الحوثي يتبع إيران في التعامل مع كورونا: مؤامرة خارجية وإنكار فاعتراف متأخر وتعامل سيء

الحوثي يتبع إيران في التعامل مع كورونا: مؤامرة خارجية وإنكار فاعتراف متأخر وتعامل سيء
  • 06 مايو ,2020 12:17 م

أوام أونلاين – خاص:

على طريقة إيران في التقليل من حجم الوباء وعدم انتهاج الشفافية في أعداد المصابين وتبني سردية تربطه بنظرية المؤامرة الأمريكية، اتبع الحوثيون هذا النهج من الإدارة السيئة مع كورونا وسارعوا منذ بدأت دعوات الأمم المتحدة لهدنة لمواجهته، على الترويج المكثف بخطابهم السياسي والإعلامي على أنه مؤامرة أمريكية تستهدفهم وليس وباء عالمياً أمريكا مركز تفشيه في الوقت الحالي.

ومنذ أواخر مارس الماضي، حين بدأت الدعوات الأممية لطرفي النزاع في اليمن، بوقف القتال والتفرغ لمواجهة الوباء في البلاد التي يعاني نظامها الصحي من الشلل شبه التام، قدم الحوثيون سردية استباقية لفشلهم المتوقع في التعامل معه، تدور حول فكرة أن أمريكا تريد نقله لمناطق سيطرتهم لإسقاطهم لتبدأ آلتهم الإعلامية بالشغل على هذه السردية.

استغلال سياسي ومالي وعسكري

ومع اتخاذ الحكومة الشرعية قرارات احترازية لمواجهة الوباء مثل إغلاق المنافذ، سارع الحوثيون لاستغلال الوباء سياسياً ومالياً وقاموا بتحويل نقاط تفتيشهم المختلفة في البيضاء وأهمها منفذ عفار إلى مراكز حجر صحي واحتجزوا آلاف المسافرين مع عوائلهم حتى لو لم يأتوا من الخارج وسط الشمس والعراء في مكان مفتوح سموه دون خجل "مركز حجر صحي"، وبعد أيام سمحوا لهم بالمغادرة مقابل المال، وقِيل أن كل مسافر قادم من الخارج وتحديداً السعودية لم يكن لُيسمح له بالعبور إلا بعد أن يدفع خمسمائة ريال سعودي.

https://www.youtube.com/watch?v=ocBvmLzSbLs

تحوّل الوباء إلى عدو أجنبي يجب مواجهته بالمزيد من التحشيد لجبهات القتال حتى قال قائلهم عبر قنواتهم إنه طالما والفيروس يؤدي للوفاة فإن الذهاب للجبهات والموت فيها أفضل من انتظاره يأتينا إلى بيوتنا ويأخذنا إلى الآخرة، وهكذا استغلوه عسكرياً بالحشد والتجنيد ومالياً بفرض الجبايات على التجار والشركات باسم مواجهته وألزموا شركات الاتصالات كلها بدفع مبلغ مائة مليون ريال يمني على كل واحدة.

https://www.youtube.com/watch?v=jNMeTUohXoU
حوثي يدعو اليمنيين للقتال معهم بدلا من انتظار الموت بكورونا

وبعد تزايد اكتشاف حالات الإصابة بالوباء بعدن وتعز، تزايدت أصوات الأطباء والصحفيين والمواطنين عبر مواقع التواصل والشهادات المسربة بالحديث عن الوباء في صنعاء وأنه بدأ ينتشر ويحصد ضحايا وسط تعتيم كامل من قبل الحوثيين الذين تعاملوا معه بوصفه تهديداً أمنياً يجب أن يُعامل بإجراء أمني.

وبحسب معلومات حصل عليها "أوام أونلاين" من أطباء وسكان في صنعاء، فإن الوباء بدأ ينتشر قبل شهرين تقريباً وأن عدد الحالات المصابة لا تقل عن 50 حالة مع عدد من الوفيات، ولفرض التعتيم عليه، فرضوا ما يُشبه الإقامة على عدد من الأطباء ومنعوهم من التصريحات، وحدث هذا في المستشفى العسكري ومستشفى الكويت و 48 في السواد.

استهتار واستخفاف بحياة الناس

مع إعلان منظمات أممية عدة بينها منظمة الصحة أن الوباء انتشر في اليمن وعلى السلطات المحلية تحمل مسؤولياتها في الإعلان عن الحالات كونها المعنية، اتخذ وزير الصحة الحوثي طه المتوكل قراراً بالتعامل مع المصابين بالأمراض الوبائية مثل الكوليرا والضنك على أنها حالات اشتباه بكورونا ووجه المستشفيات بإجراء الفحوصات اللازمة للمرضى لكن الواقع لم يكن كذلك، فلم يتم فحص إلا حالات محدودة، وظل الفحص السائد هو الخاص بمرض انفلونزا الخنازير على الرغم من أن منظمة الصحة قدمت لهم أجهزة الفحص الخاصة بالوباء "بي سي آر" ومسحات أخذ العينات وأجهزة تنفس صناعي.

ظل الاستخفاف الاستهتار بالوباء هو السائد لدى الحوثيين ولا يزال حتى اليوم، ويكفي الإشارة إلى ما تداوله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في الثاني من الشهر الجاري، من مقطع فيديو يظهر فيه أحد أفراد فرق الاستجابة الميدانية التابعة للحوثيين في صنعاء، مرتدياً ملابس الوقاية الخاصة، وبيده سلاح الكلاشنكوف، قبل أن يباشر بإطلاق عدة أعيرة نارية في الجو، خلال عملية نقل حالات اشتباه بإصابة كورونا.

وبحسب الذين نشروا المقطع، فقد أغلقت هذه الفرق أحد الشوارع الصغيرة في حي ضبوة جنوب العاصمة، بأطقم عسكرية ترافقها سيارة إسعاف وباص نقل، قبل أن يقوم أفراد الطاقم الطبي بمداهمة منزل يعتقد أن أحد المشتبه إصابتهم بكورونا متواجد فيه.

https://www.youtube.com/watch?v=ZG035i0-0Xg

وفي هذا السياق، أكد النائب البرلماني الموالي لهم، عبده بشر، عبر صفحته بموقع فيس بوك إن الحوثيين يتعاملون مع الحالات المشتبه بإصابتها بوباء كورونا وكأنهم مجرمي حرب يحاصرون منازلهم بالأطقم ويقومون باصطحابهم إلى للحبس كمجرمين.

اعتراف متأخر وتفسيرات كثيرة

وأمس الثلاثاء، أعلنوا عن تسجيل أول حالة إصابة بالوباء وقالوا إنها لصومالي توفي في أحد الفنادق، بينما أظهر التقرير الصادر عن مختبرات وزارة الصحة التابعة لهم ليوم أمس الثلاثاء تسجيل أربع حالات إصابة بالوباء ثلاث في مستشفى الكويت بصنعاء والرابعة في جبلة بمحافظة إب، لكنهم لم يعلنوا عنها رسمياً، وقد حصل "أوام أونلاين" على نسخة من التقرير.

ويفسر البعض اختيارهم أجنبياً لإعلانه أول حالة إصابة رسالة مقصودة لتعزيز سرديتهم بأن الوباء جاءت به دولة أو مجموعة دول على رأسها أمريكا بهدف إسقاطهم بعد أن عجزت وفق تلك المزاعم على إسقاطهم، وهو منطق يثير السخرية أكثر مما يجد له مصدقين.

وفجر اليوم الأربعاء، أعلنوا إغلاق عدد من الحارات في العاصمة صنعاء لمدة 24ساعة، وهي الزراعة الجنوبي بمديرية التحرير والمذهب والحميدي بصنعاء القديمة وكلية الطيران بمديرية معين والقمة مديرية آزال والروني بمديرية الثورة والمجد الشمالية في الصافية والرحاب الشرقية بمديرية السبعين وعذبان بمديرية الوحدة، والمتاريب الغربية بمديرية شعوب، وغول القاضي الشرقية بمديرية بني الحارث.

تتباين التفسيرات حول أسباب عدم اعتراف الحوثيين حجم انتشار الوباء وتأخرهم في الإعلان عن أول حالة مصابة إلى بين من يقول إنهم يشعرون أن الاعتراف يعني أنهم سلطة ضعيفة وبين من يرى الأمر محاولة مقصودة لنفي تهمة نقله من إيران عبر طلابهم الدارسين هناك والذين عادوا لليمن قبل إغلاق المنافذ، ولهذا تعمدوا تأخير الإعلان عن الحالات المسجلة حتى تعلن الحكومة الشرعية عن حالات بمناطقها، وهناك من يعتقد أنهم يخشون تفشي الوباء ما يؤدي لخروجه عن السيطرة طبياً وتعطل الحياة وهم يريدون يحلبون التجار ويجندون الناس ويحتفظون بالمستشفيات لجرحاهم.

إتباع إيران في التعامل مع الوباء

لقد اتبعوا نهج إيران حتى في التعامل مع الوباء، بدءاً من اعتباره مؤامرة خارجية لا وباء عالمياً مروراً برفضهم عزل المدن والمناطق الموبوءة وفرض حظر تجوال ومنع الاجتماعات الدينية وإغلاق المساجد وإيقاف خطب الجمعة، إلى الإدارة السيئة في التعامل مع الوباء بعد الإعلان عن انتشاره.

ففي أول إعلان لها بهذا الشأن في 19 فبراير الماضي دعت الحكومة الناس لعدم الانزعاج من الفيروس. واتهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي "أعداء" إيران بالتهويل من شأن التهديد الذي يمثله الفيروس.

وبعد أسبوع ومع تزايد عدد الإصابات والوفيات، كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني كلمات خامنئي، وحذر من " المتآمرين وناشري الذعر من أعدائنا".

وبحلول 19 مارس، وصل عدد الإصابات بكوفيد 19 إلى 17 ألفا و361 إصابة وبلغ عدد الوفيات 1135، وذلك بحسب وزارة الصحة الإيرانية.

اقرأ ايضاً

 الإصلاح يدين بشدة الاعتداء الغادر على الجنود السعوديين في سيئون ويعزي أُسر الشهداء

الإصلاح يدين بشدة الاعتداء الغادر على الجنود السعوديين في سيئون ويعزي أُسر الشهداء

أدان التجمع اليمني للإصلاح، بشدة، الجريمة البشعة التي طالت ضباطاً سعوديين، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، أمس الجمعة.وأعرب الناطق الرسمي باسم الإصلاح نائب رئيس دائرة الإعلام والثقا…

 وقفة تضامنية في مأرب تطالب الأمم المتحدة والدول المؤثرة باتخاذ خطوات فورية وعملية لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وقفة تضامنية في مأرب تطالب الأمم المتحدة والدول المؤثرة باتخاذ خطوات فورية وعملية لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

أوام أونلاين - مأرب:شهدت محافظة مأرب، الجمعة 8 نوفمبر 2024، وقفة “حاشدة” تضامناً مع الشعب الفلسطيني، واستنكرت استمرار حرب الإبادة وسياسة التجويع المفروضة على سكان غزة. واستنكر البي…

 شورى الإصلاح المحلية بمأرب في دورتها الثانية.. تطالب بمحاربة الفساد والمحسوبية وتطبيق مبدأ الشفافية والرقابة والمحاسبة

شورى الإصلاح المحلية بمأرب في دورتها الثانية.. تطالب بمحاربة الفساد والمحسوبية وتطبيق مبدأ الشفافية والرقابة والمحاسبة

أوم أونلاين - مأرب عقدت هيئة شورى التجمع اليمني للإصلاح المحلية بمحافظة مأرب دورتها الاعتيادية اليوم الخميس 5سبتمبر 2024م واستمعت إلى تقرير أداء المكتب التنفيذي للإصلاح بمأرب خلال…