أوام أونلاين – خاص:
قال مصدر محلي بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة غرب اليمن، إن عدد الصيادين اليمنيين الذين اعتقلتهم البحرية الإريترية يوم أمس الأربعاء بلغ 120 صياداً مع قواربهم البالغة 17 قارباً كانوا يمارسون مهنتهم في المياه الإقليمية اليمنية بالقرب من أرخبيل حنيش في البحر الأحمر.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ"أوام أونلاين" أن القوات الإريترية تمارس هذه الأيام تصعيداً كبيراً ضد الصيادين والمياه الإقليمية اليمنية، حيث تمادت أمس في انتهاكاتها وشملت في البداية مهاجمة الصيادين الذين كانوا يزاولون أعمالهم في صيد الأسماك في سواحل بلاده، واعتقلت 120 صيادا مع قواربهم وعددها 17 قارباً واقتادتهم للاحتجاز ولا تزال تحتفظ بهم حتى الآن.
وهذا العدد للصيادين وقواربهم هو المبلغ عنهم لدى جمعيات الصيادين.
وأضاف أنه بعد هذه الواقعة توغلت ثلاثة قوارب إلى قرب أرخبيل حنيش ما دفع قوات خفر السواحل اليمنية التي تتولى حماية الجزر للتصدي لها وضبط اثنين منها على متنهما سبعة من الطاقم وهم محتجزين لديها، فيما فرّ القارب الثالث.
وقدّر المصدر عدد القوارب المصادرة من قبل القوات الإريترية منذ الخامس من مايو الماضي وحتى التاسع والعشرين من نفس الشهر، بستة عشر قارباً، جميعها لا تزال محتجزة بينما أُطلق سراح الصيادين الذين كانوا على متنها.
وتقع جزر أرخبيل حنيش جنوب البحر الأحمر في المياه الإقليمية اليمنية وتحديداً غرب شواطئ ساحل مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة، وتبعد عن الساحل اليمني بمسافة تتراوح بين 18-28 ميلاً بحرياً، ومدينة الخوخة تقع على بعد 130 كم جنوب مدينة الحديدة، وعلى بعد 40 كم شمال مدينة المخا، بحسب المركز الوطني للمعلومات التابع لرئاسة الجمهورية.
ويتألف الأرخبيل من جزيرة حنيش الكبرى ، وجزيرة حنيش الصغرى ، وجزيرة زقر، بالإضافة إلى بعض الجزر الصغيرة مثل : – جزيرة القمة – جزيرة الدار عيل – جزيرة المشاجرة -جزيرة ها يكوك – جزيرة كوين- جزيرة المدوره الشمالية -جزيرة المدورة- جزيرة الصخر- جزيرة القمتين -جزيرة الوسطي -جزيرة سيول حنيش.
وله أهمية عسكرية كبيرة، كونه يتحكم ويشرف على طرق الملاحة البحرية في جنوب البحر.
ويتولى حماية الأرخبيل قوات خفر السواحل اليمنية بقيادة عقيد بحري عبدالجبار زحزوح، مدير عام خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر، مع وجود لتشكيلات من "قوات طارق صالح"، مع تواجد لجنود سعوديين في جزيرة زقر.
ورداً على سؤال حول تعامل قوات خفر السواحل مع تزايد التصعيد الإريتري، قال المصدر، إنه من بعد مغرب أمس الأربعاء، تم تعزيز الجزيرة بأكثر من قوة عسكرية بالإضافة إلى قيام جمعيات الصيادين التعاونية بتجهيز وإرسال أكثر من 30 قارباً متوسطاً وكبيراً مع البحارة المتمكنين.
جزيرة حنيش الكبرى:
تقع جنوب جزيرة حنيش الصغرى وتبعد عنها بمسافة (3.5) ميلاً بحرياً وتبعد عن الخوخة بحوالي (26) ميلاً بحرياً غرباً، كما تبعد الجزيرة عن الساحل اليمني بحوالي (26) ميلاً بحرياً، وتبلغ مساحتها (65) كم2 وتتكون الجزيرة من مرتفعات جبلية صخرية في معظم المساحة.
جزيرة حنيش الصغرى:
وهي عبارة عن جزيرة بركانيه صخرية، تقع جنوب جزيرة زقر على بعد (10) أميال بحرية شمال شرق جزيرة حنيش الكبرى، وتبلغ مساحتها حوالي (9) كم2، وتبعد عنها مسافة (2) ميلاً بحرياً، وتبعد عن الخوخة بمسافة (26) ميلاً بحرياً شمال غرب، وعن الساحل اليمني مسافة (20.5) ميلاً بحرياً.
ويتواجد الصيادون اليمنيون في جزر أرخبيل حنيش الذين يأتون من الساحل اليمني القريب ويقطنون هذه الجزر لعدة أشهر في فصل الصيف، كما يحتمون بجوارها من الرياح الموسمية في فصل الشتاء.
جزيرة جبل زقر :
تقع جنوب غرب جزيرة أبو علي وتبعد عنها مسافة (2.5) ميلاً بحرياً، وتبعد عن الساحل اليمني مسافة (33) كم، وتبلغ مساحتها حوالي (120) كم.
جزيرة سيول حنيش:
تقع جنوب جزيرة حنيش الكبرى وتبعد عنها مسافة (2.7) ميلاً بحرياً، وتبعد عن الساحل اليمني مسافة (30) ميلاً بحرياً، وتبلغ مساحتها حوالي (3) كم2.
كما يضم أرخبيل حنيش جزراً أخرى مثل:
(جزيرة هايكوك) التبن (الصخر، المستديرة، هايكوك) التبن (الجنوبية الغربية، هايكوك) التبن (الوسطى، هايكوك) التبن (الشمالية الغربية، القمتين، المستديرة، الشمال المستديرة، كوين) الركنية (مشيجرة، الدراعيل، المنخفضة، اللسان، الغربية، القرش، جزيرة أبو علي، المرتفعة العادية).
التاريخ
كانت جزر حنيش محط أطماع الغزاة لأهميتها الإستراتيجية، وبالسيطرة عليها تصبح قاعدة حشد، وانطلاقا للقوات باتجاه مدن الساحل الغربي لليمن، خاصة الحديدة والخوخة وحتى ميناء المخاء التاريخي.
وبحسب المصادر التاريخية، فقد قام البرتغاليون باحتلال جزيرة حنيش الكبرى عام 1513 م، بعد أن فشلوا في احتلال مينائي عدن والمخاء، كما احتل الفرنسيون حنيش الكبرى عام 1738م.
وتعرضت للاحتلال من بريطانيا عام 1799، وتخلت عنها، ثم عادت وسيطرت عليها عام 1857م، بعد أن سيطرت على عدن، ومدن جنوب اليمن لنحو 138 عاما.
وخلال الحرب العالمية الأولى لعبت حنيش الكبرى دورا مهما في محاصرة الأتراك خلال أعوام 1914- 1918م، حيث تحولت الجزيرة إلى قاعدة بحرية لبريطانيا لتمويل سفنها بالفحم والوقود، وبعد استقلال عدن وجنوب اليمن عام 1967م، عادت الجزيرة إلى السيادة الوطنية اليمنية فأصبحت تدار من قبل اليمنيين مباشرة.
وفي سبعينيات القرن العشرين سمح اليمن للمصريين خلال تحضيرات حرب أكتوبر 1973م بالتواجد العسكري على الجزيرة، بحسب موسوعة الجزيرة نت.
وفي 15 ديسمبر 1995 هاجمت إريتريا الحامية العسكرية اليمنية على جزيرة حنيش واحتلتها، مدعية تبعية الجزيرة لها، لكنها غادرتها بعد ثلاث سنوات بعد عملية تحكيم دولية، وأقرت أسمرة بتبعية الجزيرة لليمن وسلمتها في نوفمبر 1998م.