استنساخ الفكر الخميني إلى مناهج التعليم اليمنية (تقرير )

أوام أونلاين – تقرير خاص.

عن تغيير المناهج الدراسية في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تأتي في إطار التوسع الإيراني الفكري في المنطقة عبر أذرعها (تصدير الثورة الخمينية)، ومثلها في العراق ولبنان تعرضت مناهج التعليم للتغيير.

منذ مهد الثورة الخمينية في إيران ركزت على التغيير في المنهج الدراسي، وقاد الخميني تلك العملية علناً، ولم يكتف بالإعلان بل بدأ التحريض على المدرسين بتهمة ارتباطهم في الشرق والغرب، وهي التهمة التي تطلقها ميليشياتها سواء في اليمن أو العراق أو لبنان مع اختلاف بسيط في المسميات، بينما هدفها واحد.

في خطاب الخميني في عيد النوروز عام 1980 أكد ضرورة "أسلمة الجامعات " وقال: "يجب أن تحدث الثورة الإسلامية، في جميع الجامعات في مختلف أنحاء إيران، حتى يتم تطهير الجامعات من الأساتذة المرتبطين بالشرق والغرب، وتصبح الجامعة بيئة صحية لتدريس العلوم الإسلامية”، خطاب الخميني كان له انعكاس على طلابه المشحونيين بأفكاره ،مما دفعهم لاقتحام عدد من الجامعات و احتلالها ، وهي خطوة ربما كانت مدروسة بهدف تعطيل الدراسة الجامعية ،وإغلاقها إلى وقت غير محدد.

الصدام وحالة العنف الذي فجره طلاب الخميني، في الجامعات اعتبرته الخمينية انطلاق الثورة الثقافية، التي تأخرت وقال “إنّ الثورة الثقافية، أمر إسلامي ورغبة للأمة المسلمة ، وأنها معلنة منذ فترة، ولم يتم اتخاذ أيّ إجراء فعال”.

اعتبرت الخمينية اغلاق الجامعات بداية ما أسمته بالثورة الثقافية، وأصدر الخميني قراراً بتشكيل مقر للثورة الثقافية.

ينطبق ما تقوم به مليشيا الحوثي في اليمن مع الخطوات الخمينية تلك مع فارق الاعتبارات البسيطة نتيجة الخوف من المجتمع سيما في سنوات الانقلاب الأولى، واختلف الأمر إلى حدما بعد وصول حسن ايرلو إلى صنعاء والذي كان له اليد الطولى وفق تربويين في التدخل لإجراء التغييرات على المناهج الدراسية في مناطق سيطرة المليشيات بما يوافق الفكرة الخمينية ، التي تقوم على أساس انشاء ما تصفه "جيل مقاوم" وفق يوسف نوري وزير التربية والتعليم الإيراني "ينبغي أن يتعرف إلى أهداف الثورة ويخضع لإجراءات الولي الفقيه المؤيدة من الله وهذه المرحلة تمثل المرحلة الأولى من الثورة الثقافية في تاريخ ايران الخمينية.

هي مرحلة دشنها الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد.

وتمثل الخطة الثانية للثورة الثقافية التي قال عضو مجلس صيانة الدستور، محسن رضائي، "أنّ مشروع الخطة الثانية من الثورة الثقافية “وحي من الله على المرشد”.

وضمن سياسات أحمدي نجاد والتيار الأصولي لاستكمال عملية “أسلمة” الجامعات، إرغام عدد من الأكاديميين على التقاعد القسري. الأمر الذي طال عدداً من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، وبخاصة المحسوبون على الرئيس السابق خاتمي. فضلاً عن نقل بعضهم إلى جامعات أخرى (غير حكومية)، مثل جامعة آزاد الإسلامية

ووفقاً لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإنّ طرد طلاب الجامعات وإقالة الأساتذة سارية، منذ عام، لافتا إلى أنه خلال الثورة الثقافية الأولى، طُرد حوالى 50 ألف طالبا معارضا من مدارسهم، وفصل أو هجرة أكثر من ثلث أعضاء هيئة التدريس ضمن السياسيات القمعية ، وقال وزير العلوم الإيراني " كامران ضاحي" “ليس لك الحق في توظيف شخص في الجامعات لا يتبع مسار الالتزام العملي بالسلطة القانونية والدستور.

وأضاف أقول بوضوح إنّنا بحاجة لأشخاص في الجامعات لديهم التزام عملي بالإسلام والسلطة الدينية"

خلال هذه المرحلة برز تصريح لافت لخامنئي الذي قال : إنّ تدريس الكثير من العلوم الإنسانية في الجامعات، يجعل الطلاب يكفرون بالتعاليم الإلهية والإسلامية".

وإثر ذلك التصريح وفق وكالة أنباء فارس عن حميد رضا آية الله، رئيس معهد البحوث الإنسانية بوزارة التعليم العالي جرى ما سمي مراجعة وتعديل نحو 555 كتاباً في 38 مجالاً في العلوم الإنسانية بالجامعات.

تمثل فترة صعود الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، في الوقت الذي تتسيد أجهزة ومؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية العناصر القريبة من المرشد الإيراني والحرس الثوري، المرحلة الثالثة من الثورة الثقافية وهي مرحلة لا تختلف عن المرحلتين السابقتين من حيث إجراءاتها المتشددة وإقالة أساتذة جامعيين، اعتبرها كبير مستشاري ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري العميد يد الله جافاني، فرصة ذهبية لأسلمة الجامعات، ومن وجهة نظره أن مشكلات بلاده اليوم ناجمة عن عدم إصلاح الجامعات، مؤكداً على ضرورة تمرير الإصلاحات هذه المرة.

الشهر الماضي أصدر وزير التربية والتعليم الإيراني، يوسف نوري، قرارا بمراجعة المحتوى التعليمي في الكتب المدرسية، امتثلا للقرارات المرشد الإيراني، ونوري ان الكتب كانت قيد الطباعة هذا العام، لكن تمّ إرسال 200 عنوان كتاب لإجراء التغييرات.

يقول كريم شفيق المهتم بالشأن الإيراني "جرائم أمريكا وتاريخها الاستعماري، قاسم سليماني وسيرة حياته حتى مقتله، احتلال السفارة الأميركية في طهران عام 1979، سيرة حياة العسكريين الذي قتلوا في سوريا.

هذه بعض من الموضوعات المقترحة، في الفترة الأخيرة في إيران لدمجها في البرامج التعليمية. فهناك مسعى حثيث لإحداث تعديلات على المناهج التعليمية الإيرانية وتوحي العناوين والتعديلات المقترحة أن سياسة عسكرة الأجيال الجديدة، أو بالأحرى خلق "عصبة مؤمنة" على الطريقة الخمينية هو في طور التصعيد وليس الانحسار.

السيرة الذاتية للضباط والجنود الذين قُتلوا في سوريا تفوق بكثير أهمية ذكر الأدباء والشعراء الإيرانيين مهما كبرت عناوينهم، وفقا حسين قاسم بور مقدم، مدير قسم الآداب الفارسية، والمسؤول عن إعداد الكتب الدراسية بوزارة التربية والتعليم.

في اليمن تمضي مليشيات الحوثي على ذات الخطى الإيرانية في إضافة عدد من عناصرها في المنهاج الدراسي.

وعلى خطى الخميني خاضت، وما زالت، مليشيات إيران في صنعاء تخوض حربا حقيقية منذ سنوات لتغيير البنى التعليمية ومناهج التعليم بما يجعلها منسجمة مع ما يسمى الثورة الثقافية الإيرانية لتوسيع النفوذ الإيراني من خلال أيجاد جيل يؤمن بأفكارها عبر التغييرات التي تطال المنهاج الدراسي.