أوام أونلاين – خاص:
توفي اليوم المناضل الوطني علي بن عبدالله الواسعي، عن عمر يناهز الـ90 عاماً قضاها في خدمة الوطن عبر توعية الأجيال عبر كتاباته ومؤلفاته وأدواره في الثورات وتغيير وضع البلاد.
ولد الواسعي في آنس بذمار عام 1930 في زمن كان اليمن فيه معزولاً عن العالم، كما يقول في إحدى مقابلاته، وتلقى تعليمه في ما كان يُعرف بـ"الكتّاب" لعدم وجود مدارس حديثه ثم بعد ذلك انتقل للمدرسة العلمية، والتي كان "يدرّس فيها الفقه والعربية والتفسير وأصول الفقه وأصول الدّين" ومكث فيها سنة.
من صغره كان هاوياً ومحباً للكتب والمعرفة ولمّا لم يجد ضالته في تلك المدرسة أدرك أنه يعيش "في وضع متخلّف وقد دفعني ذلك إلى التّطلّع لتغيير الوضع فاشتركت في ثورة الـ 1948 التي فشلت وسبب ذلك دخولي السجن مكثتُ فيه سبع سنوات"، بحسب مقابلة له أجريت عام 2003.
بعد خروجه من السجن غادر إلى عدن ومنها "إلى مصر ودرستُ هناك، في معهد صحّي، الصحة الوقائيّة وعدت إلى اليمن عام 1957" وبعد خمسة أعوام من عودته شارك في ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالحكم الملكي من شمال اليمن، واستمر في عمله بوزارة الصّحة.
عندما حدث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان متواجداً فيها للدراسة وقد تطوّع في المقاومة الشعبية المصرية، كما تطوّع في حرب 1967م في دمشق ضمن الطلبة العرب.
كان الواسعي يعرف جيداً أن الوعي هو ما يحتاجه أبناء وطنه من أجل التغيير السياسي والثقافي، ومن أجل هذا الغرض أسس مجلّة الإرشاد وتولى رئاسة تحريرها لمدة اثني عشر عاماً، ثمّ أنشأ مجلّة النّور التي كانت مستمرة حتى سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وبجانب هذا كان كاتباً في عدة صحف منها الصحوة لسان حال حزب الإصلاح بعمود شهير اسمه "وخز الضمير" والوحدة الرسمية والميثاق لسان حال المؤتمر الشعبي العام وصحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش.
له العديد من المؤلفات منها حول رحلاته لدول العالم وأخرى مثل "تأمّلات مجنون" و "حوار مع ملحد" وبحث عن المرأة.
عمل مديرا للصحة الوقائيّة، وفي إذاعة صنعاء، حيث كان يكتب تعليقاً على الأخبار أيام حصار السبعين من قبل قوات الملكيين وتولى الإشراف على البرامج، حيث كتب وقدّم بعضها مثل "أضواء على الدّستور" و"جريدة الصّباح" و"الأسرة" كما أنشأ برنامج "فتاوى".
شغل منصب نائب أمين عام مجلس الشّورى، وقبلها عمل في المجلس الوطني.