سليل أسرة الحداد، ووالده الشيخ دوكر عبدالرحمن الحداد ، من كبار الشخصيات الاجتماعية والوجاهات القبلية في محافظة مأرب.
نشأة على الشجاعة والتضحية
ولد الشيخ الشهيد عبدالواحد دوكر في قرية المنين بمحافظة مأرب عام 1972م ، ونشأ في كنف والده وأسرته على القيم والمبادئ والرجولة والتضحية.
التحق بوقت مبكر بالتعليم ودرس الابتدائية في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، وأكمل دراسة الإعدادية بمعهد النور ، وتخرج من الثانوية العامة عام 1994م.
عُرف بين زملائه وأقرانه ، مجتهدا، يحب العلم والتعليم ومثابر خلال مشواره التعليمي. بعد إتمامه الثانوية العامة التحق بكلية الشرطة عام 1996م.
لم يترك ميدان من ميادين الوغى، ولا موطن ينتصر فيه للوطن والفضيلة والكرامة والعزة ، ولا موقف بطولي ونضالي إلا وكان في مقدمة الصفوف.
لا يغيب إلا عند المغانم.
أثناء الثورة الشبابية الشعبية السلمية كان من روادها ، وخلال انسحاب القوات الحكومية من ثكناتها وتركها واجبها كان من طلائع الرجال لتأمين المصالح العامة والخطوط الرئيسية من أي اعتداءات.
التصدي للحوثي
بعد سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية على العاصمة صنعاء ، واستشرى تمردها في مفاصل البلاد، وزحفها نحو مأرب، كان للشهيد ووالده الشيخ موقف صلب رافضاً للمليشيات ، فكان من الذين شاركوا في تأسيس مطارح "نخلا"في سبتمبر 2014م النواة الأولى للمقاومة.
شارك في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي منذ أول طلقة حوثية حاولت من خلالها اجتياح مأرب، وكُلف بقطاع ميمنة جبهة صرواح في العام 2015م .
وفي نفس العام كلف بقيادة قطاعات من جبهة الجفينة ، وخاض خلالها معارك وسطر بطولات عظيمة ، أذاق مليشيا التمرد الحوثي العذاب الوان خلال المواجهات ، وقف سدا منيعاً في وجه مليشيا التمرد التي حاولت السيطرة على مأرب ،ولم تسجل أي اختراق أو تقدما في قطاعه ، كان قائدا ملهماً لاينام ولا يترك فرصة لعدوه.
في العام 2016م بعد دحر المليشيات من محيط مدينة مأرب ، كلف بقيادة الكتيبة الثالثة في اللواء الثالث مشاه جبلي وخاص خلالها المعارك ضد مليشيا الحوثي في عدة جبهات منها جبهة صرواح ، غرباً وجبهة المخدرة شمال غرب مأرب ، حتى نهاية 2018م.
حامي الطرقات وقائد في الجبهات
في 2019م صدر قرار بتعيينه قائدا للواء الثاني حماية طرق وعمل بجهد عالي على تشكيل اللواء واستكمال قوامه ، العسكري.
لم يتوقف دوره على حماية الطرقات والخطوط الرئيسية ، بل كان له صولات وجولات في مقارعة المليشيات الحوثية في عدة جبهات.
خلال العام 2020م وبعد سيطرة مليشيات الحوثي على حزم الجوف وبدأت بالتمدد باتجاه الرويك وصافر، قاد الشهيد قطاعا عسكريا بجبهة العلم ،والصبايغ والنضود وتمكن بحنكه من تحقيق انتصارا على المليشيات ودحرها.
وخلال العام 2021م أراد إلا أن يكون في جبهة الكسارة ، أشد الجبهات سخونة وقاد قطاعا عسكريا في جبهة الكسارة وجبهة المشجح.
وخلال مشاركته في قيادة المعارك في الكسارة والمشجح لم يترك أو يقصر في مهمة تأمين الطرق والخطوط الرئيسية من المخربين وقطاع الطرق بل خاض معارك ضدها ، أكثر من مرة ، كسر شوكتها واذاقها المر ، وطاردها وأفسد مرادها ومخططاتها، وواجهها ببسالة.
تضحية فريدة
للشهيد باع كبير في التضحية خلال المعركة الوطنية منذ 2015م ، قدم أربعة من ابنائه شهداء ، وأكثر من 50شهيدا من أقاربه وخبرة رجاله.
كان الشهيد مدرسة ، في التضحية ،وأسطورة في الفداء ، سامق الروح ، سامي الأهداف، كريم الطباع،قائدا شجاع ، وشيخ يملاء المكان ، وجندي منضبط ، وشهم ذو نخوة وصاحب قيم ، يألف ويؤلف.
في مطلع أغسطس كانت عناصر تخريبية تجمعت على الخط الدولي مارب _ العبر في العرقين ، قضى الليل بين أفراده يتفقدهم، وحينما اشتدت المعركة مع المخربين شارك أفراد اللواء المعركة وتقدم الصفوف ، لينال الشهادة في صبيحة الاثنين 2 أغسطس 2021م شهيدا مجيدا ، مؤكدا أن ما قاله ذات يوم لم يكن كلاما للاستهلاك او كلمات عابرة، بل ترجم اقوله إلى أفعال.
صحيح أن المعركة تأخذ الرجال وثمن النصر لا يكون بالحطام بل بخيرة الرجال وأصلبهم، وموطن دم كل شهيد ينبت مقاومة ونضال ، ومع موكب كل تشييع نضع لبنة صلبة في بناء الوطن ، لا يستعاد الحق بالأماني بل بقوة الساعد ، هكذا قال ذات يوم وها هو يودع الدنيا تاركاً فراغاً كبيرا على المستوى العسكري ، والأمني، والاجتماعي ، لكن عزاء كل أولئك انه ترك ارث من الابطال يحملون اللواء وبعزيمة صلبة يمضون لتحقيق الأهداف السامية التي ضحى الشهيد بروحه من أجلها.