أوام أونلاين _ تقرير خاص.
اللواء الركن صالح مبارك محمد العامري من أبناء مديرية صرواح قبيلة جهم ،نشأ وترعرع منذ نعومة أظفاره في أسرة كريمة ،مناضلة ينحدر إلى العوامره وهي احد فخوذ قبيلة جهم محافظة مأرب.
كان والده شيخا قبليا ووجيها اجتماعيا وله بصمات في إصلاح ذات البين.
ورث النضال والشجاعه عن أسرته التي قدمت تضحيات كبيرة في مختلف الميادين.
ولد في العام 1962م ،فتشرب قيم الجمهورية منذ طفولته ،واشتد في زمنها عوده ونال نصيب من التعليم ،حيث تلقى العامري دراسته الأساسية والثانوية بمدارس صرواح محافظة مأرب.
وما أن اكمل دراسته الثانوية حتى التحق بالكلية العسكرية بالعراق في العام 1982 إلى 1984م .
وكأن الأقدار تضع البطل العامري في المقام الذي يليق به ،فكان مولده جمهوريا ، وكانت سنوات طفولته الأولى، في مهد المعركة الوطنية والنضالية ضد الإمامة والاستعمار، وحينما ابتعث للدراسة في الخارج ساقته الاقدار إلى العراق ،في سنوات الحرب العراقية الإيرانية، تخرج من الكلية العسكرية، وكان من طليعة القوات اليمنية التي شاركت الاشقاء العراقيين في الحرب ضد المشروع الإيراني.
حصل على ماجستير في العلوم العسكرية في عام ٢٠٠٠من كلية القيادة والاركان بصنعاء ،بعد أن درس دورة قيادة السرايا والكتائب والالوية في معهد الثلايا في عدن .
تدرج في السلك العسكري ،من قائد فصيلة الدروع في اللواء ١١٧ مشاة من ٢٠٠٣ حتى صار قائدا للكتيبة في ٢٠٠٩م ،ثم تعين بقرار أركانا للواء من ٢٠٠٩حتى ٢٠١٠م ..
أدرك مبكرا ذلك الخطر ،فواجهه انذاك في البوابة الشمالية للمنطقة في العراق ،وحينما نبت البذرة الإيرانية الخبيثة في صعدة وبدأت تمردها على الدولة كان في مقدمة الذين خاضوا الحرب لاخماد التمرد،ادراكا منه لخطورتها، لم يغب عن ميادين الحرب ، طيلة تلك الفترة.
عين في ٢٠١٥م وحتى ٢٠١٨م رئيس أركان المنطقة العسكرية الثالثة ، خاض خلالها حربا ضروسا ضد مليشيا الحوثي ،لم يشاهد العامري إلا بزيه العسكري متنقلا في الجبهات لاداء مهمته مخلصا لوطنه وقضيته، تعرض، خلال تلك الفترة لعدة إصابات ،ومضى يعمل بصمت طوال تلك الفترة ،اتخذ من الجبهة موطنا يتنقل بين جبهات جبل هيلان والمشجح وصرواح ،حتى ٢٠١٨م ،وصدر قرار تعيينه رئيسا لاركان المنطقة العسكرية السابعة المرابطة في نهم حتى العام ٢٠٢٠م ،ليعين مرة آخرى أركان حرب المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، حتى العام ٢٠٢١م ،وفي منتصف ٢٠٢١ عين نائبا لرئيس هيئة العمليات الحربية للقوات المسلحة.
خلال تنقله في تلك المناصب الرفيعة لم يغتر بها بل كان قائدا في الميدان قريبا من رفاق السلاح متواضعا يؤدي واجبه بتفاني مرابطا في خطوط التماس ،عاش ممسكة ببندقيته واصابعه على الزناد في مواجهة مليشيات الإرهاب الحوثي.
شاءت الأقدار أن يولد جمهوريا ويترعرع في ظل الجمهورية ويترامى إلى مسامعه اخبار الحرب والنضال ضد الإمامة، والتي كانت مأرب واحدة من محطات المعركة الوطنية انذاك ،ليغادر الدنيا ويترجل عن صهوة جواده في ظروف مشابههة لتلك التي ولد فيها.
نال خلال مشواره النضالي وسام جرحى الحرب في العام ٢٠٠٦ بعد مشاركته وتعرضه للاصابات خلال معارك اخماد التمرد الحوثي في صعده ،كما نال وسام الواجب في العام ١٩٩٤م ،بعد مشاركته في صفوف القوات المسلحة.
كان أحد اعمدة القوات المسلحة وعمدائها، ذلك الإرث النضالي واحد من أسفار الأبطال والبطولات في التاريخ اليمني الحديث، رحم الله البطل صالح العامري.