أوام أونلاين – ترجمات:
قال موقع أمريكي إن مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران فشلت في إحراز أي تقدم باتجاه مارب على الرغم من أنها دفعت بمقاتليها بلا هوادة، وأرجع الموقع هذا الفشل إلى توحد أبنائها وبسالتهم ودفاعهم عن أرضهم وحنكة قيادتهم ممثلة بمحافظ المحافظة الشيخ سلطان بن علي العرادة.
وأشار موقع «Inside Arabia» الأمريكي في تقرير له يوم الثلاثاء ، إلى أن مارب مثّلت مصدر قلق للحوثيين الذين فشلوا في إحراز أي بالنظر إلى المقاومة الشديدة التي فرضتها المحافظة بأكملها، مذكرا بأن الحملة العسكرية للحوثيين والتي تزايدت منذ سيطرتهم على نهم مطلع العام ليست الأولى التي يحاولون فيها الدخول إلى مارب، حيث سبق أن حاولوا ذلك بعد سيطرتهم على صنعاء يوم 21 سبتمبر 2014 وفشلوا بفضل توحد القبائل وتنظيم صفوفها وقتالهم.
وعلّق التقرير على فشل الحوثيين السابق والحالي قائلاً "لقد كانت السيطرة على مأرب حلمًا للحوثيين لم يتحقق حتى الآن، ولا يبدو أنه سيتحقق"، مشيرا إلى أن من بين أهدافهم من السيطرة على المحافظة هو التحكم بمواردها النفطية والغازية لصالحهم.
وسلط الموقع الأمريكي الضوء على الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به المحافظة مشيرا إلى أنها "تقع على مفترق طرق بين البيضاء والجوف وصنعاء وشبوة والمملكة العربية السعودية"، وهذا ما عزز من رغبة الحوثيين في السيطرة عليها "لكنهم واجهوا تحديات لا يمكن التغلب عليها في سياق محاولاتهم الفاشلة المتعددة للسيطرة عليها. وقد حدث هذا لعدة أسباب".
والأسباب التي أوردها الموقع أربعة وهي:
أولاً، مأرب مجتمع قبلي وليس من السهل إخضاع أبنائها بالقوة. فهم يميلون للقتال حتى آخر رجل. الطريقة الوحيدة الممكنة لكسب دعمهم هي من خلال بناء علاقات جيدة مع شخصياتهم القبلية الرائدة، وعلى عكس المحافظات الأخرى في شمال اليمن، شعر سكان مأرب بمسؤولية جماعية لدرء الهجمات الحوثية.
وقد لعب هذا الإحساس بالمسؤولية دورًا استراتيجيًا في عرقلة سيطرة الحوثيين على المحافظة. يمكن رؤية أبناء مارب، رجالا وكبارا على خط المواجهة مع القوات الحكومية، كما لم تتفكك قبائلهم ولم يتمكن الحوثيون من شراء ولاء زعماء القبائل في المحافظة.
واستبعد الموقع إمكانية توقيع اتفاق بين القبائل والحوثيين، لمعرفة القبائل بأن الحوثيين يريدون حكمهم بالقوة بمزاعم "أن لهم الحق الإلهي في الحكم على الآخرين" وهذا "يمثل لعنة لقبائل مأرب التي تعتز باستقلالها طالما أنها لا تزال لديها أسلحة وقدرة على القتال. وبالتالي هنالك فجوة أيديولوجية واسعة حيث لم يتمكن الحوثيون من كسب قلوب موالية لهم في المحافظة".
ثانيًا، وقفت مأرب وحدها ونجت من وباء الانقسامات الحزبية التي كلفت اليمن غالياً منذ عام 2014، حيث ظلت المحافظة موحدة بقوة وعمل مقاتلوها المناهضون للحوثيين بشكل جماعي لمنع أي محاولة للحوثيين للتقدم نحو مناطق المحافظة.
ثالثاً، مثلت القيادة القوية لمحافظ مأرب حافزاً للمقاومة الثابتة بمحافظته منذ أوائل عام 2015، إذ نجح المحافظ سلطان العرادة، في كسب الدعم الداخلي والخارجي. كما تم توحيد القبائل والأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة تحت قيادته.
ومن المفيد أنه يحافظ أيضًا على علاقات جيدة مع كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين شنتان حملة عسكرية ضد الحوثيين في عام 2015، وبالتالي فإن حنكة العرادة وعلاقته وتفهمه للمحافظة كلها أمور ساعدته في الوقت الحرج.
رابعا، لم تركز قيادة مأرب على جهود الحرب فحسب، تاركة الاقتصاد والخدمات العامة التي يحتاجها المدنيون دون معالجة. بل إنه وبدلاً من ذلك، شهدت مأرب تحسناً هائلاً في قطاعات خدماتها الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم والكهرباء والبنية التحتية للطرق. وحالياً تشكل المدينة ملاذا آمنا للسكان المحليين والنازحين وقفز عدد سكانها من 300 ألف إلى 3 ملايين.
ويختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن الحوثيين لا يزالون يواصلون عملياتهم في محاولة للسيطرة على المحافظة، في المقابل لا تزال قوات الجيش والمقاومة الشعبية تقف في وجوههم وثابتة في مواقعها، مؤكدا أنه "طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام شامل في اليمن، ستواصل مأرب مواجهة هجمات الحوثيين، ولن تتوقف صواريخهم المتفرقة التي تصيب الأحياء المدنية والمواقع العسكرية".
وأضاف "في النهاية، مثلما لعبت مأرب دورًا حاسمًا في تمهيد الطريق لانتصار ثورة اليمن عام 1962 ضد حكم الإمامة التي يسعى الحوثيون إلى إحيائها، يمكن الاستدلال من التاريخ على أن هذه المحافظة لن تخضع بسهولة لقيادة الحوثيين".
وهنا رابط التقرير باللغة الانجليزية من الموقع الأمريكي:
https://insidearabia.com/why-have-the-houthis-failed-to-seize-yemens-marib-province/