أوام أونلاين – متابعة خاصة:
قال القيادي في الحراك الجنوبي السلمي، عبدالكريم السعدي، إن "ما يحصل في عدن من قتل ممنهج طال كل شيء يتحمل مسئوليته بدرجة رئيسية الطرف الذي لا ترك بقايا مؤسسات الدولة تعمل ولا قدر يقوم بمهمة ودور هذه المؤسسات"، في إشارة إلى "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتيا والذي سيطر على المدينة بالانقلاب المسلح في أغسطس الماضي.
وأشار في سلسلة تغريدات نشرها عبر حساباته الشخصية بموقعي فيس بوك وتويتر، إلى أن "الحديث عن فساد الشرعية هو حديث حق ولكن يراد به باطلا عندما يوظف فيفي سياق مأساة عدن وأهلها ، وهو في الأخير حديث لا يعود على عدن وأهلها بأي نفع ولا ينهي معاناة أهلها ، ولكنه يصب فقط في خانة الطرف الذي يصارع ليلا ونهارا ليسبق اقرانه من القوى الجنوبية الأخرى لامتلاك حق التمثيل الجنوبي بأي ثمن".
وتعيش وضعا صحيا وبيئيا كارثيا جراء تفشي الأوبئة والحميات ومنها وباء كورونا والذي تصدرت فيه قائمة المحافظات الأكثر تسجيلا للإصابات بـ104 وخمس وفيات، مع أن تقديرات مصلحة الأحوال المدنية بالمدينة والتي تتولى عملية منح تصاريح الدفن تشير إلى أكثر ألف حالة وفاة منذ مايو الماضي، بسبب الحميات والأوبئة، ولهذه الأسباب أعلنتها الحكومة مدينة موبوءة.
وأضاف السعدي الذي يرأس تجمع القوى المدنية الجنوبية، أن "من يتحمل مسئولية حصاد الموت المُر الذي يفتك بأهلنا في عدن هو الطرف الذي منح الشرعية المبرر للهروب من واجباتها تجاه مواطنيها عندما عمل على تعطيل عمل الحكومة وتوج ذلك التعطيل بطرد الحكومة في يناير 2018م ، وهو الطرف ذاته الذي استمر في تعطيله لعمل المؤسسات وتوج ذلك التعطيل مرة اخرى بطرد الحكومة في أغسطس 2019م".
وتابع "هذا الطرف بسلوكياته المتناقضة مع الشعارات التي يرفعها قدم خدمة ( تُثار حول حقيقة مجانيتها وبراءة دوافعها الكثير من الشكوك) لبعض الأطراف ومازال يخدمها إلى الان ، وبات هذا الطرف يمثل لتلك الأطراف (حصان طروادة ) فهو يدمر القضية الجنوبية التي طالما اقلقت مضاجع تلك الأطراف من خلال إيصال الناس في الجنوب إلى درجة الكفر بتلك القضية وأهدافها وتحميلها وزر مأساة عدن وضواحيها وهو ما يلمسه المتابع اليوم فعلا من خلال الكثير من الشواهد".
ويقول معارضو المجلس من الجنوبيين إنه طارئ على قضيتهم ولا يمتلك تاريخا نضاليا في فرضها على الساحة وأصحاب القرار كونه تأسس بإيعاز إماراتي في 11 مايو 2017 ليكون ورقة ضغط على الشرعية للقبول ببعض الأطماع التي تريدها أبو ظبي.
ويسمّى السعدي الانتقالي بـ"الطرف" الذي "يعتبر الأنفس الجنوبية التي تزهق نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأوبئة مجرد أوراق ضغط على الشرعية وحكومتها للقبول بعناصر مكونه وزراء في هذه الحكومة ، مع العلم أن هذا الطرف قد نال ما يطلبه ذات يوم (كهبة من تلك الشرعية ) وكان شريكا لتلك الشرعية على مدى أكثر من عامين ولم يحقق شيئا يُذكر للجنوب الذي يذبحه اليوم لمجرد العودة إلى حضن الشرعية".
وكانت قيادات المجلس مشاركة في سلطة الرئيس هادي مثل عيدروس الزبيدي الذي كان محافظا لعدن وفشل في توفير أبسط الخدمات العامة مثل الكهرباء، وهاني بن بريك نائبه في المجلس والذي كان يشغل منصب وزيرا في الحكومة وأُقيل بتهم فساد وأُحيل للمحاكمة، فضلا عن اللواء أحمد بن بريك محافظ حضرموت السابق وأحمد لملس محافظ شبوة السابق وناصر الخبجي محافظ لحج السابق وفضل الجعدي محافظ الضالع السابق وآخرين كانوا جزءاً من السلطة ولم يقدموا نجاحاً ملموساً وحين أُقيلوا تحوّلوا إلى متمردين على الرئيس المعترف به دولياً.
وختم السعدي رسائله بمخاطبة الرئيس هادي مطالباً إياه، بالالتفات إلى أبناء عدن الذين قال إن "حر الصيف يذبحهم وتفتك بهم الأوبئة وتنتهك المليشيات المسلحة حرمات أدميتهم وبيوتهم وأملاكهم"، ومضى مواصلاً "وسيادتكم تعرفون جيدا (عندما تنفردون بهذه الادوات وهي عارية من كل اقنعتها الزائفة) ، ونحن كذلك نعرف من خلال كلمة ( كذاب) التي لا يقرأها إلا كل مؤمن بقضية الجنوب على جبين هذه الادوات ، بأن لا علاقة لقضية الجنوب بكل ما يدور في هذه المبايعات والمساومات وكل ما تتبناه هذه الأدوات، فانظروا في الأمر وضعوا حدا لمعاناة أهلكم وتذكروا أن قضية الجنوب لا تشكل لهذه الأدوات سوى قارب عبور إلى رضاء صانعيها وأن قوى الجنوب الحقيقية ستنتظر انتهاء مرحلة المساومات لكي تبدأ بكم ومعكم سيادة الرئيس البحث عن حلول ترضي الجنوبيين وتضمن حقهم في تحديد مكانتهم السياسية وتقرير مصيرهم".