أوام أونلاين -خاص:
تشهد محافظة حضرموت تطورات متسارعة منذ إعلان السلطة المحلية بالمحافظة رفضها إعلان ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي"، أواخر الشهر الماضي، وما تبعه من حملة إعلامية استهدفت المحافظ فرج البحسني على خلفية موقفه الرافض، قبل أن تنتقل إلى مرحلة خروج مظاهرات شعبية احتجاجا على انقطاعات الكهرباء والمياه.
وكانت خطوة المجلس المدعوم إماراتياً قد قوبلت بالرفض المبكر من محافظات الجنوب ومن ضمنهن "حضرموت"، والتي بموقفها الواضح افقدت إعلان الانتقالي قيمته؛ وذلك لما تمثله حضرموت أهمية في جغرافيا جنوب اليمن.
الانتقالي يتوعد بالرد
وقوف قيادات محافظة حضرموت خلف قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، اخرج قيادات المجلس عن طورهم ووضعهم في موقف الضعيف، الأمر الذي دفع بالانتقالي الى إبداء غضبه جراء قرار السلطة المحلية بالمحافظة الرافض خطوة إعلان المجلس حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب.
ووجه عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، تهديدات مبطنة قائلا إن حضرموت لن تغرد خارج السرب الجنوبي، مشيرًا إلى أن المخالفين للإرادة الشعبية الحضرمية هم من أشاروا على المحافظ البحسني لإصدار بيان الدفاع عن الشرعية.
ولم يمض سوى ثلاثة أيام على موقف السلطة المحلية بحضرموت، حتى شهدت شوارع مدينتي المكلا والشحر تظاهرات غاضبة أقدمت قطع واغلاق الشوارع وأحراق الإطارات احتجاجاً على انقطاع الكهرباء حسب قول اللجنة المنظمة لتلك المظاهرات.
وفي ذات السياق، أوضحت مصادر لـ"أوام أونلاين" ان الاحتجاجات وأحداث الشغب وقطع الشوارع تصاعدت عقب أعلن محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، رفضه لخطوة إعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب وتمسكه بالوقوف خلف الحكومة الشرعية.
وسبق ان حمّلت لجنة التصعيد العليا للمطالبة بحقوق أبناء حضرموت المحافظ كامل المسؤولية لما وصلت إليه الأوضاع الخدمية في المحافظة من تدهور لقطاعات الكهرباء والنظافة والصحة بسبب ما قالت إنه إهمال من قبل السلطة المحلية وتجاهل مطالب أبناء المحافظة.
مخطط تخريبي
تشهد مدينتي المكلا والشحر بمحافظة حضرموت، انتشارا أمنيا واسعا، منذ مساء أمس الأثنين، بشكل مفاجئ بعد مرور سبعة أيام على التظاهرات الغاضبة.
وقال محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج البحسني في أول تعليق حول أحداث الاحتجاجات وأعمال الشغب وإحراق الإطارات واغلاق الشوارع بمدينة المكلا احتجاجا على الكهرباء:" وضعنا معالجات عاجلة لموضوع الكهرباء ووفرنا كل ما يلزم من محروقات وقطع غيار وتم تزويد الكهرباء بشراء طاقة إضافية سيتم تركيبها خلال هذين اليومين لتحسين وضع الكهرباء".
وأضاف أن التخريب تحت مظلة الكهرباء ما هي إلا شعارات تهدف إلى جرّ حضرموت إلى الفوضى، والإجهاز على ما تحقق، مؤكدا بانه لن يسمح بذلك ولن يفرط في أمن المحافظة واستقرار المواطنين بأي حال من الأحوال.
وأوضح أنه أعطى تعليمات صارمة للأجهزة الأمنية والعسكرية بإنزال قوة كبيرة إلى الشارع من الجيش والامن لحفظ مصالح الناس وحمايتهم وإيقاف أعمال الشغب وحرق الكفرات"، مشيرًا إلى أنه سيتم القبض على من يقوم بأعمال الشغب وقطع الشوارع.
وأضاف:" ان إنزال قوة عسكرية وأمنية كبيرة بشوارع في مديريات ساحل حضرموت، جاء عقب رصد معلومات ومكالمات مسجلة لعناصر تدعو إلى التحريض لإشعال خراب في حضرموت وتعطيل مسارها بحسب ما ذكره المحافظ"، موضحا انه عقد اجتماعا بعدد كبير من القيادة العسكريين والامنيين، وناقش معهم هذا الأمر، وقُدّمت في الاجتماع معلومات استخباراتية مهمة حول العناصر التي تقوم بهذا التخريب وتهدف من وراءه إلى زعزعة أمن واستقرار المواطنين.
وأوضح أن قيادة المحافظة والأجهزة العسكرية والأمنية لن تسمح بذلك أبداً لأننا قدّمنا شهداء وضحايا وتم التخلص من أعتى تنظيم إرهابي، مضيفا لن نسلّم حضرموت لعناصر وقوى معادية قد تسمح بعودة العناصر الإرهابية من جديد مستغلة هذا الوضع، وهي بذلك تعيق العمل الكبير الذي تم تحقيقه في المحافظة.
مفترق طرق
تشير تصاعد الاحداث في الشارع الجنوبي بشكل عام والشار الحضرمي على وجه التحديد ان حضرموت امام مفترق طرق وان موقف السلطة المحلية بالمحافظة من اعلان ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي" المدعوم اماراتياً قد يؤدي الى صدام مسلح نظرًا لما يمتلكه الانتقالي من قوات عسكرية تتلقى الأوامر من قيادات المجلس ودولة الامارات.
وهو الأمر الذي نوه عليه في خطابه لأبناء حضرموت، يوم أمس، قائلاً "إننا على مفترق طرق إما أن نحافظ على أمننا وما تحقق من نظام ومكاسب أو أن نرتهن لبعض الشعارات غير الموضوعية التي تقف خلفها أعمالاً مبطنة تهدف إلى الإضرار بالمحافظة".
وأكد محافظ حضرموت أن الوضع الحالي يتطلب أن نقف صفاً واحداً لنبذ العنف والخراب والحفاظ على نموذجية حضرموت وأمنها وعدم الانجرار خلف تظليل مجاميع صغيرة في الواتساب والفيسبوك لقيادة الناس إلى المجهول.
ومن جانبه قالت مصادر محلية لـ"أوام أونلاين": ان قوات عسكرية مسنودة بالأجهزة الأمنية، مساء أمس الأثنين، انتشرت في مداخل ومخارج شوارع مدينتي المكلا والحشر بشكل غير مسبوق، وقامت باستحداث نقاط جديدة والتواجد امام المرافق الحكومية الهامة وعدد من المحال التجارية".