مشاركون بمؤتمر حول مأرب: مثلت ملاذا آمنا لليمنيين ولعبت دورا إنسانيا خلال سنوات الحرب (تقرير)

مشاركون بمؤتمر حول مأرب: مثلت ملاذا آمنا لليمنيين ولعبت دورا إنسانيا خلال سنوات الحرب (تقرير) مخيم الجُفينة أكبر مخيمات النازحين بمأرب
أوام اونلاين - خاص:
  • 24 مارس ,2021 01:59 ص

أشاد وزراء ونواب وأكاديميون وباحثون بالدور الإنساني الذي لعبته محافظة مأرب خلال سنوات الحرب وكيف تحولت ليس فقط ملاذا آمناً لليمنيين بل أيضا انسانياً لما لها من دور وإسهام كبير في المجال الإنساني.



جاء ذلك في مؤتمر الدور الإنساني للمحافظة والذي عقد على  الشبكة العنكبوتية "الانترنت " عبر منصة  الزوم، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والسياسيين وسفراء يمنيين ومهتمين بالشأن الإنساني عرب وأجانب.


وفي المؤتمر ترأسه د. محمد جميح سفير اليمن في اليونسكو، ونظمه عدد من مراكز الدراسات والبحوث وبإشراف من مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة، قدمت ثماني أوراق عمل ناقشت  الدور الإنساني لمأرب خلال سنوات الحرب ،والجهود المبذولة والحالة الإنسانية عامة.


الأمة المنسية

وفي ورقة عمل قدمها الأستاذ دكتور داوود الحدابي في المؤتمر تحت عنوان  "الأمة المنسية اليمن" تحدث عن أن مأرب تحتضن اليوم 60%من النازحين اليمنيين.


وأشار إلى انحدار الوضع وتفاقمه في اليمن عامة جراء الحرب وانعكاساته على الجانب الإنساني،لافتاً إلى  أن  اليمن منذ  6اعوام  يتجه نحو الانحدار، وإن أكبر أزمة إنسانية في العالم تعد اليوم في اليمن.



وقال  الحدابي: إن  4ملايين مواطن يمني نزحوا جراء الحرب ،60% منها في مأرب ، واستعرض في ورقته أيضاً ما تعرض له مختلف فئات الشعب اليمني من تجار ومعلمين ومن أطفال ونساء من معاناة جراء الحرب.


وأضاف "لسوء الحظ ، فإن المنظمات الدولية التي من المفترض أن تلعب دورًا نشطًا في حماية الشعب اليمني مما هم فيه ، منخرطة في قضايا أخرى من العالم. اليمن ليست قضية مهمة بالنسبة لهم.

مؤكداً إن  التنمية والازدهار يتطلبان السلام والاستقرار والنزاهة والكفاءة المهنية.


واوصى في ختام مشاركته بضرورة أن تركز وسائل الإعلام الدولية على رفع مستوى الوعي الدولي حول المحنة والأزمة الحرجة للشعب اليمني، و يُطلب من المانحين الدوليين التعهد بالمزيد من المساعدة الإنسانية  ووجوب  تنسيق المساعدة متعددة القطاعات والمتكاملة لتشمل المأوى والصحة والتعليم والغذاء والماء والمشورة والدعم الاجتماعي للأسرة.


مأرب.. التنمية والاستثمار

من جهته، استهل الدكتور نجيب غانم وزير الصحة اليمني الأسبق وعضو مجلس النواب ورقته التي قدمها بعنوان "مأرب الاستثمار في البشر ، قصة تنمية مستدامة"، بمقدمة قارن فيها بين عدد سكان مأرب قبل 2015م وما بعد 2015م ومعدل النمو بنحو 10 أضعاف نتيجة استقبالها (60٪ من إجمالي النازحين في اليمن).



وأضاف "انه على الرغم من الصراع والحرب ، وقرب  ساحات القتال من المناطق الحضرية في مأرب ، لكن مأرب استمرت توفير ملاجئ لأكثر من 2.3 مليون نازح يمني (60٪ من إجمالي النازحين في اليمن) ، وحمايتهم ، والسماح للمنظمات غير الحكومية وغيرها من وكالات الإغاثة بالعمل لصالحهم.


وتطرق في مشاركته  الى  التطورات المستدامة في أنشطة الصحة والتعليم لكل من السكان القدامى والجدد،إنشاء عشرات الكيلومترات من الطرق الجديدة،ودفع رواتب مستدامة لموظفي القطاع العام، بالاضافة الى فاعلية الدور القضائي التي تعمل على تطبيق القانون وحماية المواطنين ،وكذلك  حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان.


واشارا ايضاً الى اجتذاب مأرب خلال سنوات الحرب عدد كبير من المستثمرين بافتتاح مشاريع استثمارية جديدة ، بما في ذلك مراكز التسوق والفنادق والمطاعم ومتاجر المواد الغذائية الفائقة ومتاجر الوسائط المتعددة ومحلات صرف العملات والعيادات الخاصة والمدارس الخاصة والعديد من الأنشطة الأخرى ،وما شكلته المحافظة ايضاً من خلق فرص نمو مستدامة للنازحين.


ولفت إلى أنه  على الرغم من انهيار التعليم في العديد من المناطق ، لا سيما تلك الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي ، - خلال السنوات الست الماضية إلا أنه كان هناك تحسن في مأرب.



دور السلطة المحلية

وعن دور السلطة المحلية في مأرب 
تحدث  وكيل المحافظة الدكتور عبدربه مفتاح عن العمل الإنساني بمأرب خلال سنوات الحرب، سواء الجهود الإغاثية أو الإيوائية وكذلك في مجال  الخدمات الاساسية للنازحين سواء في المجال الصحي من 65%الى 750%  وفي مجال  التعليم كان خدمة التعليم لا تغطي 65% من الاحتياج وزادت بنسبة وصلت الى 400% والكهرباء التي كانت عبارة عن 7ميجاوت وارتفعت الى 120ميجاوات ،وغيرها من الخدمات التي قدمتها السلطة المحلية.



محافظة الإنسانية

بدوره، قال عبدالحكيم القيسي، مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة، إن محافظة مأرب اليوم هي محافظة الإنسانية فهي تحوي 3 ملايين نازح من مختلف محافظات الجمهورية، الذين قدموا إلى هذه المحافظة من أجل الأمن والأمان  والاستقرار والعيش الكريم والحياة الكريمة.


وقال إن المحافظة تقدم لهؤلاء النازحين الخدمات الأساسية مما شكل عبئا كبيرا على كاهل السلطة المحلية، فقد تضاعفت احتياجات الساكنين سواء في الإيواء او الصحة والتعليم والكهرباء ..الخ، كل هذا فاق قدرات وامكانيات السلطة المحلية التي هي محدودة، هناك تدخلات من المنظمات الدولية لكنها لا ترقى إلى تلبية الاحتياجات الكاملة للنازحين.


وأوضح أن عملية النزوح مستمرة إلى المحافظة أغلبهم من مناطق سيطرة المليشيات التي تتعمد إجبارهم بالنزوح القسري، وكذلك الفارين من بطشها وجحيمها.


وأضاف "يوجد بالمحافظة أكثر من 140مخيم يأوي أكثر من 3 ملايين نازح، غير الساكنين في المناطق الريفية أو المدينة لأسباب قبلية أو اجتماعية منعتهم من المكوث في مخيمات النزوح".


وتابع "هؤلاء اليوم بحاجة ماسة إلى مساندة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة يجب أن تضطلع بدورها  خدمة النازحين وتقديم العون لهم وحمايتهم مما يتعرضون له سواء الاعتداءات بالقصف أو الحالة المادية وغيرها".


وقال "لا شك أننا اليوم في محافظة مأرب نتعرض للكثير من المصاعب يتطلب من الجميع بالوقوف معنا".



رعاية المرأة والطفل

من جهتها، استعرضت الدكتورة ريم بحيبح في ورقة قدمتها عن "الأضرار النفسية للمرأة والطفل خلال سنوات الحرب" وكيف شكلت مأرب مأوى ل ٣١٣،٥٣٣ أسرة نازحة موزعة على ١٤٣ مخيم  وجهود  السلطة المحلية في توفير بعض الرعاية في الجانب الصحي للنساء وهذا ما يتوافق مع القوانين والأعراف الدولية.


وقالت "لكن للأسف الجهد المبذول لا يقابل الزيادة المتنامية في أعداد النازحين خاصة مع موجة النزوح القادمة من محافظة الجوف التي بدأت منذ مارس العام السابق ٢٠٢٠ ولا زالت مستمرة إذ أنه و بحسب إدارة المخيمات بالوحدة التنفيذية يذكر تقرير العام السابق أنه تم إنشاء ١٢ مشروع تخدم القطاع الصحي وقد استفادت منه ٦٩،٧٩١ أسرة وهنا نلاحظ العجز الكبير بحساب الفارق بين الأسر المتواجدة والأسر المستفيدة فعلياً".


وأضافت "هذا العجز له مسبباته ومن أهم هذه المسببات عدم تقديم الدعم الكافي لمحافظة مأرب في القطاع الصحي وتجاهل المجتمع الدولي للنظر إليها كمركز إنساني حيوي بحاجة للإنعاش".

 

وأجملت الصدمات النفسية التي يتعرض لها الطفل لها في "سماع أصوات الرصاص أو القذائف والصواريخ والانفجارات، وكذا مشاهدة جثث قتلى أو جرحى، وفقدان أشخاص أعزاء عليه كان يشعر أنهم أمنه وسلامته، وأوصت بإنشاء مراكز للصحة النفسية والإرشاد الأسري في محافظة مأرب ومختلف محافظات الجمهورية.


ودعت الى دعم السلطة المحلية في محافظة مأرب لإنشاء وتنفيذ المشاريع التي تصب في مجال الصحة النفسية وكذلك دعوة المنظمات العاملة في مجال الحماية للمرأة والطفل والتي تقدم خدمة الدعم النفسي لتفعيل وتكثيف عملها في الميدان خاصة في المخيمات كما اكدت ضرورة  دعوة الجهات الدولية المانحة للتركيز في تمويل المنظمات العاملة في مجال الدعم النفسي والحماية للمرأة والطفل والتوسع في هذا النطاق في محافظة مأرب كونها تأوي عدد كبير من النازحين أغلبهم من النساء والأطفال.



حضارة وتعايش

وتحت عنوان "المحافظة على الايمان بمسار  الديمقراطية ودعم المجتمع الدولي لهذا التوجه" مهد الباحث عادل دشيلة في ورقته بلمحة تاريخية عن مأرب ،التي هي مصدر الديمقراطية والحضارة والتعايش والفن والثقافة لآلاف السنين وستظل كذلك، لذلك عرف اليمنيون الديمقراطية قبل فلسفة أفلاطون وأرسطو وسقراط وذكرها في القرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك ، فإن قبائل مأرب والشعب اليمني بشكل عام يرفضون حكم الطبقة الهاشمية الديكتاتورية والثيوقراطية والديكتاتورية. لقد رأينا كيف قاوم اليمنيون المملكة المتوكلية ، وكلنا نعرف الثورات اليمنية ضد الإمامة عام 1948 ، 1955 ، 1962.


واشار الى ان الديمقراطية اليمنية  تواجه الكثير من المشاكل. لذلك فإن حمايتها مسؤوليتنا جميعًأ ويجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب اليمنيين. معًا يمكننا حماية المسار الديمقراطي من أولئك الذين قد يدمرونه بتصرفاتهم غير المحسوبة. التحديات التي تواجه العملية الديمقراطية في اليمن متعددة. بعض هذه التحديات هي الجماعات المتطرفة والمسلحة. على سبيل المثال ، يريد الحوثيون حكم اليمن بنظرية ثيوقراطية، وهذا ما لا يمكن القبول به.


وأكد أن اليمنيون يريدون الديمقراطية ويرفضون الحكم الديني والحوثيون يحاولون إقامة دولة ثيوقراطية تسببت الأيديولوجية السياسية لحركة الحوثي في رفض الشعب اليمني لها لأن ذلك يسلبهم حقوقهم السياسية والمدنية.


واوصى دشيله بضرورة قيام  المجتمع الدولي بمساعدة الحكومة اليمنية  لوقف التصعيد العسكري الإيراني ضد مأرب؛ لأن ذلك سيؤدي إلى مجازر جماعية، وسيدمر العملية السياسية التي يتحدث بها المجتمع الدولي.


واختتم الباحث عادل دشيلة ورقته قائلا "إن مأرب واليمن بشكل عام يقعان بشكل واضح في منطقة جغرافية استراتيجية ، ووصول جماعة الحوثي إلى السلطة يشكل تهديداً خطيراً للسلم الأهلي اليمني والملاحة الدولية. لن يستقر اليمن ما دامت هذه الحركة الدينية على رأس السلطة ولديها سلاح الدولة اليمنية".

 


مجتمع جديد يتشكل

وفي ورقة أخرى للأستاذ علي الويناني تحت عنوان "مأرب مجتمع جديد يتشكل" قال إن مأرب مثلت وجهة اليمنيين للنزوح خوفا من الارهاب الحوثي وان في مأرب تشكل المجتمع اليمني الجديد من كل المحافظات لأجل الحفاظ على الحياة والمستقبل وصنعت مأرب المعجزة اليمنية.


وأضاف أن في مأرب مجتمع تخلى عن تقاليده القديمة وبدأ يستوعب تقاليد مرحلة جديدة من النضال المدني الوطني .

وأكد أنه في الوقت الذي فيه صنعاء تحشد للحرب ظلت مأرب تحشد للتنمية المستدامة. 



وجدد التأكيد أن معجزة مأرب تتمثل في تشكل مجتمع مدني جديد يمارس حياته بشغف رغم ظروف الحرب والهجمات المستمرة من قبل الحوثيين بالصواريخ والطائرات المتفجرة. 


ولفت إلى أن في مأرب المجتمع أعاد هندسة نفسه بنفسه، وجيل مناضل يتربى في مأرب على معاني الحضارة والتاريخ والهوية الوطنية والتعاون والتشارك .



نموذج للدولة المدنية

من جهته، قال المحامي عبدالرحمن برمان في ورقة له إن مارب تمثل  اليوم نموذج للدولة المدنية التي يحلم اليمنيون بنائها وتكاد تكون المحافظة الوحيدة التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية والتي يمكن ان تشكل انطلاقة لبناء دولة مدنية حديثة

كما توفر المحافظة الخدمات الاساسية للسكان بما فيهم 2 مليون نازح من الكهرباء والتعليم والصحة مجاناً وكذلك فرص العمل دون تمييز.


واكد على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره تجاه مارب بالضغط لإيقاف هجوم الحوثيين عليها لما تمثله المحافظة من مأوى آمن للنازحين والذي يشكل اغلبيتهم خصوم لجماعة الحوثي وفارين من اضطهادها مثل الناشطين السياسيين والصحفيين والحقوقيين ولم يعد هناك مكان امن في اليمن يمكن الفرار إليه في حال استمرار الهجوم والقصف العشوائي على مارب.


وشدد على أهمية تواجد المجتمع الدولي بمؤسساته في مأرب خصوصاً الهيئات التابعة للامم المتحدة خصوصاً ومارب تحتضن ما يقارب 2 مليون نازح وكثير من هذه الأسر قد فقدت معيلها، كما أكد على أن الحفاظ على مارب وحمايتها لم يعد مسؤولية الحكومة اليمنية بمفردها بل اصبح مسؤولية المجتمع الدولي لان سقوط مأرب بايدي الحوثيين ينهي أي أمل لتحقيق السلام فجماعة الحوثي يصعب اقناعها بالجلوس على طاولة المفاوضات ومن الصعب إقناع اليمنيين بالوثوق في المجتمع الدولي مرة اخرى او القبول بحكم المليشيات وسنكون أمام حرب طويلة الأمد و انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان.

اقرأ ايضاً

 مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

مأرب :أجواء عيدية ممزوجة بالألفة والمحبة والنضال

أوام أونلاين _ تقرير خاص. للعيد نكهته الخاصة ، وفرحته العامرة في القلوب ، مهما كانت الظروف ،يحاول البعض ليعيش لحظته ولو بما يدور في خلده من ذكريات الماضي ،فيما تجسد براءة الطفولة …

 الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

الحوثي يحتضن المعارضين السعوديين.. وسيلة ضغط أم تدشين لمهمة إقليمية بدلاً عن حزب الله؟

تهريب حزب الله معارضين سعوديين للحوثيين بصنعاء.تدريبات عسكرية حوثية لسعوديينتعيين معارض محافظا لنجران وايواء(شيخ الاسماعيلية في اليمن والسعودية).انشاء(حركة تحرير جزيرة العرب المسلح…

 صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

أوام أونلاين _ تقرير خاص . ودعت صنعاء خاصة عام 2023 ،عام التنكيل والقمع والترهيب ونهب الممتلكات ، والاعتداء على ملاكها وهي عمليات ممنهجة ليست وليدة العام المنصرم، بل منذ احتلالها…