يعيش اليمنيون واقعا مأساويا على كافة مناحي الحياة منذ انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً قبل ستة أعوام وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح وعدم قبولها بالتعايش والشراكة مع كافة القوى والمكونات السياسية والاجتماعية المناهضة لأيدولوجيتها الدينية.
وغدا تحل الذكرى السادسة للنكبة التي دفعت اليمنيين إلى أتون الفوضى والحرب والأزمات والمآسي والتشظي والانقسام مع إصرار الحوثيين على رفض السلام والمضي في تنفيذ مشروعهم المتخلف والكهنوتي والذي يواجه بمقاومة شعبية أفشلته في التحكم بكامل البلد وستنهي انقلابه بعزيمة وإرادة الأحرار.
وظهرت مع مرور الوقت مآلات ونتائج الانقلاب المليشياوي المسلح، حيث بات اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، كما يعمل الحوثيون على تدمير الهوية اليمنية وهدم الدولة وطمس معالم الجمهورية والعودة باليمنيين إلى أزمنة غابرة حتى يسهل لهم حكم الشعب وتأسيس نظام مشابه لنظام ولاية الفقيه الإيراني.
دوامة الحرب
وفي هذه الذكرى السيئة، يقول الصحفي والمحلل السياسي فؤاد مسعد في تصريح لـ"أوام أونلاين"، إن كارثة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران فتحت على اليمن واليمنيين أبواب الجحيم، وأدخلت البلد في دوامة الحرب الدامية التي وصلت أضرارها كل بيت في اليمن.
وأضاف أن اليمنيين يعيشون حرباً دموية شملت كل محافظات اليمن على مدى ست سنوات، وتحديداً منذ أعلنت مليشيا الحوثي انقلابها على الدولة، موضحاُ أن المليشيا لم تترك شيء في البلاد خلال هذه السنوات إلا وطالته يدها، حيث قامت بنهب مؤسسات الجيش والأمن واجتياح المحافظات وقتل المدنيين والسطو على الممتلكات العامة والخاصة؛ فضلاً عن قيام تلك العصابات بتفجير المساجد والمدارس وتدمير المنازل وخطف الأبرياء.
وأشار إلى أنه لن يتم الخروج من هذه الدوامة إلا بتطبيق مرجعيات السلام المعروفة ممثلة بالمبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216، مؤكدا في الوقت ذاته أن أي اتفاق سلام مع الحوثيين لا يضع ذلك في عين الاعتبار، فإنه يضع الألغام في طريق المستقبل لأن بقاء السلاح في يد المليشيا الانقلابية لا يعني إلا أن تبقى أبواب الحرب مفتوحة على اليمنيين.
بوابة الجحيم
وتأتي الذكرى السادسة للنبكة في ظل تزايد أعداد المقابر لمشروع الموت الحوثي واختفاء كل مظاهر الحياة والأمل، وتغييب واخفاء المئات من المدنيين الأبرياء مختطفين ومخفيين في السجون، بالإضافة إلى استمرار نزوح أكثر من مليوني شخص عن منازلهم.
ويرى الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي، أن يوم النكبة كان بوابة الجحيم لليمنيين، حيث أصبح أكثر من 3 مليون يمني مشرد، كما يعيش اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم بوقتنا الحالي حسب احصائيات منظمات دولية، بالإضافة إلى احتياج كبير لأكثر من 85% للمساعدات الاغاثية بمختلف اشكالها سوى "الغذائية، الصحية".
وأشار في تصريحات لـ"أوام أونلاين" إلى أن النكبة تسببت في ضياع وتلاشي قيم التعايش وظهور وتنامي المناطقية والمذهبية والعرقية، وأصبحت تمثل تهديد لوحدة اليمن، مضيفاً أنها فرضت على اليمن عزلة دولية وإقليمية لأنه لا يمكن لدول العالم ان تتعامل مع عصابة انقلابية.
وربط العليي عودة الأمراض والأوبئة والجهل والخلافات والحروب والمآسي بعودة الإمامة في نكبة 21 سبتمبر 2014، قائلاً، إن اليمن أصبحت بلا تعليم ولا صحة لدرجة أن فيروس شلل الأطفال ظهر في محافظة صعدة معقل الحوثيين بعد ان تم اعلان اليمن خالية من هذا الفيروس في 2006.
وأوضح أنه لا يمكن تجاوز هذه المشكلات والكوارث التي خلفتها نكبة 21 سبتمبر وإصلاح ما أنكسر في السنوات الست الماضية إلا بتجاوز انقلاب مليشيا الحوثي، داعياً كل يمني للقيام بدوره في تحقيق هذا الهدف حتى عودة الجمهورية ومبادئها وقيمها.