قالت الوحدة التنفيذية الحكومية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، إن عدد الأسر التي نزحت من مديرية مدغل جراء الحرب الأخيرة تقدر بحوالي 1580 أسرة نازحة ولا يزال العدد مرشح للزيادة، يقيمون في مراكز إيواء مؤقتة بالمحافظة في المدارس والمساجد والمرافق الحكومية, فضلاً عن عدد من الأسر التي لم تتمكن من النزوح حتى الآن بسبب الحرب المفروضة من مليشيا الحوثي على المنطقة.
وقال سيف مثنى المدير العام للوحدة، إن التقرير يعد أوليا ويهدف للتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية للتخفيف من معاناة النازحين الجدد من خلال تلبية الاحتياجات العاجلة وتحسين أماكن الإيواء.
مديرية النزوح
تقـع مديريـة مدغـل في شمـال غـرب محافظـة مـأرب يحدهـا مـن الشـمال مديريـة مجـزر ومـن الغـرب والجنـوب مديريـة ِنـهْم صنعـاء وتعتـبر مديريـة مدغـل مـن المديريـات الأبـرز في المحافظـة الـتي احتضنـت الآف النازحـين مـن مناطـق الصـراع في مديريـتي مجـزر ونهـم، حيــث يبلــغ إجمــالي عــدد النازحــين في المديريــة أكثــر مــن 20 ألف نـازح بسـبب الاشـتباكات واحتـدام المعـارك ودخـول مخيمـات النازحـين في المديريـة في خـط الصــراع اضطــرت الآلاف مــن الأســر لتــرك مســاكنهم والــتروح منهــا والبعــض منهــم نــزح للمــرة الثانيــة والآخــر للمــرة الثالثــة.
كمــا إن البعــض منهــم خــرج ســيرًا علــى الأقــدام وتركـوا كل مـا لديهـم مـن مـأوى وإيـواء الـذي لم يتلـف مـن آثـار السـيول والريـاح السـابقة، وقــد نزحــوا إلى مديريــات صــرواح والمدينــة والــوادي والبعــض منهــم نــزح إلى مواقــع قريبـة بداخـل المديريـة والـتي تبعـد الى حـد مـا عـن أماكـن الخطـر.
وكمـا أنهـا لم تنتهـي بعـد المأسـاة الأولى الناتجـة عـن السـيول الـذي جرفـت بعـض المخيمـات ومواقـع النازحـين في جميـع مديريـات المحافظـة مـع انعـدام أي تدخـلات مـن قبـل شـركاء العمـل الإنسـاني للمتضرريــن مــن الســيول ســابقًا في المديريــة والــذي ســبق رفــع تقريــر عنهــا في تاريــخ ١٥ أغسـطس ٢٠٢٠م ومـع توقـع مـن الأرصـاد الجـوي بـإن محافظـة مـأرب ستشـهد موجـة أمطــار غزيــرة خــلال الايــام القادمــة لتضيــف مأســاة لا تنتهــي للنازحــين في مديريــات المحافظـة.
أماكن النازحين
وكشف التقرير الذي حصل "أوام أونلاين" على نسخة منه، عن أماكن النازحين من مديرية مدغل إلى محافظة مأرب، حيث نزحت (652) أسرة إلى أطراف مدغل و(326) أسرة نزحت إلى مديرية الوادي و(250 ) أسرة نزحت إلى مديرية المدينة و (212) أسرة نزحت الى مديرية صرواح و (40 ) اسرة نزحت الى مديرية رغوان ولا يزال العدد في تزايد.
وتسببت الحرب العدائية من مليشيا الانقلاب الحوثية على المحافظة في الفترة الماضية في كارثة إنسانية تمثلت في تشريد أكثر من 20 ألف نازح من مديريتي مدغل ومجزر بعضهم نازح للمرة الثانية والبعض للمرة الثالثة.
وتفاقم أزمة النزوح الجديدة الأوضاع الإنسانية للنازحين الموجودين في المحافظة والذين يقدر عددهم بحوالي مليون و 800 ألف شخص من مختلف مناطق الجمهورية يتوزعون على أكثر من 140 مخيما أكبرها مخيم الجُفينة والذي يعتبر من أكبر المخيمات في الشرق الأوسط بحسب تصريحات، سيف مثنى مدير الوحدة الحكومية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة.
وفي تصريحات لـ"أوام أونلاين" يقول مثنى إن هذا العدد المتزايد للنازحين يشكل لهم ضغطا كبيرا وعجزا في تغطية احتياجاتهم ولولا دعم السلطة المحلية لما كان بوسعهم التعامل مع هذا العدد الكبير.
وشدد التقرير على ضرورة توفير جملة من الاحتياجات ومساعدات الإيواء العاجلة، على رأسها مياه الشرب والمساعدات الغذائية والفرش والبطانيات وحليب الأطفال، والأدوية، ومبيدات رش للبعوض.
وتطلعت الوحدة التنفيذية إلى الدور الذي ستقدمه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية لاحتواء هذة الكارثة الإنسانية.