مطار صنعاء بين مزايدات وحصار مليشيا الحوثي.

أوام أونلاين _ تقرير خاص.

مطار صنعاء ، على مدى ثمانية أعوام وتحديدا منذ إعلان عاصفة الحزم في ٢٦مارس ٢٠١٥م ،أغلق المطار أمام الرحلات الجوية المدنية عدا رحلات لطيران الأمم المتحدة ،وتأتي إجراءات فرض قيود على المطار منذ عاصفة الحزم بعد أن حولته مليشيا الحوثي إلى مطارا عسكريا لتهريب الأسلحة ونقل الخبراء الإيرانيين منذ إعلان انقلابها على الشرعية واحتلال مؤسسات الدولة في ٢١سبتمبر ٢٠١٤م ،وحتى ٢٦مارس ٢٠١٥م والتي فتحته أمام الطيران الإيراني المحمل بالاسلحة والخبراء ،والتي كانت تسير سبع رحلات أسبوعية بين صنعاء وطهران ،رغم أن تواجد اليمنيين في إيران يكاد يكون معدوم.

*أسلحة وخبراء*

ووفقا لتقارير وخبراء ومراقبون تحدثوا عن رصدت رحلات جوية تحمل أسلحة إيرانية  وخبراء إيرانيين، قدمت من طهران الى مطار صنعاء دعما للمليشيات الحوثية ،واكدوا انها بدأت من وقت مبكر ،بعد الانقلاب تحضر للحرب على اليمنيين.

*مزايدات حوثية وابتزاز*

بقي مطار صنعاء طيلة فترة ثمانية أعوام محل مزايدات حوثية وابتزاز حوثي وضغط أممي لفتح المطار أمام الرحلات الجوية، وقدمت السعودية مبادرة لفتح المطار كما قدمت الشرعية رؤية أيضا تصب بذات الاتجاه الا ان مليشيا الحوثي رفضت فتح المطار مشترطة تسيير رحلات إلى طهران وهو مارفضته الشرعية والتحالف العربي، واصدرت منظمات محلية ودولية بيانات ومناشدات بضرورة فتح مطار صنعاء أمام المسافرين والمرضى ونقل المساعدات ، وطيلة الفترة الماضية من زمن الحرب كان فتح مطار صنعاء محل نقاش واهتمام وضغط ،وأمام ذلك الضغط ووفقا للهدنة المعلنة في أبريل ٢٠٢١م ،أعلن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ،مقابل فتح حصار تعز ،وفعلا بدأت اول رحلات جوية في مايو ٢٠٢١م فيما رفضت مليشيا الحوثي فتح حصار تعز إلى اليوم .

*إجراءات تعسفية حوثية في المطار*

منذ فتح مطار صنعاء ،ومع اول رحلة لطيران الخطوط الجوية اليمنية إلى الأردن بدأت مليشيا الحوثي بفرض قيودها على المسافرين.

مع أول رحلة جوية منعت مليشيا الحوثي عشرات المسافرين من مغادرة المطار واجبرتهم على العودة ،بما فيهم مرضى، وبعضهم تعرضوا للاعتقال .

في اول ايام شهر أكتوبر الجاري منعت مليشيا الحوثي الحقوقية رضية المتوكل، والناشط الحقوقي عبدالرشيد وثلاثة آخرين من منظمة مواطنة من السفر .

ونشرت رضية المتوكل تغريدة في حسابها على منصة X قالت :نحن في مطار ‎صنعاء الآن. قامت جماعة أنصار الله بمنع فريق من مواطنة من السفر إلى الأردن من ضمنهم رئيسة المنظمة رضية المتوكل ونائب الرئيسة عبد الرشيد الفقيه.

ونشر الناشط الحقوقي نائب رئيس منظمة مواطنة عبدالرشيد الفقية على حسابه في منصة X تغريدة قائلا:منعتنا جماعة الحوثيين من السفر عبر مطار صنعاء، رضية المتوكل، وعبدالرشيد الفقيه، مع زميلات وزملاء من فريق مواطنة،

لا زلنا في مطار صنعاء حتى اللحظة.

وفي 19مارس منعت مليشيا الحوثي الناسط السياسي والحقوقي عبدالوهاب الشرفي ،وهو احد المدافعين عنها من السفر عبر مطار صنعاء الدولي.

وفي منشور طويل له على حسابه في فيسبوك شرح ما تعرض له في المطار ،انتهى بمنعه السفر واضطر للعودة إلى منزله ،ويعد الشرفي من بين العشرات من الذين منعتهم من السفر .

*قيود وشروط معقدة*

فرضت مليشيا الحوثي قيودا على المسافرين عبر مطار صنعاء ،بينها التقدم بطلب إلى ما يسمى المجلس الطبي التابع لها لمنح تصاريح السفر،وهو ما اعتبره المواطنيين إجراءات تعقيد تضعها المليشيا أمام المسافرين .

وأكد عدد من المسافرين أن إجراءات المجلس الطبي معقدة ، وتتسب بمضاعفة معاناة المرضى ، والمسافرين نتيجة عدم الفصل في الطلبات المقدمة والتي تحتاج إلى التردد لأكثر من مرة وفقا للمواطنين ،وهو ما يجعل المواطن يفضل السفر عبر خطوط برية طويلة وصولا إلى مطار،عدن يتسبب احيانا بوفاة المرضى أو مضاعفة امراضهم في الطرقات .

يقول محمد عبدالله وهو احد الذين تقدم بالسفر بوالده عبر مطار صنعاء أنه تردد لأكثر من ١٤يوما ،لكنه لم يجد الموافقة مما اضطره السفر بوالده عبر الطريق البرية ،وصولا إلى مطار عدن ،بعد أن اشدت حالة والده الصحية سواء ،ويؤكد أن قريبا له ضابط متقاعد تقدم بطلب نقل زوجته عبر مطار صنعاء ومنع ،وتوفت زوجته وهو في الطريق إلى عدن برا .

*اعتقالات واهانات*

يؤكد مواطنون أنهم تعرضوا للتحقيق بشكل مهين في مطار صنعاء من قبل مليشيا الحوثي أثناء محاولتهم السفر عبر مطار صنعاء، وتعرضوا للاستفزازات من قبل عناصر المليشيات التي تسيطر على المطار.

ويؤكد عدد من أقارب مختطفين من مطار صنعاء،أن مليشيا الحوثي وافقت على سفرهم عبر المطار ،لكنهم أثناء حضورهم لتوديع أقاربهم فوجئ بعضهم بفقدان الاتصال بقريبه وأن المليشيا اعتقلتهم من المطار ،وافرجت عن بعضهم بعد أشهر من الاعتقال ،فيما تحدث البعض عن قيام مليشيا الحوثي باعتقال أشخاص ليس لهم ذنب الا انهم أرادوا السفر عبر مطار صنعاء.

*قيود أخرى على النساء*

أصدرت مليشيا الحوثي قرارا بمنع سفر النساء عبر مطار صنعاء ، ومنعت عشرات النساء من السفر متذرعة بانهن دون محرم .

واصدرت في أغسطس ٢٠٢٢م ذلك القرار الذي تسبب بعرقلة سفر العشرات من النساء ،بينهن نساء أردن الالتحاق بازواجهن في الغربة ،ولم يتمكن من السفر جراء ذلك القرار الجائر .

*منع الطيران من المغادرة*

قالت وكالة "رويترز "أن مليشيا الحوثي منعت طائرة تابعة لشركة للخطوط الجوية اليمنية مغادرة مطار صنعاء الدولي.

ونقلت رويترز عن مصادر ملاحية وأخرى بالخطوط الجوية اليمنية إن مليشيا الحوثي منعت طائرة تابعة للشركة من مغادرة مطار صنعاء الدولي يوم الأحد.

وأضافت أن ذلك يأتي ردا على قرار الشركة تعليق رحلتها التجارية الدولية الوحيدة من العاصمة اليمنية إلى الأردن بعد منع إدارة الجماعة المتحالفة مع إيران الشركة من سحب أموالها في بنوك صنعاء.

وأفادت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر هويتها، بأن الطائرة وصلت مساء يوم السبت قادمة من عمان قبل ساعات على دخول قرار الشركة تعليق الرحلات من صنعاء إلى الأردن حيز التنفيذ وفقا لرويترز .

وأشارت إلى أنه كان من المفترض أن تغادر الطائرة كعادتها إلى مدينة عدن جنوبي البلاد التي تتخذها الحكومة المعترف بها دوليا عاصمة مؤقتة.

وقال أربعة مسؤولين تنفيذيين بشركة الخطوط الجوية اليمنية، تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، يوم السبت إن الشركة ستعلق الرحلة التجارية الخارجية الوحيدة من صنعاء إلى الأردن.

*نهب وتجميد الأصول البنكية*

قال مسؤولو شركة الطيران اليمنية ، وهي الناقل الوطني في اليمن، إنها ستوقف ست رحلات أسبوعية إلى الأردن في أكتوبر تشرين الأول بعد فشل المفاوضات مع الحوثيين من أجل الإفراج عن أموال الشركة التي قالوا إنها تصل إلى 80 مليون دولار.

وذكرت المصادر أن الشركة اقترحت أن تحصل حكومة الحوثيين على 70بالمئة من الأموال بينما تذهب النسبة المتبقية، وهي 30 بالمئة، إلى الحكومة المعترف بها دوليا وفقا لرويترز .