وحّدت اليمنيين وتقودهم نحو النصر.. مأرب تتصدر معركة استعادة الدولة والجمهورية

وحّدت اليمنيين وتقودهم نحو النصر.. مأرب تتصدر معركة استعادة الدولة والجمهورية أحد جنود الجيش الوطني بجوار العلم الوطني
أوام اونلاين - خاص:
  • 30 أبريل ,2021 07:56 م

ما تزال قوافل الدعم الشعبي تتوافد إلى محافظة مأرب من كافة المحافظات، لدعم صمودها في وجه مليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران، ومساندتها في تخفيف معاناة النازحين الذين يشكّلون 60% من إجمالي النازحين في البلاد.

ومنذ مطلع فبراير الماضي، بدأت مليشيا الحوثي جولة جديدة من الحرب العدوانية ضد مارب، وما يميّزها هذه المرّة هو الدعم الإيراني المباشر والمتعدد الأوجه، وبرز فيها أيضاً التخطيط الإيراني للهجمات العدوانية والإشراف الميداني على تنفيذها.

ورغم أن قيادات المليشيا الحوثية حددت 48 ساعات لإعلان سيطرتهم الكاملة على محافظة مأرب، إلا أنها لم تحقق حتى الآن أي تقدم يذكر رغم كثافة الهجمات ذات الطابع التكتيكي الإيراني الذي يعتمد على كثافة النيران والعنصر البشري. 


تلاحم شعبي

وكعادتها، اتخذت مليشيا الحوثي الإيرانية مخيمات وتجمعات النازحين والأحياء السكنية بمأرب أهدافاً مباشرة لقذائفها المدفعية والصاروخية والطائرات الإيرانية المتفجّرة رغم المسافة الكبيرة التي تفصلها عن جبهات القتال، وهو ما تسبب في نزوح الكثير من الأسر البعض منها للمرة الثانية والثالثة، الأمر الذي ضاعف الأعباء على جهود السلطة المحلية.

وتحتضن محافظة مأرب، أكبر تجمع للنازحين على مستوى البلاد، فمنذ الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية عام 2014، استقبلت (318,714) أسرة نازحة من مختلف المحافظات، ويبلغ إجمالي عدد أفرادها (2,231,000) نازح، بما نسبته 7.5% من إجمالي سكان الجمهورية، وفقاً للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمارب.

وبدون أي سابق تنسيق، سارع اليمنيون بمختلف انتماءاتهم الفكرية والحزبية والثقافية في تكوين القوافل الغذائية وتسييرها إلى محافظة مارب انطلاقاً من المحافظات الشرقية والغربية والجنوبية، مؤكّدين وقوفهم التام إلى جانب قيادة مارب وقبائلها والجيش الوطني والمقاومة الشعبية فيها في مواجهة العدوان الحوثي الإيراني الذي يستهدف اليمنيين وتاريخهم وعمقهم الحضاري والإنساني.

ولم تنجح مارب في كسر الهجوم الحوثي الإيراني الذي وُصف بـ"الانتحاري" فقط، بل وحّدت كل اليمنيين خلف المعركة الوطنية المقدّسة للدفاع عن الهويّة الوطنية والثوابت والمكتسبات الوطنية في مشهد يمكن وصفه بالإنبعاثة اليمانية الجديدة.


مارب الملهمة

ولم تكن هذه هي الهجمة الحوثية الأولى على مارب، بل إن المليشيا الحوثية تحاول منذ العام 2015 اجتياح المحافظة ولكنها واجهت مقاومة صلبة من قبل أبناء مارب الذين استبقوا هذا الهجوم بتأسيس "المطارح" في  18 سبتمبر 2014.

وكانت هذه المطارح- التي توافد إليها أبناء قبائل مارب بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية بأسلحتهم وعتادهم الشخصي- حائط الصد الصلب أمام زحف مليشيا الحوثي لاستكمال السيطرة على المحافظات اليمنية الشمالية، قبل أن يلتحق بهم الأحرار من مختلف أنحاء اليمن، وتصبح صحراء مارب مركزاً لإعادة تأسيس الجيش ومنطلقاً للتحرير واستعادة الدولة.

ورغم انكساراتها طيلة السنوات الـ5 الماضية، إلا أن الحوثية وسّعت هجماتها تجاه مارب منذ مطلع العام الماضي (2020)، ولكنّها وجدت نفسها أمام قوات الجيش الوطني وأيضاً أمام مطارح قبائل مارب وأمام أحرار اليمن المتواجدين بمارب والذين تشّكلوا هم أيضاً في مطارح ومعسكرات لدعم الجيش الوطني في مواجهة المليشيا الحوثية الإيرانية.


دور تاريخي

وحول الالتفاف الشعبي الكبير حول مارب، يقول الكاتب حسين الصوفي، إن ذاكرة اليمنيين تحتفظ لمارب بدورها التاريخي منذ ما قبل فجر ثورة اليمن الخالدة (26 سبتمبر) ودور أبناء مارب وكل قبائلها في الدفاع عن الجمهورية وأيضاً الدور الأخير مع بدء الإنقلاب الحوثي حين خاف اليمنيون جميعاً على بلادهم وقبل أن يتدخل التحالف العربي وقبل أن يقرر أحد الدفاع عن اليمن.

ويضيف الصوفي، في حديث خاص لـ"أوام أونلاين" أن مارب- كانت وما تزال- رأس الحربة في الدفاع عن المشروع الوطني وفي 2015 كسرت مليشيا الحوثي وغرورها رغم أنها كانت في أوج قوتها وعتادها وسلاحها الذي كان سلاح الدولة.


سيف قاطع

وحول انعكاسات المعركة الأخيرة وما رافقها من التفاف شعبي لأبناء اليمن في الداخل والخارج حول مارب، يقول الصوفي، إن اليمنيين "يعرفون أن مارب هي سيف قاطع؛ قطع رأس الإمامة، وهم اليوم يعلقون آمالهم على مارب ويثقون أنها ستصنع انتصاراً كبيراً كما صنعته من قبل مرات عديدة". مؤكداً أن مارب "لم تخيب أمل اليمنيين والعرب على الإطلاق وهذا مصدر الثقة والاعتزاز لليمنيين".

ويضيف الكاتب الصوفي، في حديثه لـ"أوام أونلاين" أن أبناء اليمن في كل مكان صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً يقفون صفاً واحدًا خلف مارب ومشاعرهم حاضرة في المعركة التي تخوضها".. مضيفاً أنه "وصل الأمر ببعض المواطنين في المناطق المحتلة من قبل المليشيا الحوثية لأن يصوموا قبل رمضان ويدعون لمارب بالنصر".

وبحسب الصوفي، فإن "الدور التاريخي والدور المحوري والمركزي الآن لمارب، لم يكن له أن يكون لولا التكاتف الحاصل بين أبناء مارب وقبائلها وتلاحمهم وفزعتهم ونجدتهم والأعراف القبلية التي نشأوا عليها طيلة مئات السنين".

مضيفاً أن "واحدة من أهم العوامل التي وحّدت أبناء مارب أنهم لا يقبلون الضيم ولا يمكن أن يفرّطوا في بلادهم على الإطلاق ولا يمكن أن يتخاذلوا أو يتخاونوا أو يبيع بعضهم بعضاً وهذا هو شأن اليمني الأصيل الذي أسس حضارة ضاربة في عمق التاريخ".


نصر اليمن

وبالإضافة إلى الرمزية التاريخية والحضارية والمعنوية التي تمثّلها مارب لكل اليمنيين، يقول الصوفي، إن قبائل مارب كانت النواة الصلبة الحقيقية التي تمثّل اليمنيين والتي كانت رأس الحربة في مواجه المشروع المعادي لليمن ومثّلت انتصار حقيقي لليمنيين".

ويضيف الصوفي، أن القيادة الحكيمة التي تتمتع بها مارب وغيرها من العوامل كلها مكنت مارب لأن تتصدر المشهد وتكون مأوى ومهوى كل اليمنيين وتقوم بدورها على أكمل وجه بشكل يعرفه كل اليمنيين والعرب". مؤكداً أن اليمنيين "يثقون ثقة مطلقة بأن مارب ستنصر اليمن وستغيّر المعادلة كما غيّرتها من قبل".

وإضافة إلى الدعم والإسناد المباشر الذي يقوم به اليمنون لإسناد معركة مارب على الأرض، تشهد وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي حراكاً واسعاً مسانداً لمارب والمعركة التي تخوضها ويشارك فيه أبناء اليمن في الداخل والخارج، من مختلف الأطياف السياسية والفكرية والمكونات الإجتماعية.

اقرأ ايضاً

 مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

أوام أونلاين _ تقرير خاص. للعيد نكهته الخاصة ، وفرحته العامرة في القلوب ، مهما كانت الظروف ،يحاول البعض ليعيش لحظته ولو بما يدور في خلده من ذكريات الماضي ،فيما تجسد براءة الطفولة …

 الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

تهريب حزب الله معارضين سعوديين للحوثيين بصنعاء.تدريبات عسكرية حوثية لسعوديينتعيين معارض محافظا لنجران وايواء(شيخ الاسماعيلية في اليمن والسعودية).انشاء(حركة تحرير جزيرة العرب المسلح…

 صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

أوام أونلاين _ تقرير خاص . ودعت صنعاء خاصة عام 2023 ،عام التنكيل والقمع والترهيب ونهب الممتلكات ، والاعتداء على ملاكها وهي عمليات ممنهجة ليست وليدة العام المنصرم، بل منذ احتلالها…