حسين الصادر
يتفق المؤرخون أن الزيدية هاجرت من العراق إلى اليمن، وأصبحت إمامة في أواخر القرن الثالث الهجري.
وهناك غموض يحيط بهجرتها إلى اليمن ويحيط بنجاحها في تنصيب الإمامة وهي الفرقة الشيعية الوحيدة التي عملت ذلك في أوج قوة الخلافة العباسية، وبالنسبة لي اعتقد أن ذلك تم عبر صفقة سياسية بين البلاط العباسي ورجال المذهب.
ومن المؤكد أن هذه الصفقة شملت أمورا مختلفة بعضها له علاقة بأمن البلاط العباسي نفسه.
استفاد البلاط العباسي من ابعاد فلسفة المتكلمين ومن الزيديين من مركز الخلافة وانشغلت الايدلوجية الجديدة بترتيب وضعها بين قبائل اليمن وجباله ولذة الجباية التي لا تدوم وسرعان ما يخرج لها سيف إمام جديد يرى في من سبقه ظالم ووجوب الخروج وسرعان ما يتحول إلى ظالم ويأتي آخر وهكذا استمرت دورة الدم.
لقد كانت الإمامة الزيدية فاسده من الأساس كفكرة حكم قام على دورات الدم ومعظم هذا الدم هو دم اليمنيين وأفسد التصور السياسي مرتكزات عقدية هامة وسليمة مثل التوحيد إلا أننا نعتبر بالنتائج.
كيف أصبحت الزيدية حركة استعمارية؟
ظل أنصار المذهب الزيدي في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي الشرقية بلاد فارس يمدون الإمامة بالدعم والرجال لتثبيت سلطانها في اليمن.
واستطاعت عبر الجباية وتجنيد اليمنيين في حروبها المستمرة إضعاف اليمنيين.
وتحولت إلى أسوأ حركة عنصرية استعمارية عبر التاريخ.
مشكلة اليمنيين البسطاء والسذج أنهم يرون الله فوق عمامة الزيدي واجازوا له ظلم سيفه المقدس.
كانت الزيدية السياسية الإمامية على عداء تام مع هوية اليمني وتراثه وحضارته القديمة.
مثال اشتهرت اليمن بالسدود فهي بلد الثمانين سد طيلت ألف عام لم تبني الإمامة سدا واحدا.
مقارنة بابرهة الذي رمم سد مارب.
الزيدية مثل الصهيونية تتعامل بمنطق أرض بلا شعب وترى أنها تمثل الهوية لليمنيين باستعلائية وتغطرس، وهذه الاستعلائية مركبة من الشعوبية ومتشحة نسب آل البيت.
واعتقد أن الزيدية مثلت قطيعة تامة مع المستقبل. وأن انبعاثها الجديد، ضمن جماعات الإسلام السياسي شكل خطر حقيقي على التركيبة الأثنية لليمنيين وعلى الهاشميين بشكل أكبر وعلى مستقبل اليمنيين لعقود قادمة مع العلم أنه ليس كل هاشمي هو زيدي.
لقد ظلت الزيدية منذ وصولها إلى اليمن حركة مذهبية متطرفة ومأزومة لم تقدم شيء يذكر لا لليمن واليمنيين أو الأمة بشكل عام.
*سياسي وكاتب يمني