تقرير خاص – أوام أونلاين.
حراك إعلامي وسياسي، وفكري ،كبير شهدته اليومين الماضيين ،وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ،رداً على إحياء مليشيا الحوثي "يوم الغدير " ،وتحت هشتاق #يوم-الخرافة ، تنوعت المشاركات بين صور معبّرة ومقاطع فيديو لعلماء ومفكّرين ونشطاء انتقدوا فكرة "الولاية " وتضمنت ردود الأفعال الشعبية كتابات لعلماء ومسؤولين ومحليين وكتّاب يمنيين ، من مختلف المناطق والانتماءات والمكونات الفكرية والسياسية والثقافية ، وكانت لبعض القوى السياسية اليمنية موقف عبرت عنه ،بشكل رسمي من الخرافة .
يرصد" أوام أونلاين " جانباً من ردود الافعال .
الغدير وصاية تسقط حق ومشروعية الشعب.
أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني محمد عيضة شبيبة، إن الاحتفال بالغدير في اليمن يعني انه: لا حق لليمني ولا مشروعية له في حكم بلاده .
وقال الوزير شبيبة، في تغريدات بحسابه على تويتر: معناه تكفير اليمني إن لم يحصر حكم بلاده في سلالة الرسي!!".
وأضاف: "أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد مات بإجماع المسلمين والكفار والإنس والجن ولا علاقة له بالموضوع ولن يبعثه الله من قبره ليجلس على كرسي دار الرئاسة في النهدين".
وفي ذات السياق قال السفير اليمني السابق عبدالوهاب طواف، إن "يوم الولاية هو يوم التبعية لإيران، والخضوع للسلالة، والتنكر للهوية اليمانية، وقبل ذلك هو يوم يعطل فيه المؤمن بهذه الخرافة عقله، ويحط من شأن نفسه، ويتحول الى مطية، يركبها السلالي".
وأكد طواف على وجوب "مواجهة هذه الخرافة من قبل الجميع". معتبراً أنه "لا توجد لعنة مؤذية ونتنة اليوم في اليمن أكثر من أن تهين خصمك بنعته بالسيد أو بالحوثي".
وغرد الصحفي خالد العلواني، أن "استحقاق الحكم يأتي عبر الإرادة الشعبية السلمية ضمن منظومة ديمقراطية وخيارات حرة وليس عبر "منويات" معلبة، وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان
لا ولاية لكاهن
اعتبر سفير اليمن لدى منظمة اليونسكو الدكتور محمد جميح أن "الذين يحطمون اليوم ولاية الكهنة إنما يحطمون الأصنام ذاتها التي حطمها أبو الأنبياء إبراهيم، والأصنام التي حطمها خاتم الأنبياء محمد عليهما الصلاة والسلام".
وقال في تغريدة بحسابه على تويتر، إن "الولاء لله والولاية للشعب، لا ولاية لكاهن". خرافة الولاية وسلاح الوعي وإلى ذلك، اعتبر الصحفي والكاتب خالد العلواني، أن "خرافة الولاية" ليست سوى "محاولة حوثية مكشوفة وبائسة لمصادرة حق الشعب اليمني في السلطة والثروة".
مفهوم اقصائي تسلطي دموي
اعتبر الكاتب والباحث السياسي عبد الله اسماعيل، "خرافة الولاية" "مفهوم اقصائي تسلطي يتعارض مع كل مفاهيم التحضر والمدنية ..مؤكداً بأنها "الطريق الابشع والأحقر لاستخدام الدين لأغراض التسلط والسيطرة، والحكم تحت مفهوم الاحقية الإلهية، ومفهوم إبليس (أنا خير منه)"،وتستهدف تقسيم المجتمع الى سادة وأتباع".
وقال اسماعيل، في سلسلة تغريدات بحسابه على تويتر، إن محاولات الحوثيين للاستحواذ على الحكم والتفرد بالثروة عبر خرافة الولاية "لن تنجح".
وأضاف عبدالله إسماعيل إن اليمنيين باتوا "يفهمونهم جربوهم لأكثر من ألف عام.. تاريخهم خرافة زرعت البؤس والدم والهدم. وأضاف: "ستعجز جماعة كهنوتية أن تتطور لأكثر من مجرد مرض عارض، وجائحة جاءت من غبار التاريخ وأوهام السلالة".
وأكد أن اليمنيين سيهزمون هذه الخرافة قائلاً: "سنهزمهم بوعينا وتماسكنا وفهمنا لحقيقة خرافة الولاية".
اعتبر الصحفي غمدان اليوسفي في تغريدة له على حسابه في مدونة تويتر إن "فكرة الولاية أكثر فكرة سفكت دماء في التاريخ سواء العربي بشكل عام أو في اليمن بشكل خاص".
وقال "ظل اليمنيون طوال ألف سنة يقنعون بني هاشم بأن يكونوا بني آدم مثل كل البشر، بينما ظل أولئك يذبحون اليمنيين ليقنعونا أنهم "مصطفين"، ولن يستسلم أي بني آدم لديه عقل لهذه الفكرة مهما كان".
وأضاف: "مشروع إحياء الولاية هو إعادة لتدمير قداسة النبي والصحابة في قلوب المسلمين، وهو الأمر الذي يشكل خطرا من خلال خلق آلاف الأسئلة، ولن يجد الناس جوابا يقنعهم".
وكتب الصحفي همدان العليي قائلا ً"إن كل من يقرأ كتب التاريخ، يعرف جيدا بأن جريمة السلالة العنصرية ما زالت ترتكب حتى هذه اللحظة في حق اليمنيين وليس من حق أحد أن يطالب هذا الشعب المظلوم أن يصمت وعلى اليمنيين أن يوجدوا خياراتهم المناسبة لاستعادة دولة المواطنة المتساوية".
"ولاية الكهنوت"،
وفي مقال مطول لنائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح عدنان العديني، بعنوان "ولاية الكهنوت"أكد فيه
إن الغدير والولاية مصطلحان خرافيان من التاريخ السحيق تستدعيهما مليشيا الحوثي، على أوسع نطاق، تبثهما وتفرضهما في كل مؤسسات ومنابر المجتمع اليمني الذي تبسط سيطرتها عليه قسراً.
وأشار العديني إلى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة التي كانت هي لحظة الإشراق في تاريخ أمتنا المعاصر، بها استعاد اليمني كرامته والدين مكانته، وجزم قائلاً: "فلا امتهان بعده لليمني ولا تحريف لدينه وهويته".
من جهة قال الناشط الحقوقي "رياض الدبعي "الولاية هي زرع الالغام والقتل والقنص والاعتقال والاختطاف والتعذيب وحصار المدن وتطييف التعليم. وسجن النساء وتكميم الأفواه ومنع الناس من ممارسة حرباتهم والتدخل في حياتهم الشخصية وكذلك نهب الاموال وتسخيرها لقتال كل من يعارض فكر الحوثيين".
خرافة مصيرها الزوال
أشار مستشار وزارة الإعلام أحمد المسيبلي إلى أن ما يجري من توعية حول خرافة الولاية شيء مبهج ويدل اننا في الاتجاه التوعوي الصحيح وكفيل بتوعية عامة للشعب..
من جهته قال المحامي محمد المسوري "إن مصير الخرافة هو الزوال مع اصحابها بإذن الله تعالى وبوعي الشعب اليمني فالجميع يشاهد الوعي الكبير لدى اليمنيين، وقناعتهم بأن هذه الخرافة الدخيلة على المجتمع اليمني لا قبول لها".
وأضاف: "أن الحوثيين يزعمون بأن الشعب اليمني معهم في مزعوم الولاية وقبلوا بحكم الحوثي، وعندما تقوم حمله ضد الخرافة تصاب حركة الحوثي بحالة من الجنون لأن هذه الحملات تؤكد بان الشعب ضدهم".
مطالبة بالتجريم والمواجهة.
دعت الدائرة القانونية لحزب الاصلاح بأمانة العاصمة الرئاسة والحكومة ومؤسسات الدولة التشريعية والقضائية إلى تجريم خرافة الولاية وتحصين الشعب اليمني منها.
وأدانت قيام مليشيا الانقلاب السلالي الكهنوتي الحوثي، باستخدام مؤسسات الدولة المختطفة بأيديها، لتنظيم فعاليات احتفالية طائفية تحت مسمى يوم الولاية المختلقة (يوم الخرافة).
نبش في إرشيف الماضي.
تخلل الحملة الشعبية الرافضة للخرافة، نشر مواد إعلامية وصحفية وتصريحات ومواقف وفتاوى نشر بعضها قبل فترة تزيد عن ثلاثون عام، وهو ما اعتبره محللين ومراقبين ينم عن وعي مبكر بخطر الكهنوت والخرافة ومواجهة ومواقف متقدمة.
ونشر حساب الشيخ القاضي محمد بن إسماعيل العمراني فتوى مكتوبة للقاضي قبل وفاته ، ذكر فيها انه لا وجود في كتب السنة عيد الغدير ، موضحاً إلى ان من احدثه أبو الحسن علي بن بويه بعد مضي أكثر من ثلاثة قرون من الهجرة ـ وأن أول من أحدثه في اليمن سيف الإسلام أحمد بن الحسن القاسم أيام حكم عمه المتوكل .
وأعاد عدد من المغردين نشر مقالاً لرئيس حزب الإصلاح يعود إلى العام 1991م ،قبل نحو ثلاثون عام ،نشره في صحيفة الحزب "الصحوة" قال فيه "أننا جميعاً بفهمنا الصحيح للإسلام نحفظ ماء الوجه لشعبنا ونمنع عن الأجيال من بعدنا انحناء الاعناق وتقوس الظهر" وأضاف على أبناء شعبنا عموما ومثقفينا بالذات أن يختاروا بين فهم يجعل منهم بشراً سويا ، وبين فهم للدين يجعل منهم مجرد قطيع في حظيرة من يتصور نفسه سيدا عليهم .
كما نشر مغردون مواقف سابقة تعكس الفكر الإستعلائي للسلالة وعدم اعترافات زعامات دينية بيمنيتهم ،وأعاد المغردون نشر فيديو للعلامة الزيدي المرتضى بن زيد المحطوري من أحدى مقابلاته مع الإعلامي عارف الصرمي "قناة معين" متحدثاً بلسان آ ل البيت ورافضاً يمنيته .
كما نشروا تصاميم وصور ومقاطع فيديو ورسوم كاريكاتورية تنسف مزاعم مليشيا الحوثي ومحاولاتهم خداع اليمنيين وربط مصير جمهوريتهم بعائلة طائفية توغل في قتلهم وتسرق ثرواتهم وتدمير كل مقومات الحياة في اليمن.
وأكد النشطاء أن حملة الوعي والتحذير من مؤامرات المليشيا الحوثية وداعميها الإيرانيين مستمرة ، وضرورية في مواجهة أفكار المليشيا.