بلال الطيب
عمد الأئمة السلاليون على محو هوية اليمنيين، وطمس حضارتهم، وتشويه وإذلال قبائلهم، وإثارة خلافاتهم، وهذا المُؤرخ الحجوري قال عن الإمام الطاغية أحمد بن سليمان: «لم يبن شيئًا، ولا جبى خراجًا، ولا دون ديوانًا، وإنَّما كان يصدم القبائل بالقبائل، والسلاطين بالسلاطين»، وقال ذات الإمام مُعتدًا بنفسه:
ولأضربنّ قبيلة بقبيلةٍ
ولأسلبنَّ من العدا أرواحا
ولأكسونّ الأرض عما سرعة
نقعًا مثارًا أو دمًا سفّاحا
وقال المُؤرخ أبو طالب عن الطاغية محمد بن أحمد «صاحب المواهب»: «وكان قاعدة الإمام يسالم بكيل طورًا، ويباين حاشد، ويحارب هؤلاء بهؤلاء.. ولا يزال هذا دأبه، ولا يعجبه غير عدم الاتفاق بينهم».
وذكر ذات المؤرخ أن ذات الإمام قام بطرد مجاميع من قبيلة «حاشد» من بوابة قصره، وأمر احتقارًا بغسل الأماكن التي قعدوا عليها، وليته اكتفى بذلك، بل قتل بعض مشايخها، ووزع الناجين في سجونه المتباعدة، وهي الصورة ذاتها التي عمد عبدالملك الحوثي على تكرارها، وثمة شواهد كثيرة تؤكد حضور ذلك الإذلال.
*العنوان من اجتهاد المحرر