خالد الفرح
(قالوا نحن ألوا قوة وألوا بأسٍ شديد ). بهذا الموقف الجماعي الموحد كان رد البرلمان السبئي (الملأ)عندما استشارتهم الملكة بشأن رسالة تلقتها من نبي الله سليمان عليه السلام وكان أعضاء البرلمان السبئي يمثلون (84) مخلافا من جميع مخاليف اليمن بمدلولها الواسع القديم لقد كان ذلك الأستاذ القبلي العظيم سنة هنيعة ثوار ثنه القبائل السبئية جيل بعد جيل مساندة الدولة والوقوف بجانبها عندما تتعرض البلد لأي خطر كان.
وفي التاريخ اليمني الحديث عندما ثار اليمانيون ضد الحكم الإمامي العنصري كانت الطلقة الاولى لأحد أقيال سبأ انطلفت من بندقية الشهيد الشيخ علي ناصر القردعي المرادي رحمة الله عليه، أبطلت رصاصة القردعي خرافة عشرات السنين ظل الإمام يحيى يوهم اليمنيين أن الرصاص لا تخترق جسده لكن رصاصة القردعي قضت عليه وأشعلت ثورة استطاعت أن تزلزل عرش الطغاة العنصريين، وفي الموسوعة اليمنية أشار الأستاذ مطهر الارياني وهو يتحدث عن قبيلة مراد قال: ومنها في هذا القرن الشيخ علي ناصر القردعي من كبار مشايخها كان شهماً أبياً شجاعاً قاوم حكم الإمام وشارك في قتله عام 1948م/ وله شعر يجمع بين القوة والوطنية والحكمة وقال أحد الادباء وهو يتحدث عن قبيلة مراد المأربيه ومنها خرج الشيخ القردعي بطل ثورة 1948م حين جبنت وعجزت بنادق القوم عن مواجهة طاغية عصرة الإمام يحيى حيث تصدر الشيخ القردعي لمهمة قتله وتخليص الشعب من طغيانه.
لقد نحت الثائر القردعي من منظومة الظلم ادوات لمقاومته وهرب من السجن من أجل أن يعود ليخلص الشعب من السجان وذلك ماتم بالفعل، وقبائل مأرب تسير على خطى القردعي.
قوم إذا الشر أبدى ناجديه لهم
طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين سائلهم
في النائبات على ما قال برهانا
وأجمعت أيادي سبأ من كل حدب وصوب لتشكل حائط الصد المنيع الذي حمى الجمهورية من السقوط وتداعت القبائل السبئية الى مطارح نخلا في مطلع 2015م / وكانت مأرب فاتحة المجد وقلب اليمن النابض بالإباء والشموخ استأنفت مجدها التليد وأضافت إلى سفر النضال السبئي العظيم مواقف عظيمة سيخلدها التاريخ بأحرف من نور.
إن مأرب في حربها تصنع المستحيل وسوف يروي بطولاتها كل جيل.
*عقيد في الجيش وباحث في التاريخ اليمني
*المقال خاص بموقع "أوام أونلاين"