أوام أونلاين – خاص:
تمثل محافظة البيضاء أهمية استراتيجية بحكم أنها تتوسط عدة محافظات، فهي تقع إلى الشرق الجنوبي من العاصمة صنعاء، ويحدها من الشمال أجزاء من محافظتي مأرب وشبوة ومن الشرق أجزاء من محافظتي شبوة وأبين ومن الجنوب أجزاء من محافظات الضالع ولحج وأبين ومن الغرب أجزاء من محافظات الضالع وإب وذمار.
هي حصن الملوك ومهد الأقيال، وفيها مناطق غنية بالآثار الحميرية كما هو الحال في السوادية، وعلى مستوى المواجهة مع الإمامة قديما وحديثا ظلت عصية ولرجالها صولات وجولات خالده.
منذ انقلاب الحوثيين على الدولة بعد سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، كانت البيضاء من أوائل المحافظات التي توجهوا إليها بهدف إخضاعها والسيطرة عليها كي لا تشكل لهم خطراً وصداعاً دائماً وهذا ما حصل حيث بقيت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم بمثابة الثقب الأسود الذي يلتهمهم عبر الاستنزاف رغم فارق القوة العسكرية.
في هذا لتقرير يقدم "أوام أونلاين" خارطة المواجهات للقارئ الكريم مع توضيح أهمية كل جبهة وبطولات الجيش الوطني ومقاومتها فيها والتي لم يمنحوا المتمردين الراحة والهدوء التي يتوقون إليها.
الجبهات العسكرية في البيضاء
في البيضاء يخوض الجيش الوطني معارك الدفاع على الجمهورية في خمس جبهات هي:
جبهة قانية - الوهبية وعملياتياً وعسكرياً تتبع محور البيضاء الذي تعاقب على قيادته عدد من القادة العسكريين خلال السنوات الماضية واسندت قيادة المحور مؤخرا إلى العميد عبدالرب الأصبحي.
في مارس 2015 وقبل تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، حاول الحوثيون عبور قانية باتجاه مأرب لتتصدى لهم قبائل مراد بكل شجاعة وبسالة ولقنت درساً لم ينسوه.
كسرت قبائل مراد غرور المليشيا وكانت أول صفعة لها وهزيمة ساحقة.
بحسب إحصائية سابقة لمركز سبأ الإعلامي قتل 600 حوثياً في معارك مع قبيلة مراد مع الحوثي في قانية، وخسروا 91 آلية عسكرية طوال فترة المواجهات التي استمرت نحو 11يوماً قبل أن تغادر المليشيا قانية تجر أذيال الخيبة والهزيمة.
وبعد عامين تعود قانية إلى واجهة المعركة في العام 2017م بعد أن تحررت بيحان وعسيلان وتحركت جبهة فضحة من حدود محافظة شبوة.
تجاوزت قوات الجيش الوطني سوق قانية وبدأت المعارك تدخل فعلياً محافظة البيضاء.
الأسابيع الماضية قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار كانت عملية عسكرية لقوات الجيش الوطني قد أنجزت انتصارا كبيرا تمكنت من تحرير العديد من المواقع المهمة ابرزها التباب السود والخرابة وتبة الشهيد وتبة السلالي، ومساحات شاسعة كانت تحت سيطرة المليشيا ،وتبقى موقع الحمة التي بتحريرها يكون الجيش الوطني نقل المعركة كلياً الى مديرية السوادية وتحديدا منطقة الوهبية، والتي تمثل أهمية استراتيجية، ويكون وصول الجيش إلى مفرق عفار قد حسم المعركة في 10 مديريات بالبيضاء وهي مديريات السوادية والملاجم والطفة وذي ناعم والزاهر ومكيراس والصومعة و مسورة ومديرية البيضاء ومدينة البيضاء عاصمة المحافظة.
ناطع الملاجم
تعد الجبهة الثانية من جبهات البيضاء وتتبع عسكرياً محور بيحان بقيادة اللواء مفرح بحيبح.
عقب تحرير بيحان، ومديرية ناطع بمحافظة البيضاء اول المديريات المحررة بالبيضاء،انتقلت المعركة عبر عقبة القنذع الى جبهة ناطع والملاجم وهي سلسلة جبلية شديدة الوعورة تمتد لاكثر من 50كيلو متر، أنجز الجيش من تحريرها نحو 40كيلوا متر، ظلت ساخنة ولاتزال.
وأرجع مصدر عسكري في تصريح لـ"أوام أونلاين" تعثر التقدم بالجبهة إلى التضاريس الوعرة وحقول الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، مشيراً إلى أن تقدم المعركة إلى السوادية يحسم المعركة بالنسبة لجبهة الملاجم ناطع.
آل حميقان
تمثل جبهة آل حميقان أهمية كبيرة بالنسبة للمعركة، كونها جبهة مفتوحة منذ 2015م، وتتواجد فيها مقاومة البيضاء وفي العام الأخير شاركهم عدد من المنتسبين إلى قوات العمالقة وتمتد الجبهة قرابة 4كيلو ابتدأ من ( قوعة ال مظفر) وصولاً إلى( الحد يافع)وتكمن أهمية جبهة آل حميقان عسكريا في كونها قريبة جداً من مركز المحافظة ومن مديرية ذي ناعم ومن منطقة يافع محافظة لحج، وقبلياً فقبيلة آل حميقان قبيلة معروفة بنضالها الثوري ضد الامامة في ثورة 26 سبتمبر وفي حصار السبعين وكان لأبنائها دور كبير ومشاركة واسعة في ثورة 11 فبراير وفي مقاومة الانقلاب الحوثي منذ أول يوم وحتى اللحظة
الحازمية -الصومعة
جبهة مقاومة منذ العام 2015م يتواجد فيها أبناء قبائل آل حميقان وتبعد عن مركز المحافظة بقرابة 30دقيقة أي نحو 20كيلو.
مكيراس
جبهة مكيراس حدودية مع محافظة الضالع حيث تشكل الجبهة حماية من التمدد الحوثي نحو المحافظات الجنوبية، وقد تشكلت فيها مقاومة عام 2015م وشهدت مواجهات عديدة مع الميليشيات الحوثية
وتحظى حالياً الجبهة بدعم من قيادة التحالف لقائد لواء الأماجد بقيادة العميد صالح الشاجري.
وتعد مكيراس منطقة استراتيجية مهمة وأهم مواقعها عقبة ثره التي تفصل بين مديرية مكيراس( تتبع إداريا محافظة البيضاء وكانت تتبع أبين قبل الوحدة) وبين مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين القريبة من محافظة عدن ، وتسيطر المليشيات الحوثية منذ العام 2015م على قمة عقبة ثرة الاستراتيجية فيما ينتشر رجال المقاومة وسط وأسفل العقبة.