أوان أونلاين _إدارة الأخبار
ناقشت دراسة حديثة، مظاهر تجريف مليشيا الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء خلال سنوات الحرب الثمان الماضية.
وفقا للدراسة فقدانتهج هذا التجريف أساليب متعددة سعيا إلى إعادة تشكيل وهندسة العاصمة صنعاء ومجتمعها ديموغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وصدرت الدراسة في كتاب بعنوان "صنعاء المُستباحة.. واقع التغيير الديموغرافي وتطييف المجتمع" للصحفي والباحث عبدالباسط الشاجع، سلطت الضوء على وسائل وأدوات المشروع الإيراني في إجراء تغيير ديموغرافي ومذهبي داخل العاصمة صنعاء، وأثرها على النسيج الاجتماعي اليمني وهويته الوطنية الجامعة، مستغلاً امتداد فترة الحرب وتأخر الحسم.
وأشارت إلى أن الأراضي والعقارات والتعبئة الطائفية والأجهزة الأمنية القمعية، أهم الأدوات التي تسعى مليشيا الحوثي بواسطتها لإحكام قبضتها على العاصمة صنعاء، لضمان بقاء وجود فاعل لها وتكوين قاعدة سكانية موالية بإشراف إيراني، على غرار ما يحدث في سوريا والعراق ولبنان.
وركزت الدراسة الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والبحوث، في أربعة مباحث، على الحرب الحوثية الممنهجة التي تستهدف تاريخ اليمن الجمهوري بتدمير مؤسساته وطمس هويته ورموزه الوطنية، وإفراغ الجهاز الإدراي للدولة واستبداله بآخرين من المنتمين للسُلالة، بالإضافة لإنشاء اقتصاد طفيلي، يقتصر على النخبة الحاكمة، المنتمية إلى سلالة تسيطر على صنعاء، والمحافظات المجاورة لها، وتسخيرها لتحقيق أهداف ذات أبعاد طائفية ومذهبية وتشطيرية، في سياق ممنهج؛ يقوّض مفهوم الدولة اليمنية، وأنظمتها القانونية والإدارية.
كما احتوت الدراسة على تحليل منهجي شامل للتعديلات التي طالت المناهج الدراسية وما تحمله من مخاطر واستلاب لعقول الأجيال القادمة، والتي حملت بُعداً فكرياَ متحيزا یھدف إلى تكریس العنصرية وترسيخ أفضلية الحوثي المزعومة سلالیاً على سائر المواطنين الیمنیين، ومحاولة إقناع الطلبة بأن "السلطة والحكم" حق إلھي حصري، وھبه الله للمنتسبين للحوثي وسلالته، وھو ما یعني في النھایة إلغاء كاملاً لحقوق الإنسان الیمني الأساسية كـ: الحریة، والدیمقراطیة، والمواطنة المتساوية، والعدالة وتكافؤ الفرص في شغل المناصب العامة.
تطرقت الدراسة كذلك الى الجوانب الإنسانية، والوضع المعيشي للمواطنين، في ظل اتباع سياسة متعمدة للتجويع والإفقار، وتعميق المأساة الإنسانية والإحلال الوظيفي، واستهداف روافع العمل الخيري والإنساني، وفرض العزلة المجتمعية. وخلصت الدراسة إلى استمرار تمسك المجتمع بأدوات المقاومة والرفض وتسيُد حالة السخط الناتجة عن تسلط جماعة الحوثي، رغم أساليب القمع وأصناف التنكيل خلال السنوات الثمان الماضية، وتطرقت إلى حالة التباينات والخلافات داخل الجماعة التي تزداد وتيرتها وحدتها.
اختتمت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات للتعامل مع استحداثات الحوثيين في مختلف المستويات والجوانب: التعليمية، والاجتماعية، والإعلامية، والإنسانية.