هكذا يستخدم الحوثيون مادة الغاز للتجنيد والتربح المالي ومعاقبة المواطنين (تقرير)

هكذا يستخدم الحوثيون مادة الغاز للتجنيد والتربح المالي ومعاقبة المواطنين (تقرير)
أوام اونلاين - خاص:
  • 05 مارس ,2021 05:29 م

لم تبق مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، أي شيء يتعلق بحياة المواطنين الواقعين تحت سيطرتها، إلا وتاجرت به في أسواقها السوداء، لتجني إيرادات كبيرة تسخرها للحرب على اليمنيين وثراء قياداتها ومشرفيها الميدانيين، الذين يتطاولون في البنيان ويقتنون أحدث السيارات.


 مادة الغاز المنزلي واحدة من هذه السلع التي تتاجر بها على حساب حياة المواطنين، على الرغم من أنها سلعة حيوية لا غنى لهم عنها، ولكنها لا تكتفي بالتحكم ببيعها بأسعار مرتفعة بما يعود عليها بأرباح كبيرة، بل تضيف إلى ذلك استخدامها كسلاح في الحرب من خلال التحكم بالتوزيع والمستفيدين لشراء الولاءات وتجنيد المقاتلين، علاوة على خلق أزمات مستمرة من قبيل إخفاء هذه المادة في الأسواق لأهداف سياسية واقتصادية.


يُنتج الغاز المنزلي من مأرب عبر شركة صافر الحكومية وتوزعه على جميع المحافظات دون استثناء، بما يغطي الاحتياج المحلي، وهذا ما حافظت عليه السلطة المحلية بالمحافظة منذ بدء الحرب، رافضة قطعه أو تقليصه على السكان الواقعين تحت سيطرة الحوثي، كما ينادي البعض لحرمانه من الموارد، وتنطلق في موقفها الثابت هذا من أن الغاز ثروة سيادية لكل اليمنيين ولا يمكن معاقبة جزء منهم بجريرة وقوعهم تحت سيطرة الانقلابيين.


استغلال سلعة حيوية 


ولكن ورغم استمرار شركة صافر في تزويد جميع المحافظات بحصصها من الغاز، فإن الحوثيين يتعمدون بين فترة وأخرى خلق أزمات متكررة بإخفاء هذه المادة بهدف رفع أسعارها في أسواقهم السوداء واستغلاله عسكريا للتجنيد وسياسيا للتحريض ضد السلطة الشرعية والسلطة المحلية بمأرب بافتراءات كاذبة من قبيل إيقاف الغاز عن مناطق سيطرتهم.


ومع الحملة العسكرية الحالية التي يشنها الحوثيون على المحافظة منذ مطلع فبراير الماضي، أطلقوا حملة أكاذيب في وسائل إعلامهم المختلفة وعبر عقال الحارات والأرياف خلاصتها أن السلطة المحلية قطعت الغاز، بعد أن مهدوا لهذه الأكاذيب بخلق أزمة وربطها بغيرهم، بهدف تجنيد المزيد من المقاتلين ضمن حملتهم على المحافظة، عدا عن تحقيقهم إيرادات كبيرة من خلال رفع الأسعار.


وضمن نهجهم المعروف في استغلال أساسيات حياة الناس، وإجبارهم على تقديم الولاء لهم من خلال تجنيد أبنائهم للقتال، أطلق الحوثيون قبل أيام في العاصمة صنعاء حملة تبرعات قسرية مقابل الحصول على الغاز المنزلي.


ووفقا لمصادر، يقوم نظام حشد التبرعات الجديد لتمويل حملتهم العسكرية على مأرب، على دفع مبلغ مسبق غير محدد، كشرط للحصول على بطاقة الخدمة (أي الحصول على إسطوانة غاز)، عبر برنامج حصص يديره مشرفون ومتعهدون تابعون لهم في أحياء المدن والقرى.


ويتفاوت سعر الإسطوانة داخل صنعاء نفسها، فبعضهم يحصل عليها بمبلغ ٤٣٥٠ ريالا، وبعضهم بما يفوق خمسة ألف ريال، وآخرون بأكبر من هذا المبلغ، ويعود هذا التضارب للمشرفين الحوثيين الذين يتربح كل واحد منهم بحسب ما يناسبه، ما توريد معظم الإيرادات لقيادتهم.


ويصل سعر الأسطوانة الواحدة في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون إلى عشرة ألف ريال، وتتجاوز عشرين ألفا في القرى البعيدة، وجميع عملية بيع وتوزيع الغاز يتم عبر الحوثيون أنفسهم، بعدما منعوا مسؤولي ومندوبي شركة صافر في محافظاتهم من القيام بواجبهم.


سعر رسمي منخفض وزيادة الحصص


وهذه الأسعار المرتفعة التي يتحكم بها الحوثيون، تفوق السعر الرسمي للإسطوانة الواحدة من شركة صافر، بأضعاف كثيرة، ويكفي أن السعر الرسمي المعتمد من دائرة صافر للغاز هو (2300 )ريال للإسطوانة الواحدة بينما لا يتجاوز سعرها بعد إيصالها إلى العاصمة صنعاء وباقي المحافظات من ( 3100 إلى 3500) ريال للإسطوانة الواحدة كحد أعلى، بحسب تصريحات المهندس محسن وهيط، مدير دائرة الغاز بصافر، والذي تحدث في مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي. شاهد بالفيديو كلام وهيط:




وأكد المسؤول ذاته فب المؤتمر الذي خصص للرد على أكاذيب الحوثيين، أن الشركة لم ترفع أسعار الغاز، وأنها مستمرة في تزويد جميع المحافظات بالسعر الرسمي وبنسبة أكبر خلال العام الحالي 2021 مقارنة بالعامين الماضيين 2019-2020م.


وأوضح وهيط اأن "دائرة صافر زودت محافظات ( أمانة العاصمة - صنعاء - ذمار - عمران - صعدة- الجوف - حجة - المحويت - إب - تعز - الحديدة- البيضاء- ريمة) بـ 2663 مقطورة غاز خلال شهري يناير وفبراير من العام الحالي 2021م".



ويتراوح حمولة المقطورة الواحدة بين (24- 26 طناً) من الغاز، وأن الطن يحتوي على 100 إسطوانة غاز عبوة 60 رطلاً.



من جهته جدد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح التزام التأكيد على أن الحكومة الشرعية ممثلة بالسلطة المحلية بمحافظة مأرب بإيصال كافة الخدمات وفي مقدمتها مادة الغاز المنزلي إلى جميع أبناء الشعب اليمني بما في ذلك القاطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين".


ونفى مفتاح "الأنباء التي تروج لها وسائل إعلام المليشيات الحوثية ونشطاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن قطع دائرة صافر لمادة الغاز عن المنزلي عن المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات".


وأكد أن "مليشيات الحوثي الانقلابية تسعى من وراء نشر مثل هذه الشائعات إلى إثارة البلبلة في مناطق سيطرتها واستغلالها للتحشيد والتجنيد لعدوانها الفاشل الذي تشنه على محافظة مأرب منذ عدة أسابيع، بالإضافة إلى مساعيها لافتعال أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي في كل المحافظات الخاضعة لسيطرتها بهدف إنعاش أسواقها السوداء للمشتقات النفطية والغاز المنزلي الذي يعتبر واحدا من أهم مصادر تمويل حربها على اليمنيين ومصدر من مصادر تحقيق الثراء لقادتها".


ولفت مفتاح الى أن "المليشيات الحوثية عطلت كل مؤسسات الدولة في مناطق سيطرتها وفي مقدمتها المؤسسات الخدمية بما يمكنها من استغلال الخدمات الأساسية لأهدافها الخاصة".


وأشار إلى أن "المليشيات أوقفت كل وكلاء شركة صافر الرسميين في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها واستبدلتهم بعقال الحارات الموالين لها حتى تستغل الغاز في التحشيد والتجنيد وتوزيعه على أتباعها وتمنعه عن عامة المواطنين".


حصص المحافظات من الغاز 


وحصل موقع "أوام أونلاين" على كميات التوزيع لكل محافظة خاضعة للحوثيين للعام الماضي والشهرين الأولين من العام الجاري.


وخلال العام الماضي، وزعت دائرة صافر للغاز 16982مقطورة على المحافظات التالية:


الأمانة  2058 مقطورة.

صنعاء 3629 مقطورة 

إب 2154 مقطورة

تعز 2047 مقطورة

الحديدة 1456 مقطورة

حجة 758 مقطورة

ذمار 1141 مقطورة

صعدة 678 مقطورة

البيضاء 616 مقطورة

المحويت 516 مقطورة

الجوف 347 مقطورة

عمران 324 مقطورة

ريمة 258 مقطورة 


أما كميات الغاز المنزلي الموزعة خلال يناير وفبراير الماضيين، فهي كالتالي:


الأمانة 298 مقطورة.

صنعاء 568 مقطورة

إب 347 مقطورة

تعز 312 مقطورة

الحديدة 217 مقطورة

حجة 158 مقطورة

ذمار 157 مقطورة

صعدة 135 مقطورة

البيضاء 87 مقطورة

المحويت 87 مقطورة

الجوف 65 مقطورة

عمران 194 مقطورة

ريمة 36 مقطورة.


اقرأ ايضاً

 صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

صنعاء تودع عام آخر من القمع والترهيب والنهب (تقرير).

أوام أونلاين _ تقرير خاص . ودعت صنعاء خاصة عام 2023 ،عام التنكيل والقمع والترهيب ونهب الممتلكات ، والاعتداء على ملاكها وهي عمليات ممنهجة ليست وليدة العام المنصرم، بل منذ احتلالها…

 هيلان الأهمية العسكرية والاقتصادية .

هيلان الأهمية العسكرية والاقتصادية .

.أوام أونلاين ـ وليد الراجحي . هيلان ..احد اهم المرتفعات في مأرب ، كونه يطل على عاصمة المحافظة ،وخطوط إرتباطها بعدد من المحافظات المجاورة .هيلان إسم شهير من قبل الحرب التي فرضها ا…

 تحركات وتعزيزات حوثية في جبهات مأرب خلال ال٢٤ساعة الماضية (تقرير) .

تحركات وتعزيزات حوثية في جبهات مأرب خلال ال٢٤ساعة الماضية (تقرير) .

أوام أونلاين _ مأرب تقرير خاص .تشهد جبهات مأرب تحركات، ووصول تعزيزات حوثية على مدى أكثر من شهر ،في مختلف قطاعات جبهات مأرب. ويرصد موقع أوام أونلاين، أبرز التحركات والتعزيزات وفقا …