أوام أونلاين - متابعات
عادت، أمس الجمعة، إلى الجزائر الدفعة الأولى لرفات جماجم المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي، بعد بقائها في فرنسا لمدة قرن ونصف القرن في متحف التاريخ الطبيعي بباريس.
واستقبلت الرفات في حفل استقبال رسمي ومهيب، أشرف عليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وحطت طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة محاطة بسرب من الطائرات المقاتلة، أمس الجمعة، في مطار هواري بومدين الدولي، وهي تقل رفات 24 مقاوما جزائريا.
وأطلق أفراد من الجيش الجزائري 21 طلقة مدفعية على شرف هؤلاء المقاومين، الذين كانت توابيتهم ملفوفة بالعلم الجزائري.
وسادت مراسيم الاستقبال مشاعر ارتياح وفخر باسترجاع رفات جماجم رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
وكالة الأنباء الجزائرية قالت في الصدد "تعد مراسيم استرجاع الرفات بمثابة جسر لمرحلة من مراحل تاريخ المقاومة الشعبية الجزائرية التي توجت بعد مدة طويلة من الزمن بعودة هؤلاء الأبطال".
وحظي الحدث بمتابعة كثير من الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ثمن كثيرون هذه الخطوة خصوصا وأن ملف استرجاع الجماجم كان محل مفاوضات مع الجانب الفرنسي لعقود.
وستكرم الجزائر ذاكرة هؤلاء القادة الذي انتفضوا ضد الاستعمار الفرنسي، من خلال دفنهم الرسمي في الجزائر، مسقط رأسهم، والتي وهبوا لها حياتهم.
وكانت إعادة جماجم هؤلاء المقاومين موضوع طلب رسمي تقدمت به الجزائر لفرنسا، خلال مباحثات بين السلطات العليا للبلدين.
وقد تم تأسيس لجنة مكونة من خبراء جزائريين للقيام بتحديد رفات هؤلاء المقاومين الجزائريين.
وتتواجد جماجم العديد من المقاومين الجزائريين في متحف التاريخ الطبيعي بباريس، ويعود بعضها لمحمد لمجد بن عبد المالك المدعو الشريف بوبغلة قائد المقاومة الشعبية في منطقة جرجرة (القبائل) والشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة (منطقة بسكرة 1849) وموسى الدرقاوي مستشاره العسكري، و سي مختار بن قويدر التيطراوي، إضافة إلى جماجم عيسى الحمادي الذي كان مسؤولا عسكريا لدى شريف بوبغلة ومحمد بن علال بن مبارك الذي كان مسؤولا عسكريا في عهد الأمير عبد القادر.
وقاد ثوار الشيخ بوزيان بالزعاطشة (30 كم جنوب غرب بسكرة) مقاومة ضد قوات الاستعمار الفرنسي تحت قيادة الجنرال إيميل هربيوني الذي قام بإبادة أهالي الواحة.