أوام أونلاين – خاص:
أجرى موقع "أوام أونلاين" حواراً مع سيف مثنى رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب لتسليط الضوء على أوضاع النازحين بالمحافظة وأماكن تواجدهم واحتياجاتهم وكيف تتعامل معهم الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية المعنية وقضايا أخرى ذات صلة.
فيما يلي تفاصيل الحوار:
حدثنا عن حجم الأضرار التي لحقت بمخيمات النازحين وبعض الأحياء السكنية جراء السيول والأمطار؟
سجلنا وفاة 7 أشخاص، بينهم خمسة أطفال، وفقدان شخصين وإصابة 550 شخصاً منهم 25 إصاباتهم بليغة، جراء السيول الجارفة التي اجتاحت عددا من مخيمات النازحين والأحياء السكنية بمدينة مأرب يوم الأربعاء، بالإضافة إلى تضرر 6 آلاف و286 أسرة معظمها من النازحين.
ماذا قدمتم لهم وكيف تعاملتم مع الوضع؟
قامت الوحدة التنفيذية بتسكين ٥٢٠ أسرة متضررة من السيول في الفنادق تنفيذا لتوجيهات محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة على نفقة السلطة المحلية ومساهمة من رجال أعمال.
وهناك لجنة طوارئ تم تشكيلها برئاسة وكيل المحافظة الدكتور عبدربه مفتاح لحصر الأضرار وهي تواصل مهامها في تنفيذ حزمة من المساعدات الإيوائية والغذائية والصحية العاجلة للمتضررين، وفق الإمكانات المتاحة بالتعاون والتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة وشركاء العمل الإنساني.
في هذا المقام نشكر المحافظ على توجيهه بصرف مبلغ 150 مليون ريال يمني لدعم المتضررين والتخفيف من معاناتهم، وهذا الدعم هو امتداد للدعم المستمر من قبل السلطة المحلية رغم أن الوحدة التنفيذية بالمحافظة ليست تابعة لها والنازحين من مختلف المحافظات والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة ثم المنظمات.
كم عدد المخيمات المتضررة؟
28 مخيم تتوزع على مديريات الوادي والمدينة وصرواح.
وكم عدد المخيمات في المحافظة؟
لدينا أكثر من 134 مخيم يسكنها حوالي 170 ألف أسرة تمثل 17 في المائة من إجمالي النازحين في المحافظة الذين يسكنون بيوت بالإيجار لعدم قدرتهم على الإقامة في المخيمات أو يقيمون عند أقاربهم.
ماذا عن دور المنظمات المحلية والدولية في كارثة السيول وأوضاع النازحين بشكل عام؟
نحن تواصلنا مع المنظمات المحلية والدولية التي لديها مكاتب فرعية بمأرب واجتمعنا بهم وقدمنا شرحاً لما حصل بما في ذلك حجم الاحتياجات ونوعها وكان رد المنظمات خاصة الدولية أنها لا تملك مخزون طوارئ.
هل أبدت استعدادها توفير الاحتياجات بأسرع الوقت؟
نعم لكن هذه الإجابة سمعناها من قبل عندما استقبلت مأرب الآلف الأسر النازحة من مديرية نِهم ومجزر قبل أشهر قليلة ولم يتم تقديم أي شيء ولا زلنا نعاني عجزاً في توفير احتياجات أولئك النازحين بنسبة 30 في المائة وتضاعفت النسبة مع استقبال حوالي 15 ألف أسرة من الجوف.
ما أبرز المنظمات الدولية التي لديها مكاتب بمأرب؟
مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية وهو يقدم المساعدات المتنوعة ونراهم إلى جانبنا، أما بقية المنظمات مثل منظمة الهجرة الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وأطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها فلا يزال دورها ضعيفاً ودون المستوى المطلوب.
هذه المنظمات مكاتبها الرئيسية في صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وهي تتعامل مع مأرب كتابع لمركزها الإنساني بالعاصمة ونحن طالبناها بأن تتعامل مع مأرب كمركز إنساني مستقل باعتبارها أكثر محافظة تستقبل نازحين.
ونحن نتحدث عن دور المنظمات يجب أن نذكر برنامج الغذاء العالمي الذي يقدم سلالاً غذائية للنازحين وله حضور أكبر من بقية المنظمات ونشكرهم على عملهم، لكن نأمل منهم ومن غيرهم القيام بدور أكبر يتناسب مع حجم مأساة النازحين.
الملاحظ عند زيارة مخيمات النازحين أن خيامهم لا تتناسب مع مناخ المحافظة، وقد تجلى ذلك بوضح مع الأمطار والرياح الشديدة مؤخراً، والسؤال هو: هل لديكم مشروع لإنشاء مخيمات مستدامة بوصفه خياراً مناسباً؟
ما ذكرته صحيحاً ونحن نعرفه ولهذا أعدينا مشروعاً لإنشاء مخيمات مستدامة للنازحين ولكن لا نملك أموالاً لتنفيذه.
لماذا لا تموّله الحكومة؟
أقولها بكل صراحة الحكومة مقصرة بشكل كبير بحق النازحين في مأرب التي تستضيف أكبر عدد منهم في البلاد، ويكفي أن تعرف أن الوحدة التنفيذية لم تحصل على أي دعم منذ بداية عام 2019 وحتى اليوم رغم أنها تابعة مباشرة لرئاسة الوزراء ولكن كل الذي حصلنا عليه هو الاتصالات الهاتفية من رئيس الوحدة في الجمهورية نجيب السعدي وهو بحكم ما أخبرنا ليس لديه ما يقدمه.
ماذا عن المنظمات الدولية؟
طرحنا عليهم المشروع أكثر من مرة ولكن كان ردهم غامضاً وغير مقنع فيه تهرب من تحمل مسؤولياتهم تجاه النازحين.
المشروع عبارة عن خيام مستدامة مصنوعة من الصفيح لمعالجة المشاكل الحالية مثل الحرائق والتلف السريع وعدم القدرة على مواجهة الرياح والغبار ومناخ المحافظة الذي هو صحراوي حار جداً صيفاً وبارد شتاءً وفترة الصيف كما هو اليوم يغلب عليها هبوب رياح شديدة تحمل معها أكواماً من الغبار والتي تسبب معاناة للأطفال والنساء لحوامل وكبار السن والمرضى واقتلاع المخيمات.
نهدف من المشروع ضمان حصول النازحين على مأوى آمن لفترة زمنية طويلة ومساعدتهم بتوفير حق الحصول على دورات مياه خاصة بهم، وأن يكون حجم الخيمة يتناسب مع حجم الأسرة سواءً كانت كبيرة أو صغيرة.
هذا النوع من المخيمات أكثر مقاومة للحرائق وبالإمكان تركيب مكيفات أو مراوح داخلية لحل مشكلة تقلبات المناخ وهي أكثر عمراً افتراضياً من التي يستخدمها النازحون حالياً والتي عمرها الافتراضي يتراوح بحسب جودة التصنيع من شهرين إلى ستة أشهر.
مميزات خيام الصفيح وجود زنك قوي وعازل داخلي ونوافذ زجاجية ذات إطار ألمنيوم وإمكانية تركيب مطبخ متصل ومكيف ودورة مياه متصلة أو خارجية وتركيب أنظمة كهربائية.