أعلن رئيس الجمهورية عبدر ربه منصور هادي مساء اليوم الجمعة، عن تشكيل حكومة المناصفة بين محافظات الشمال والجنوب، وذلك بعد أكثر من 13 شهرا على توقيع اتفاق الرياض، ونحو 5 أشهر من المشاورات وتكليف معين عبد الملك بتشكيلها.
وقضى القرار الجمهوري رقم 7 لسنة 2020م بتسمية أعضاء ما تسمى بـ"حكومة الكفاءات" والبالغ عددهم 24 وزيرا حسب اتفاق الرياض وبمشاركة كافة القوى السياسية و "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا.
وجاء تشكيل الحكومة على الرغم من أن الكثيرين لا يعتقدون أنه تم تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق بالشكل المطلوب بما يؤدي لانسحاب "المجلس الانتقالي" من العاصمة المؤقتة عدن، وكذلك من جزيرة سقطرى التي سيطر عليها بانقلاب مسلح في يونيو الماضي.
ورصد موقع " أوام أونلاين " عقب اعلان تشكيل الحكومة، أبرز الردود والتناولات لأبرز الناشطين والسياسيين على الساحة اليمنية.
مرحلة جديدة
وعبر مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أحمد عبيد بن دغر عبر صفحته في تويتر باعلان الحكومة ستبدأ مرحلة جديدة عنوانهة الشراكة ولم الشمل وقال : بإعلان الحكومة الجديدة، بدأت مرحلة مختلفة، عنوانها الشراكة، تتطلب تضميد الجراح، والقبول بالآخر ، والذهاب نحو مصالحة وطنية شاملة تجب ماقبلها، تبدأ بالمناطق المحررة، الولاء لليمن الموحد في دولة اتحادية.
وأضاف :الحوثي عدونا المشترك، وعلينا الآن أن نوحد الصفوف، سيعبِّر التعاون في المواجهة الوطنية مع الحوثيين عن مدى ارتقاء وعينا لمستوى هذه اللحظة التاريخية، تهانينا ودعمنا للدكتور معين عبدالملك وزملائه في الحكومة الجديدة.
العودة الفورية
من جهته قال سفير اليمن في منظمة اليونيسكو الدكتور محمد جميح : يجب أن تعي الحكومة أن المتوقعين لفشلها والمتربصين بها كثير، ويجب أن يكون ذلك دافعاً لها للنجاح.
وقال جميح : مع صدور قرار جمهوري بتشكيل الحكومة، وبعد تعطيل تشكيلها لأكثر من عام، ينبغي أن تكون الخطوة الأولى لها هي العودة الفورية للعاصمة المؤقتة عدن، والعمل بانسجام من داخل الوطن.
شارة خير
وقال الكاتب والمؤرخ عادل الاحمدي بأن إعلان الحكومة، وإن تأخر، إلا أنه شارة خير، ونسأل الله التوفيق للدكتور معين عبدالملك وكافة الوزراء، وبانتظار عودتهم إلى أرض الوطن.
وأضاف الأحمدي : الناس يائسون ومحبطون والحكومة أمام تحد كبير فعلا.. ومعظم الوزراء يتابعون مواقع التواصل فقولوا لهم ما يفيد وينور، لا ما يزيدهم عمى.
غير شرعية
بدوره، قال الصحافي كمال السلامي في صفحته على موقع فيس بوك إن الإعلان عن تشكيلة الحكومة برئاسة معين عبدالملك، يذكرنا بمشهد تشكيل حكومة خالد بحاح، عقب التوقيع على اتفاق السلم والشراكة.
وأضاف: إن هذه الخطوة، باعتقادي أنها لن تساهم في معالجة آثار الانقلاب الثاني، ولن تفضي إلى مرحلة سلام، يجري فيها توحيد الصفوف لمواجهة الانقلاب الأول، بل إنها تؤصل لمرحلة جديدة، يصبح فيها الصراع داخل الشرعية.
وتابع "بعد اتفاق السلم والشراكة الموقع عليه في21سبتمبر 2014، أصبح المتمردون الحوثيون جزءًا من الشرعية، وبذلك حصلوا على الشرعية التي لطالما حلموا بها، وبعد أسابيع قليلة، شرعوا في فرض مشروعهم بقوة السلاح، مستمدين قوتهم من الشرعية التي منحهم إياها اتفاق السلم والشراكة، الذي أشرفت عليه الدول الراعية للمبادرة الخليجية".
جزء من الشرعية
وأكد السلامي: أن الانتقالي اليوم يحقق نفس المكسب، فهو بعد توقيع اتفاق الرياض، وبعد انخراطه في التشكيلة الحكومية لم يعد متمردا، بل أصبح جزء من الشرعية، وخلال المرحلة المقبلة سيبني على هذا الإنجاز لتبرير تجاوزاته، وستقوم الإدارة الذاتية التي جمّدها صوريا، نسخة أخرى من اللجنة الثورية، وسندخل في دوامة جديدة لا أفق لها... مضيفاً أنه لا نصر ولامكاسب للشعب ولا للشرعية فيما يجري، وحده الانتقالي هو الكاسب.
العودة بشكل دائم
من جانبه عبّر وزير الأوقاف والأرشاد السابق القاضي احمد عطية عن مباركته لتشكيل الحكومة متمنيا عودتها للوطن بشكل دائم وليس مؤقت.
من جانبه، قال الصحفي عبدالله دوبلة: اذا تهيأت الظروف وتوفرت الامكانات قد تكون الحكومة الجديدة أفضل من الحكومات التي سبقتها.. نتمنى لها التوفيق.
الجدير بالذكر أن الحكومة الجديدة ستجد على طاولتها ملفات ساخنة وعديدة، أبرزها تدهور العملة الوطنية، وانقاذ الاقتصاد الوطني، والجبهات العسكرية المختلفة، ومرتبات المدنيين، ومرتبات الجيش الوطني والاختلالات الأمنية في المناطق المحررة وغيرها.