خالد الفرح
في البدء يجب علينا كيمنيين أن نتخلص من عبء التراث الفقهي التمييزي العنصري الذي يحصر الإمامة في البطنين باعتبار أن حصرها في البطنيين أمر مهين لشعبنا وليس من الدين في شيء وإنما جاء نتاج ظروف تاريخية محددة.
لقد كان الهدف من حصر الإمامة في البطنيين هو سلب ومصادرة حق اليمنيين في اختيار من يحكمهم لكنهم اليوم وبما يمتلكون من الوعي الديني والثقافي والسياسي صاروا أكبر من أن تفرض عليهم نظرية "الحق الإلهي والاصطفاء الديني والتمييز السلالي".
إن خطورة الاستمرار في نشر هذه الثقافة التمييزية العنصرية من قبل الحوثيين إنما تكمن في أنها تحول دون وعي المواطن اليمني بما يحدث له ومن حوله، ومع أن الحوثيين يرفعون شعارات دينية " كظاهرة صوتية" غير أن سلوكياتهم في السنوات الخمس الماضية قد أكدت أنهم يستخدمون الدين ولا يخدمونه.
النزعة البرجماتية
الحوثيون تتملكهم النزعة البرجماتية في تعاملاتهم فمن توظيف الدين لما يخدم أهدافهم إلى توظيف العُرف القبلي " النكف"، المهم هو حشد المقاتلين والدفع بهم إلى الجبهات ومن يقرأ تاريخ الأئمة سيجد أنهم كانوا يستخدموا القبائل بعضها لضرب بعض كما يفعل الحوثيون في هذه الأيام ولهذا قال الإمام أحمد بن سليمان (532 – 565هـ):
لأحكمن صوارماً ورماحا
ولأبدلن مع السماح سماحا
ولأقتلن قبيلة بقبيلة
ولأسلبن من العدا أرواحا
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل يحترم الحوثيون الأعراف القبلية؟
والجواب يؤكد أن تصرفاتهم تجاه القبائل في المحافظات التي يسيطرون عليها تتنافى مع كل الأعراف القبلية ومنها:
-إهانة الرموز القبلية.
-اقتحام البيوت وتفجير منازل المعارضين لهم.
-اختطاف وسجن النساء وإهانتهن.
-الاعتداء بالضرب على النساء اللواتي خرجن للوقوف أمام المباني الحكومية للمطالبة بالإفراج عن أزواجهن وأبنائهن المختطفين.
ولا يزال أبناء القبائل يتذكرون ذلك الموقف المستفز للمشاعر يوم أن شاهدوا أتباع المليشيا الحوثية وهم يدوسون على " مقارم " مجموعة من النساء اللواتي خرجن للتعبير عما يتعرضن له من مظالم. وبالمجمل فان هذه الأعمال التي أشرنا إليها تستوجب إجراءات عقابية بحسب الأعراف القبلية، إذ أن بعضها يعتبر "عيبا أسودا" ومن باب أولى أن تتداعى كل القبائل للنكف ضد الحوثيين وليس معهم ولعل سكوت البعض تجاه ممارساتهم ينطبق عليه قول أبي علاء المعري:
حكوا باطلا وانتضوا صارما ــــــ وقالوا : صدقنا فقلنا نعم
*المقال خاص بموقع "أوام أونلاين"