أضحت محافظة إب وسط اليمن بقعة منكوبة بجرائم مليشيا الحوثي الانقلابية، ورقعة سوداء جراء انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين، ووصل الحال إلى ضرب النساء حتى الموت.
ألاف الجرائم والانتهاكات ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المواطنين في محافظة إب، تنوعت بين القتل والاختطافات، وتفجير المنازل، والاعتداء على النساء، واختطاف الأطفال.
وبحسب تقارير حقوقية فقد بلغت جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق المدنيين حتى نهاية العام ٢٠١٩، ١٤٣٩٨ انتهاك.
أبرز الجرائم
في الثامن عشر من أكتوبر ٢٠١٤ ارتكبت مليشيا الحوثي أكبر الجرائم بحق الطفولة، وصنعت افضع صور الحرب بقتل الطفل أسامة بدير.
فعند إجتياح المليشيا مديرية يريم فجرت منزل الشيخ علي بدير، وقتل الطفل أسامة ذو العشرة الأعوام وحفيد الشيخ بدير، لكن المليشيا لم تكتفي بقتل أسامة، عملت على تفخيخ جثمانه إلى جوار منزل جده المهدم.
جريمة أخرى وقعت في السابع من سبتمبر ٢٠١٨، حيث أقدم حوثي يدعى عبدالله الديلمي على قتل طفل بسبب اتساخ ثوبه جراء ركل الطفل كرة قدم كان يلعب بها بإتجاه الديلي.
حيث كان الطفل عبدالرحمن أكرم عطران يلعب كرة القدم في ساحة مشتركة بين منزله ومنازل عدد من جيرانهم بمدينة اب ليصادف مرور المشرف الحوثي للطريق والذي اصدمت به الكرة دون قصد.
وفوجئ المارة بمشاهدة الديلمي وهو يخرج مسدسا ويطلق رصاصة على رأس الطفل بعد ان امسكه بشعره وصوب المسدس على رأسه بشكل مباشر.
قتل أئمة المساجد
في الخامس عشر من أبريل وفي صباح الجمعة أقدمت مليشيا على إعدام الشيخ بشير شحرة إمام وخطيب الجامع الكبير أمام منزله بمدينة إب.
حيث هاجمت عناصر تابعة للحوثيين منزل الإمام بشير شحرة وقتلوه بطريقة بشعة أمام زوجته وأولاده ثم قاموا بسحل جثته في محيط المنزل، بعد أن منعوا سكان وأهالي الحي من الدخول أو الخروج.
وحسب رواية الشهود فإن سبب إعدام الإمام يعود إلى رفضه الالتزام بخطبة الجمعة الصادرة عن المليشيا ، الأمر الذي جعلهم يتهمونه بأنه على تواصل بالجبهة الشعبية وهو ما نفته أسرته.
آخر الجرائم
آخر صور جرائم المليشيا في إب، الاعتداء على امرأة بالضرب حتى الموت، وقالت مصادر محلية إن عناصر من المليشيا في مديرية العدين بمحافظة بقيادة المدعو "أبو بشار" داهمت منزلا تسكنه أسرة المواطن "محمد مقبل العشاري" فجر الخميس، بحجة البحث عن رب المنزل كونه "مطلوب أمنيا".
وبحسب مصادر محلية فقد اعتدى عناصر الميليشيا على زوجة صاحب المنزل "ختام علي عبدالكريم العشاري" بالضرب أمام أطفالها، بحجة التستر على الزوج، قبل أن يغادروا وهي في حالة سيئة، لتفارق الحياة عقب ذلك.
أهداف سرية
ويرى مراقبون لمجريات الحرب أن هذه الجرائم وغيرها ليست عفوية بل مخطط لها، ووضعت الجماعة أهدافا من وراء ذلك.
حيث تراهن المليشيا التابعة لإيران على جرائمها المتعددة لإرهاب المواطنين الرافضين لها ولافعالها، وتهدف من وراء ذلك لقمع اية مقاومة قد تتشكل في وجه الجماعة.
وبحسب مصادر خاصة فقد عينت قيادة المليشيا في يناير ٢٠١٩ عبدالرب جرفان القيادي في الجماعة على رأس فريق خاص لإدارة هذه الجرائم والتخطيط لها، وقمع المعارضين والرافضين لانقلاب الجماعة.
جرائم مغيبة
المدير التنفيذي لمنظمة الجند لحقوق الإنسان وليد الجعور قال في تصريح خاص إن الحديث عن إحصاءات لجرائم المليشيا الحوثية في إب حديث يفتقر للدقة ، فما يعلم و ينشر من انتهاكات و جرائم لا يمثل 5 ٪ من واقع الانتهاكات.
وعن السبب في ذلك يقول الجعور " نتيجة للإرهاب الذي تمارسه المليشيا الناس تحجم عن الحديث عن الانتهاكات خوفا من ردة فعل المليشيا، بالإضافة إلى أن حضور الراصدين و نشطاء المنظمات الحقوقية ضعيف للغاية و لم تعد في المحافظة إي تواجد للمنظمات الحقوقية المحلية أو الدولية".
ووصف الجعور حال المواطنين الواقعين تحت سيطرة المليشيا بأنهم أشبه بالمختطفين، مشيرا إلى أن الانتهاكات التي رصدتها منظمة الجند لحقوق الانسان خلال خمس سنوات بلغت 14398 حتى نهاية 2019 م .
وأوضح" جرائم المليشيا بحق المواطنين في إب تضاعفت لسبب واضح وهو أن السلوك الاجرامي للمليشيا نابع عن ثقافة عنف و إرهاب تشبع بها المليشيا الحوثية و نتج عنها سلوك ارهابي ممنهج و مستدام و ليس جرائم فردية،
كما اعتقد أن المليشيا الحوثية كلما منيت بخسائر سياسية او عسكرية انتقموا من المدنيين".
و أضاف" يبدو ان سلوك المليشيا الاجرامي هو إحدى وسائلها للضغط علي العالم الخارجي و ابتزاز المجتمع الدولي ، و استثمار لتساهل المجتمع الدولي مع جرائم و مليشيا الحوثي و عدم تصنيفهم كحركة إرهابية".