتح منفذ الوديعة البري (بمحافظة حضرموت) مع السعودية كحالة خاصة لاستقبال العالقين في المنفذ بدءاً من الخميس، بناء على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي.
وبحسب وزارة شؤون المغتربين، سيتم استقبال العالقين في السعودية بحسب الكشف المرفوع من القنصلية العامة بجدة وعمل حجر صحي لهم في الوديعة قبل السماح لهم بالمغادرة إلى مناطقهم.
وتمثل هذه الخطوة أملاً لآلاف العالقين الآخرين في دول مثل الهند والأردن وغيرهما والذين يطالبون الحكومة بإعادتهم إلى بلادهم، مؤكدين أن "أغلبهم أصبحوا لا يجدون قيمة لقمة العيش ولا إيجار السكن". وقالوا إن سفرهم إلى الهند كان لغرض العلاج ولم يكن لديهم سوى مبالغ بسيطة لفترة علاج محددة، مشيرين إلى أن العديد من اليمنيين اضطروا لاستئجار مواقف سيارات واتخاذها سكن جماعي.
شكاوى من غياب المساعدة الحكومية
وغير بعيد، قال إبراهيم الجهمي ملحق شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية بالقاهرة، إن نحو 5 آلاف يمني عالقون في القاهرة ويعانون بسبب نفاذ مدخراتهم وعدم قدرتهم على العودة إلى البلاد.
والخميس الماضي، نعى اتحاد طلاب اليمن في السودان وفاة الدكتور خالد العمامي، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وبحسب مصادر طلابية فإن حالة خوف وفزع يعيشها نحو 400 طالب يمني في السكن الذي كان يتواجد فيه العمامي، وهو الحال ذاته الذي يعيشه اليمنيون في السودان، في ظل غياب أي دور للحكومة اليمنية لتخفيف معاناتهم.
ومنتصف أبريل الماضي، كشف سالم الخنبشي، نائب رئيس الوزراء، رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة "كورونا"، أن هناك أكثر من 20 ألف مواطن عالقون في عدة دول بالخارج بسبب الوباء "ذهبوا للعلاج أو غيره، وليست لديهم إقامات، بعضهم في السعودية، والأردن، ومصر، والهند، وغيرها".
وأضاف الخنبشي، في تصريح نقلته «الشرق الأوسط»: "سوف نعمل لحل هذا الملف من 3 اتجاهات، الأول العمل على توفير أماكن للحجر الصحي 14 يوماً للقادمين، وقد كلفنا المحافظات بتوفير ذلك، سواء باستئجار فنادق أو عمارات، والاتجاه الثاني نقلهم من الخارج على دفعات، وليس مرة واحدة، والاتجاه الثالث تقديم دعم مالي، وقد كلفنا الخارجية ووزارة المغتربين والسفارات بحصرهم لتقديم هذا الدعم، كذلك وجّهنا بصرف مكافآت الطلاب في الخارج للربع الأول من 2020».
ويؤكّد الكثير من اليمنيين العالقين الذين تواصل بهم "أوام أونلاين" أنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الحكومة حتى الآن سواء بإعادتهم إلى بلادهم أو تقديم مساعدات مالية لهم، رغم الظرف القاسية التي يعيشونها في بلدان العالم التي تشهد إجراءات حظر مشددة، وتستدعي تدخلاً حكومياً عاجلاً لإنقاذهم.
ويحرص الكثير من اليمنيين المغتربين على العودة إلى بلادهم لقضاء شهر رمضان مع أهاليهم لما له من خصوصية وطقوس يعيشها اليمنيون على مستوى الأسرة والمجتمع ككل سواء من حيث العبادة أو الزيارات أو الأكلات الشعبية.