أوام أونلاين – خاص:
يشكو النازح فاضل الشميري، من غياب المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية في أزمة السيول والأمطار الأخيرة التي أحدثت أضراراً بمخيمات النازحين وبعض الأحياء السكنية بمحافظة مارب التي تضم أكبر تجمّع للنازحين على مستوى البلاد.
قدم الشميري من صنعاء عام 2017 بعد تعرضه لمضايقات مليشيات الحوثي في حي مذبح شمال العاصمة حيث كان يسكن واستقر به المقام في مخيم الجُفينة للنازحين القريب من مدينة مأرب، ومع كارثة السيول التي حدثت يوم الأربعاء الماضي وجد نفسه مضطراً لنزوح جديد بعد تضرر منزله المتواضع والآن يقيم في شقة بالمدينة استأجرها له أحد أصدقائه.
وبحسب رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، سيف مثنى فقد توفي 7 أشخاص، بينهم خمسة أطفال، وسُجل فقدان شخصين وإصابة 550 شخصاً منهم 25 إصاباتهم بليغة، بالإضافة إلى تضرر 6 آلاف و286 أسرة معظمها من النازحين. مؤكداً في حوار مع موقع "أوام أونلاين" تضرر 28 مخيم جراء السيول تتوزع على مديريات الوادي والمدينة وصرواح.
يتفق المسؤول الحكومي مع النازحين الشميري في أن دور المنظمات تجاه النازحين وأزمتهم الأخيرة ضعيف ولا يرقى لحجم الاحتياجات المطلوبة.
حضور مخجل
يقول الشميري لـ"أوام أونلاين" إن حضور المنظمات مخجل بمأرب رغم أعداد النازحين المهولة الذي تستوعبهم المحافظة، في حين تتواجد في كل مدينة وقرية تسيطر عليها مليشيات الحوثي رغم المضايقات التي يتعرّض لها موظفي هذه المنظمات ورغم أن غالبية المساعدات تستفيد منها قيادات نافذة ورغم أن هذه المناطق لا يوجد فيها أسرة واحدة.
أكثر ما يؤرق هذا النازح كما غيره هو كيفية إعادة ترميم منزله ومن هي الجهة التي يمكن أن تساعده على ذلك، لكنه يتمسك بالأمل الذي لا يملك غيره كما يقول وهذا "واقعنا وما باليد حيلة من نزوح إلى نزوح".
وتشكل أزمة النزوح المستمرة إلى مأرب عبئاً إضافياً على السلطة المحلية في ظل تزايد النازحين الفارين من الجوف وقبلها نهم وما حولها، وما يقابله من تجاهل حكومي لهذه المأساة وتدخل ضعيف من قبل المنظمات الدولية التي تصر على بقاء مراكزها الإنسانية في صنعاء تحت سيطرة الحوثيين.
وعود بلا تنفيذ
وحول دور المنظمات الدولية والمحلية إزاء هذه الكارثة، قال مثنّى: "نحن تواصلنا مع المنظمات المحلية والدولية التي لديها مكاتب فرعية بمأرب واجتمعنا بهم وقدمنا شرحاً لما حصل بما في ذلك حجم الاحتياجات ونوعها وكان رد المنظمات خاصة الدولية أنها لا تملك مخزون طوارئ".
وأضاف: "هذه الإجابة سمعناها من قبل عندما استقبلت مأرب الآلف الأسر النازحة من مديرية نِهم ومجزر قبل أشهر قليلة ولم يتم تقديم أي شيء ولا زلنا نعاني عجزاً في توفير احتياجات أولئك النازحين بنسبة 30 في المائة وتضاعفت النسبة مع استقبال حوالي 15 ألف أسرة من الجوف".
ما ذكره رئيس الوحدة التنفيذية، هو ذات الموقف للمنظمات الدولية أثناء الكوارث والمواقف الحرجة التي حصلت خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لما أكده العديد من النازحين والمتضررين من الحرب والكوارث الطبيعية في حديثهم لـ"أوام أونلاين".
وعن المنظمات الدولية التي يوجد لديها مكاتب في محافظة مارب، ذكر مثنّى، "مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية وهو يقدم المساعدات المتنوعة ونراهم إلى جانبنا، أما بقية المنظمات مثل منظمة الهجرة الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وأطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها فلا يزال دورها ضعيفاً ودون المستوى المطلوب.
وأشار إلى أن "هذه المنظمات مكاتبها الرئيسية في صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وهي تتعامل مع مأرب كتابع لمركزها الإنساني بالعاصمة ونحن طالبناها بأن تتعامل مع مأرب كمركز إنساني مستقل باعتبارها أكثر محافظة تستقبل نازحين".
وأضاف "ونحن نتحدث عن دور المنظمات يجب أن نذكر برنامج الغذاء العالمي الذي يقدم سلالاً غذائية للنازحين وله حضور أكبر من بقية المنظمات ونشكرهم على عملهم، لكن نأمل منهم ومن غيرهم القيام بدور أكبر يتناسب مع حجم مأساة النازحين".
ولم يتمكن "أوام أونلاين" من الحصول على تعليق من مسؤولي المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بمارب، وبالأخص منظمة الهجرة الدولية.