أوام أونلاين – خاص:
انتقدت الناشطة رشا جرهوم، رئيسة "مبادرة مسار السلام" ما سمّتها "استراتيجية الاسترضاء" التي يتبعها مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، تجاه مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وقالت في تصريحات لـ"أوام أونلاين" إن "مكتب المبعوث يتبع استراتيجية لاسترضاء الحوثيين والتستر على انتهاكاتهم بل وتحسين صورتهم"، مشيرة في هذا سياق استدلالها لتأكيد كلامها إلى ما تم ملاحظته في أول مشاورات عقدها المبعوث حيث كان هناك "مبالغة في استرضاء الحوثيين تمثلت بذهابه بنفسه لإحضار وفد الحوثيين وبعدد مضاعف أكثر مما هو متفق عليه".
وأكدت الناشطة النسائية المعروفة أن "اتفاق السويد" الموقع بين الحكومة الشرعية والحوثيين يوم 13 ديسمبر 2018، جاء "لحماية مصالح الحوثيين"، وضربت مثالاً على استفادة الحوثيين من الاتفاق أكثر من الحكومة بالتفاهمات المرتبطة بالاتفاق وخاصة الجزء المتعلق بالحديدة والتي تمت بين الطرفين برعاية المبعوث في 23 نوفمبر 2019، بخصوص إيداع التجار الضرائب والرسوم الجمركية لشحنات النفط والغاز المستوردة من الخارج في حساب خاص بالبنك المركزي في الحديدة لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في الحديدة وغيرها من المناطق حيث "سحب الحوثيون المبلغ من البنك باعتراف المبعوث" الذي تحدث عنه في سياق أنهم "يعتزمون سحبه بينما كانوا قد سحبوه فعلا".
وكانت الحكومة قد قالت يوم 20 مايو الماضي، إن الحوثيين نهبوا 35 مليار ريال يمني من حساب البنك عبارة عن إيرادات الرسوم والضرائب.
وتطرقت جرهوم إلى جملة من المآخذ على مواقف المبعوث ومنها ما قاله في إحدى إفاداته المقدمة إلى مجلس الأمن حول "التوصل لتوافقات لإطلاق أول دفعة للمعتقلين وذهب للتصفيق بشكل مبالغ حول تصريحات الحوثيين عن الإفراج عن البهائيين ولكن نعرف بأنه إلى اليوم لم يفرج عن رجل واحد".
وبحسب أفراح ناصر، باحثة اليمن، في منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن الحوثيين لا يزالون يحتجزون "عدة أعضاء من الأقلية الدينية البهائية" رغم وعدهم في مارس الماضي بإطلاق سراحهم.
وفي بيان لها يوم 28 مايو الماضي، قالت أفراح إن من بين المعتقلين حامد كمال حيدرة، الذي أوقف في 2013 وحُكِم عليه بالإعدام في 2018، بالإضافة إلى خمسة أشخاص آخرين على الأقل شملهم وعد الإفراج ولم يحدث حتى اللحظة.
أشخاص من الطائفة البهائية يحتجون في صنعاء. 3 أبريل 2016 أسوشيتد برس/هاني محمد
وواصلت رئيسة "مبادرة مسار السلام" التي تدعو لإشراك النساء في محادثات السلام بين الأطراف اليمنية، متحدثة عن تعامل غريفيث مع الحوثيين بطريقة التدليل، قائلة إنه "يتجنب إدانتهم على أي انتهاكات يقومون بها لتقويض السلام ويكتفي بوصفهم كأطراف، بينما لا يتردد في ذكر الأطراف الأخرى بالاسم"، وختمت بالتأكيد على أن "مكتب المبعوث أصبح يعمل كحامي لمصالح الحوثيين وهناك شكوك كبيرة على التزامه بمبادئ الحياد وعدم الانحياز".