في مثل هذا اليوم ارتكبت مليشيا الحوثي جريمة بشعة بحق المدنيين بمدينة مأرب (تقرير).

أوام أونلاين _تقرير خاص.

في مثل هذا اليوم من العام 2018م شهدت مدينة مأرب جريمة بشعة ، ارتكبتها مليشيات الحوثي باستهدافها لأحد أحيائها السكنية بصاروخ خلف 27ضحية من المدنيين بينهم نساء.

مجزرة يتذكرها المصابون والسكان بألم وحزن شديدين.

ليلة الثاني والعشرين من شهر مايو 2018م ، كانت أسواق مدينة مأرب وأحيائها تشهد ازدحاما شديدا نتيجة اقتراب عيد الفطر المبارك ، وخروج الأهالي للأسواق لشراء حاجيات العيد.

حركة غير اعتيادية، أغلق الشارع العام حينها أمام مرور السيارات نتيجة الازدحام البشري.

حي جامع عذبان الذي يتوسط مدينة مأرب، وهو حي أشبه بتجمع صحي (يوجد به أكثر من 9 مستشفيات خاصة) .

عند قرابة الساعة الثانية عشر والنصف  ليلاً ، كان الحي على موعد مع جريمة بشعة، ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، التي استهدفت الحي بصاروخ سقط وسط الحي، متوسطاً عددا من تلك المستشفيات ، والشوارع المزدحم بالمارة ،وأدى إلى مجزرة مروعة .

حميد عبدالله رجل في العقد الخامس من العمر ، يعمل في بسطة لبيع "ألعاب أطفال وهدايا" يعول منها أسرته، كان أحد ضحايا شظايا صاروخ مليشيا الحوثي الذي سقط على حي عذبان في قلب مدينة مأرب،أودى بحياة خمسة وأصيب ٢٢ مواطن كانوا في الحي بين مارة وقاصدي الحي باعتباره تجمعا للمستشفيات والصيدليات.

يتذكر حميد تفاصيل تلك المأساة التي تركته شبه مقعد، كانت فاجعة يقول حميد أن آثارها النفسية لاتزال تفزعه ومشاهد أشلاء الضحايا عالقة في ذهنه.

كان آخر عهده بالحركة النشطة ، وممارسة حياته الطبيعية في ليلة ال٢٢من مايو. يقول كان في طريقة إلى عمله، وأصابته شظايا الصاروخ ، وتسببت له بأضرار جسدية أقعدتة.

تدهورت حالة حميد وحال أسرته،جراء ما تسببت به الحادثة ، يكابد حميد اليوم الإعاقة،وسط ظروف معيشية صعبة .

حميد كاد يكون أحد شهداء المجزرة، لكن المسافة بين مكان تواجده ومكان سقوط الصاروخ أبقاه شاهدا على تلك الجريمة البشعة.

لم يكن القصف الأول الذي طال الحي كما أنه ربما لم يكن الأخير ، طالما بقيت مليشيات الإرهاب والاجرام ، سبق وأن استهدفت مليشيا الحوثي الحي في2017م بصاروخ بالستي وارتكبت مجزرة راح ضحيتها أربعة بينهم الطفل عادل المنة (٥أعوام) وضحايا آخرون ، عمال عادوا لتوهم من العمل واختطفهم الموت وهم ينتظرون وجبة العشاء في أحد المطاعم في الحي.

تلك الهجمات الصاروخية من قرابة 700هجمة تعرضت لها أحياء مدينة مأرب.

تقرير حقوقي نشرته منظمة يمن رايتس؛ومنظمة شاهد وحماية وثق خلال الفترة من أبريل 2015م إلى يوليو 2020م أكثر من 1300 انتهاك تعرضت لها أحياء مأرب ، وبحسب إحصائية حديثة سجلت أكثر من 350صاروخا بالستيا سقط على مدينة مأرب حتى مطلع العام 2021م وخلفت تلك الهجمات آلآف من الضحايا، أطفال ونساء وتسببت بدمار وخراب وأضرار مادية كبيرة.

يتذكر سكان الحي تلك الفاجعة، والجريمة البشعة، يحكي منصور نعمان الذي وقع الصاروخ على بعد أمتار من مسكنه، عن حجم الرعب الذي أصاب الأطفال والنساء، ويتذكر مسارعته بالخروج إلى مكان سقوط الصاروخ وهول المشهد الذي رآه من أشلاء ممزقة ،وأجساد ملقية على الأرض، ومصابين يصرخون، أخذتهم سيارة الإسعاف.

لازال "منصور" يتذكر سائق سيارة "دينا" هشم الصاروخ رأسه في مشهد لا تزال تفاصيله عالقة في ذاكرته .

لن ينسى موظف صيدلية بن حيان ، الضحية "الحكيمي"الذي قدم من منزله وساقته الأقدار إلى الصيدلية لشراء دواء لمرضه المزمن، وبينما كان ينتظر الصيدلي يأتيه بالعلاج، أصابت قلبه إحدى شظايا الصاروخ لتفارق روحه الجسد (وثقت كاميرا المراقبة التابعة للصيدلية )مشهد مؤلم أثناء تعرضه للإصابة .

في الحادثة ذاتها كانت إحدى النساء الشابات مع والدها عائدة من السوق، بعد شراء بعضاً من تجهيزات عرسها الذي بات وشيكاً ، كانت وأهلها يستعدون لزفافها إلى بيت زوجها ، لكن يد الإجرام الحوثية، زفتها إلى قبرها.

مآسي آثارها لا تمحى ، وجرائم لا تسقط بالتقادم .

حميد بعد أن كان رجل منتج ويعول أسرته باتت أمنيته بعد تلك الجريمة التي ارتكبتها المليشيات الحصول على عربية كهربائية تساعده على الحركة والانتقال ليكمل من خلالها بقية حياته ،كما يقول، فيما أسرة تلك الفتاة دفنت في المدينة ابنتها ، لكنها لم تدفن معها آلآمها .

ثمانية أعوام متتابعة ومدينة مأرب تتعرض للقصف الحوثي بالصواريخ البالستية والمسيرات وصواريخ الكاتيوشا وغيرها.

ليس في مأرب حي سكني لم يتعرض للقصف، ولم تضع فيه مليشيا الحوثي ذكرى أليمه ومجزرة بشعة بصواريخها ومسيراتها، التي لاتزال مستمرة في قصف الأحياء حتى اليوم 22مايو 2022م ، التي تتعرض فيها أحياء حريب وقرى مديرية رغوان للقصف الحوثي.

عقب تلك الجريمة كانت قناة "الميسرة" وقيادة المليشيات تنشر أخبارا عاجلة عن عملية نوعية ، في مأرب قتلت المئات من الجيش السعودي ، والإماراتي والصهيوني والأمريكي، كانت ألسنة أسر الضحايا والمجتمع تلهج بلعن مليشيا الإجرام وقياداتها الكاذبة ، ودعواتهم تتصاعد يشكون ذلك الإجرام، الذي لم يحرك ساكنا لدى المنظمات والمجتمع الدولي الذي يزعم أنه نصير الإنسانية ومدافعا عنها .

مآسي تتكرر وعداد الإجرام الحوثي لا يتوقف ؛ ووراء كل حادثة عشرات القصص المؤلمة.