كيف شجعت "سياسة التودد" الأمريكية الحوثيين في عدوانهم على مأرب؟

كيف شجعت "سياسة التودد" الأمريكية الحوثيين في عدوانهم على مأرب؟
أوام أونلاين ـ خاص
  • 02 يوليه ,2021 02:11 ص

بعد مرور أسبوع من إعلان الرئيس جو بايدن وقف الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الهجومية للتحالف بقيادة السعودية، أعلنت الخارجية الأمريكية إلغاء تصنيف جماعة الحوثي الانقلابية منظمة إرهابية بدءا من 16 شباط/ فبراير 2021.

وقالت واشنطن حينها إن هذه الخطوات تأتي في سياق تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية وتخفيف حدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، الأمر الذي جعل الكثير يظن أن ما يجري في اليمن ضمن قائمة أولويات الإدارة الجديدة التي خلفت إدارة الرئيس السابق ترامب، خصوصا أن بايدن أكد ذلك حرفيا في حملته الانتخابية "سأنهي الحرب في اليمن".

دبلوماسية مشجعة الإرهاب

لم تمضِ إلّا أيام قليلة على شطب واشنطن للحوثيين من قائمة الإرهاب؛ حتى عاودت الجماعة تصعيد هجماتها الإرهابية على الأحياء السكنية للمدنيين ومخيمات النازحين في محافظة مأرب بالصواريخ البالستية طويلة المدى المحرمة دولياً والطيران المسير المفخخ، بالإضافة إلى تصعيدها العسكري الميداني الأحادي في كافة محاور محافظة مأرب بهدف اختراق دفاعات قوات الجيش الوطني والتقدم نحو المدينة للسيطرة عليها.

وبالرغم أن التطورات على الأرض جراء تكثيف جماعة الحوثي للهجمات الإرهابية، وعدم إفساح المجال للجهود الدبلوماسية واصرارها على التصعيد العسكري الميداني يهدد بحدوث أكبر أزمة إنسانية في اليمن، حيث سيضع مصير قرابة 3 مليون يواجه مصير مجهول كون معظمهم معارضين للحوثيين وفرّوا من مناطق سيطرتهم منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء بقوة السلاح عام 2014، إلا أن امريكا تلتزم الصمت؛ الا من مواقف محدودة وخجولة في إطار الاستنكار والتنديد.

ويطرح العديد من المراقبين على المشهد اليمني الكثير من علامات الاستفهام بشأن الرؤية التي استندت إليها الإدارة الأمريكية الجديدة في إعلان شطب الحوثيين من لائحة المنظمات الإرهابية دون وجود أي ضمانات تلزم مليشيا الحوثي بقبول الحوار والسلام والتخلي عن منهجية العنف والإرهاب ضد المدنيين لتحقيق مكاسب ميدانية.

ضوء اخضر للهجوم

مغامرة تصعيد مليشيا الحوثي في جبهات مأرب عقب شطبهم من قائمة الجماعات الإرهابية انتهت بخسائر بشرية ومادية مهولة جداً، مما دفعها إجباريا للقبول بالتهدئة وافساح المجال على استحياء للجهود الدبلوماسية والسماح للمبعوث الأممي "مارتن غريفيث" بزيارة صنعاء للمرة الأولى منذ عام تقريباً، بالإضافة إلى قبولهم للوفد العماني.

إلا أنه وبعد التصريحات المثيرة للجدل من قبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ في "24 حزيران/يونيو" التي قال، "إن واشنطن تعترف بحركة الحوثي طرفاً شرعياً في اليمن، ومجموعة حققت مكاسب"، عاودت مليشيا الحوثي الانقلابية تكثيف هجماتها في المحاور القتالية لجبهات محافظتي الجوف ومأرب بشكل غير مسبوق.

واعتبر سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" محمد جميح، تصريحات "ليندركينغ" بمثابة رسالة للحوثيين باستئناف الهجوم على مدينة مأرب، كون الهجوم جاء بعد أيام قليلة من تصريحه.

وقال في تغريدة على "تويتر": "صحيح أن ليندركينغ لم يقل بأن الحوثيين الممثل الشرعي لليمن، لكنه أرسل لهم رسالة مفادها أن المشروعية تتحقق بقضم المزيد من الأرض"، مضيفاً أن ذلك دفع أمواج الحوثيين لمهاجمة مأرب.

وعن موقف الدبلوماسية الأمريكية الحالية تجاه مليشيا الحوثي, أشار السفير جميح إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، "لم تكتف برفع (الحوثيين) من لائحة الإرهاب، بل شجعتهم تصريحاتها على المزيد من العنف".

هدايا بايدن لإيران

وعلى خلاف نوايا تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن، فسر محللين أن دبلوماسية بايدن تجاه الحرب في اليمن لا تعد أكثر من مجرد مناورة لكسب ود طهران للعودة لملف المفاوضات الاتفاق النووي، حيث انه بعد مرور نحو خمسة أشهر على رئاسة بايدن لا توجد مؤشرات حقيقة على وجود رغبة جدية لدى الأمريكان لإنهاء الحرب والدفع بالحوثيين للقبول بالجهود الدبلوماسية والتهيئة لعملية إحلال السلام.

كما يرون أن تلك الخطوات المتتالية من الإدارة الأمريكية الحالية فيها محابة لمليشيا الحوثي الانقلابية، وتعد بمثابة الهدايا المجانية لإيران ومشروعها في اليمن والمنطقة العربية وهي نفس السياسية التي انتهجها الديمقراطيين خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما التي مكنت إيران من أحكام قبضتها على العراق وسوريا.

اقرأ ايضاً

 صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

أوام أونلاين _ تقرير خاص . ودعت صنعاء خاصة عام 2023 ،عام التنكيل والقمع والترهيب ونهب الممتلكات ، والاعتداء على ملاكها وهي عمليات ممنهجة ليست وليدة العام المنصرم، بل منذ احتلالها…

 هيلان الأهمية العسكرية والاقتصادية .

هيلان الأهمية العسكرية والاقتصادية .

.أوام أونلاين ـ وليد الراجحي . هيلان ..احد اهم المرتفعات في مأرب ، كونه يطل على عاصمة المحافظة ،وخطوط إرتباطها بعدد من المحافظات المجاورة .هيلان إسم شهير من قبل الحرب التي فرضها ا…

 تحركات وتعزيزات حوثية في جبهات مأرب خلال ال٢٤ساعة الماضية (تقرير) .

تحركات وتعزيزات حوثية في جبهات مأرب خلال ال٢٤ساعة الماضية (تقرير) .

أوام أونلاين _ مأرب تقرير خاص .تشهد جبهات مأرب تحركات، ووصول تعزيزات حوثية على مدى أكثر من شهر ،في مختلف قطاعات جبهات مأرب. ويرصد موقع أوام أونلاين، أبرز التحركات والتعزيزات وفقا …