أوام أونلاين – خاص:
علّق الدكتور محجوب الزويري، الخبير في الشأن الإيراني ومدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر على رسالة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، التي وجهها إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن إيقاف الحرب في اليمن.
ونشرت قناة أحمدي نجاد على منصة "تليغرام" مساء الأحد، ثلاث رسائل منفصلة إحداها لبن سلمان والثانية لعبد الملك الحوثي، والثالثة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، معلناً فيها استعداده للوساطة بين السعودية والحوثيين لحل الأزمة اليمنية، مقترحاً "تشكيل لجنة تضم شخصيات عالمية من دعاة الحرية والعدالة لإجراء الحوار مع طرفي القتال لحل الأزمة وإحلال السلام والصداقة".
وتعليقاً على ذلك، قال الزويري إن "النقطة الجوهرية هل لدى نجاد مكانة في النظام السياسي بحيث تكون مقترحاته محل ترحيب؟ بناء على المعطيات التي أعرفها حتى تاريخه فالجواب لا. لديه إشكال مع المرشد وهذا يحرق أوراقه".
وأضاف أن "المسألة المهمة أن أذرع إيران مثل الحوثي يتم إدارتها عبر الحرس الثوري / فيلق القدس، وعليه لا يمكنها أن تقوم بأي ردة فعل وستمثل دور الميت"، في إشارة إلى أن الحوثي لن يعلق عليها وهو السائد حتى لحظة كتابة الخبر.
وبالعودة إلى رسائل نجاد، فقد استهلها قائلاً إن "الحرب اليمنية المدمرة التي نشبت إثر تنافسات وتدخلات إقليمية ودولية، واستمرت لأكثر من 5 أعوام، خلفت حتى اليوم عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ودماراً واسعاً، فضلاً عن أنها فرضت فقراً على الشعب اليمني المظلوم، لتحرمه من فرص الازدهار والتطور"، مشيراً إلى أن هذه الحرب "تسببت أيضا لدول المنطقة، وتحديداً المتورطة فيها، بخسائر بشرية ومادية، وأدت إلى تكوين سابقة سيئة لها لا تُنسى في الجانب المعنوي والإنساني، وخصوصاً في الانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان".
وأضاف أن الحرب اليمنية "أدت إلى تشديد التنافسات والعداءات بين دول المنطقة وشعوبها وأبعدتها عن التعاون البناء، وأضرت بالأمن العام في اليمن ودمار معالمها الأثرية والأبنية التاريخية والثقافية".
وأكد أن إطالة أمد هذه الحرب "لن تؤدي إلا إلى المزيد من الخراب ومقتل الأبرياء، ولن تعود بأي نفع لأي من الأطراف، ولن يخرج أي طرف منتصراً، والجميع سيخسر وسيُدان أمام الشعوب".
وتأتي رسائل أحمدي نجاد إلى أطراف الأزمة اليمنية بعدما راجت، في وقت سابق من الشهر الجاري، أنباء عن محاولته إطلاق مبادرة، ليقول أحد مقربيه لموقع "الإندبندنت" الفارسي، لم يكشف عن هويته، إن الرئيس الإيراني السابق لديه "خطة شاملة" لإنهاء الحرب اليمينة، حسبما ذكرت صحيفة "العربي الجديد".
وفيما لم تتضمن الرسائل التي نشرها نجاد اليوم أي حل أو تصور أو مقترحات لحل الأزمة اليمنية، أضاف الشخص المقرب منه أن مقترحاته تبدأ لحل الأزمة اليمنية بإعلان وقف إطلاق النار فوراً، مشيراً إلى أن نجاد "مستعد لإجراء زيارة للسعودية قريباً، وهو يريد أن يلتقي بالمسؤولين السعوديين وزعيم الحوثيين".
يشار إلى أن نجاد سياسي محافظ، ترأس الحكومة الإيرانية من 2005 حتى 2013، وله أفكار وتوجهات تختلف عن التيار المحافظ في إيران، وهو ما دفع أقطاب المحافظين لإطلاق تسمية "التيار المنحرف" على حاشية نجاد من جهة، وتسبب ذلك بنشوء خلافات حادة بينه وبين المحافظين من جهة ثانية، تعود جذورها إلى السنوات الأخيرة من ولايته الثانية.