أوام أونلاين - خاص:
ناجي ناصر صعنون مأساة طفل في الـ14 من العمر ، يبحث عن قدم بترها لغم حوثي ، وأفقده ابن عمه وصديق طفولته، في منطقة الجدعان شمال محافظة مأرب.
تشارك الاثنان طفولتهما كما تشاركا عملية رعي الأغنام، ولم يفرقهما سوى ألغام الحوثيين الذين زرعوها في تلك المنطقة قبل دحرهم منها، وتلك واحدة من المآسي التي خلفوها للسكان وفي مقدمتهم الأطفال الذين يحرمون من حقهم في العيش بأمان وسلام.
ناصر صعنون متحدثا لموقع أوام أونلاين
حال مئات الأطفال
يتحدث ناجي لـ"أوام أونلاين" بلسان حال مئات الأطفال، الذين قضوا أو بترت أعضائهم بألغام الحوثيين، حيث تدمي كلماته القلب وهو يشرح تفاصيل قصته، متكئاً على طرف صناعي، خفف من معاناته لكنه لم ينه يبعد عنه آلام التي عاشها وهو بلا رجل.
يقول " لم أعد أستطيع لعب كرة القدم ، كما لم استطيع مشاركة زملائي الدراسة".
كان في العاشرة من العمر ، حينما غادر واثنان من أبناء عمومته إلى منطقة التي اعتادوا رعي الأغنام فيها ، قبل سيطرة الحوثي على قريته في العام ٢٠١٥م وحتى ٢٠١٦م.
يقول ناجي إنه لم يكن يعلم حين جاءت لحظة العودة إلى منزلهم أن الحوثي قد زرع المنطقة التي كانت آمنة بالنسبة لنا بالألغام، فكانت الفرحة ناقصة ومكلفة وثمنها قدمه التي خسر بغيابها متعة ممارسة حياته بشكل طبيعي.
يضيف وهو ينظر إلى قدمه الصناعية "جاء الحوثيون وزرعوا الألغام التي أخذت قدمي ، حرموني متعة الخروج كما كنت قبل الحادثة".
يحلم بقدم صناعي
ناجي رغم مأساته يتحدث عن مأساة كثير من أولئك الذين قال إن الحوثي دمر حياتهم وحرمهم طفولتهم، ويصب جام غضبه عليه قائلاً:"لم يبقِ الحوثي مكانا إلا وزرع فيه الألغام، طرقنا، مدارسنا، ملاعبنا".
لقد حاصر الخوف هذا الطفل كما يضيف في سرد قصته، ولم يعد بإمكانه الخروج بآمن لمناطق لهو طفولته، تلك الأماكن التي له معها "ارتباط وذكريات"، خشية أن يفقدنا لغم لعين حياتنا أو القدم الأخرى، في إشارة لزراعة الحوثي المنطقة بالألغام.
يتابع والحسرة تكسوا وجهه "هناك أطفال ونساء بترت أقدامهم وبعضهم بترت أياديهم بالألغام ، واستشهد عبدالله الذي كنا معاً نرعى الأغنام في ذات الحادثة".
بين العوز وقلة ذات اليد يختم ناجي قصته "اختطفت الألغام منا أقداماً وأذرعا وأصدقاء ، وأخذت الحوثية أرواح آبائنا بحربها علينا، تركت الكثير بلا آباء ولا أقدام".
أمل ناجي الحصول على قدم صناعي جديد تناسب عمره الذي زاد أربعة أعوام منذ الإصابة.
ناجي يحلم بطرف صناعي جديد يناسب عمره حاليا