أوام أونلاين _تقرير خاص.
أنقضى عام 2022 لكنه في محافظة الجوف كان مختلفا تماما ، كان بطعم المر والإذلال لمليشيا الحوثي ،التي حاولت بعنجهيتها اخضاع القبائل ، واذلالهم كما صنعت في كثير من المناطق ،لكنها في الجوف تكبدت خسائر كبيرة وكلفة باهظة،وفي كل معركة كانت المليشيا تجر معها اذيال الهزيمة .
يسلط التقرير على جانبا من تلك الأحداث والوقائع التي رصدها خلال العام المنصرم.
منتصف نوفمبر من العام ٢٠٢٢م حاولت مليشيا الحوثي من خلال حملة وصفتها بالأمنية إغلاق سوق شعبي يملكه أبناء قبائل آل مهدي الشولان بمديرية المتون لعرض وبيع الفواكه، لصالح نقل التجار بضاعتهم إلى سوق في الحزم التابع لقيادي من المليشيا و اشتبكت حملة الحوثي فور دخولها السوق مع القبائل الذين هبوا للدفاع عن المواطن، واحتراقت القبائل اطقم وآليات تابعة للمليشيا ،وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المليشيا، دارت المعارك في السوق وامتدت إلى شرق منطقة معيمرة الواقعة على الخط العام .
انكسرت حملة المليشيا وعادة ادراجها محملة بالجثث مخلفة اطقمها وآلياتها المحترقة في منطقة الاشتباكات.
رفض استقطاع الأراضي لصالح المليشيا
شهدت الأشهر الأخيرة من العام المنصرم تصعيدا للمليشيا الحوثية للسيطرة على الأراضي،سيما في الحديدة وصنعاء وإب ،وحاولت المليشيا استنساخ عملية السطو في الجوف واستقطاع آراضي تتبع قبائل ذو محمد في الجوف ، لصالح قبائل موالية لها في حرف سفيان تحت غطاء أحكام قبلية اصدرتها المليشيا ودارت اشتباكات عنيفة بين قبائل ذو محمد ومليشيات الحوثي الإرهابية في منطقة وادي مذاب غربي محافظة الجوف نتيجة رفض قبائل ذو محمد لأوامر المليشيات التي قضت باقتطاع مساحات كبيرة من وادي العادي لصالح قبائل سفيان الموالية للحوثيين، الأرض المتنازع عليها تقع في الحدود الفاصلة بين قبيلتي سفيان بعمران وذو محمد بالجوف، استخدمت المليشيا الطائرات المسيرة في استهداف أطقماً تابعة لقبيلة ذو محمد ، ورغم ذلك تعرضت المليشيا لهزيمة قاسية اجبرتها على الانسحاب .
القبائل تقتحم مبنى إدارة الأمن وتحرر مركبات احتجزتها المليشيا
شهد منتصف شهر ديسمبر اقتحام مسلحون قبليون، إدارة أمن الحزم بمحافظة الجوف الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، وحرروا سيارتين احتجزتهما مليشيات الحوثي في وقت سابق، أصيب على إثره عدد من عناصر المليشيات.
وتوعد المسلحون القبليون، المليشيا باستمرار هجماتهم ضدها ،ازاء محاولتها المساس بأبناء القبائل وممتلكاتهم.
أثارت تلك العملية حالة من الرعب لدى المليشيا التي اعتقدت أنه لن يجروء أحدا على مهاجمتها في عقر دارها.
وهو ما يعكس هشاشة تلك المليشيا وانكسارها أمام التوحد القبلي ورفضهم الخضوع لها.
قبائل همدان تدخل خط المواجهة
شهد مطلع نوفمبر من نفس العام مواجهات دامية تكبدت مليشيات الحوثي الإرهابية خسائر كبيرة في العتاد العسكري والمقاتلين على يد قبائل همدان الجوف في اشتباكات، حاولت المليشيا تجنب ذكرها والتعتيم على مجرياتها،إلا أن خسائر مليشيا الحوثي لم تخف ،واظهرت صورا تداولها نشطاء لاحتراق عربات مدرعة وعددا من الآليات القتالية والأطقم وسقوط عدد من عناصر مليشيا الحوثي بين قتيل وجريح. وتداعت القبائل إلى النكف ضد محاولات بسط واستحداثات حوثية على أراضي قبائل همدان،وتحت ضغط وضربات القبائل انسحبت المليشيا من المنطقة.
حرب الوقود والرفض القبلي
في مارس من العام 2022م دارت اشتباكات بين مسلحين قبليين من "بني نوف" وعناصر من مليشيا الحوثي نتيجة أن عناصر حوثية احتجزت قاطرة تحمل مادة البترول تابعة لقبائل بني نوف ،تقطعت لها عناصر المليشيات الحوثية في منطقة الردمية شرق الحزم واقتادتها إلى مكان الحجز التابع لها،وهاجم مسلحون قبليون من بني نوف مكان الحجز وأخرجوا المقطورة ،بعد اشتباكات مع المليشيات.
وفي ذات السياق ايضا دارت اشتباكات بين مسلحين من قبيلة الشولان في محطة حاجب بسبب محاولة المليشيات منع تفريغ إحدى المقطورات إلى المحطة واسفرت الاشتباكات عن جرح عنصرين من المليشيات قبل تدخل وساطة اوقفت الاشتباكات.
وساطات قبلية تنقذ الموقف
كانت الوساطات القبلية طوق النجاة للمليشيا الحوثية في إيقاف الهجمات القبلية والاشتباكات في الجوف ،ففي كل مرة تتدخل لوقف إطلاق النار تكون فيها المليشيا هي الحلقة الأضعف.
محافظة ثائرة واحداث شبه يوميةأكد مدير عام مكتب الاعلام بمحافظة الجوف يحيى قمع ان أحداث كثيرة شهدتها محافظة الجوف وخسائر كبيرة تكبدتها مليشيا الحوثي خلال العام المنصرم
.
وقال "قمع" إن المواجهات دامية بين القبيلة ومليشيا الحوثي
وأضاف أن مواقف القبيلة في الجوف ونضالها خلال العام ٢٠٢٢ كثيرة واحداث تكاد تكون شبه يومية في مواجهة مليشيا الحوثي.
وأشار إلى أن القبائل في الجوف بدءً من قبائل بني نوف والشولان وقبائل همدان تسجل مواقف نضالية يومية.
مؤكدا أن القبيلة في الجوف تمثل المقاومة الشعبية وتدعمها، وأن على القيادة السياسية التي في اجتماعها بالمحافظين تحدثت عن دعم المقاومة الشعبية في المحافظات أن تدعم أبناء المحافظة لأنها قابلة للانفجار من الداخل ضد المليشيات كونها محافظة ستكون سباقة وثائرة .
وأشار إلى أهمية محافظة الجوف وضرورة تحريرها كونها محافظة ترتبط جغرافيا بعدد من المحافظات المهمة .