الوحدة وسؤال الهوية
خالد أحمد الفرح
قبل ثورة 14 من اكتوبر 1963م المجيدة ساد في الجنوب الطابع المفرط للتجزئة حيث قسم الاستعمار البريطاني جنوب الوطن الى 26 كيانا بين سلطنة وإمارة ومشيخة .
ولم يكتفي بتلك التجزئة بل حاول طمس الهوية اليمنية عن جنوب الوطن وجاء بمسمى الجنوب العربي في العام 1959م وهو المسمى الذي تحاول اليوم بعض الفصائل بكل أسف اعادة إنتاجه .
ورغم حالة التشطير التي سادة بعد ثورتي 26 سبتمبر ،14 اكتوبر المجيدتين إلا انهما حافظتا على الهوية الجامعة (اليمن ) فاليمن كانت حاضرة كهوية ومفهوم ومسمى " الجمهورية العربية اليمنية ،وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" .
وفي مرحلة التشطير
عانى كل شطر ما يعانيه الشطر الآخر من افراح واحزان وأمن وخوف ودورات عنف وهو ما اطلق عليه الدكتور محمد الظاهري مرحلة التوأمة والتشابه
في الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين الشطرين وعلى النحوالتالي-
سياسياً :
اتسم نظاما الشطران بعدم الاستقرار السياسي خاصة في قمة هرم السلطة فهناك مساواة عدديةفي رئاسة دولتي الشطرين فقد حكم كل شطر خمسة رؤساء ثم
مساواة في الا ستيلاء على السلطة قسراً عن طريق التصفيات الجسدية رئيسان في الشمال ومثلهما في الجنوب.
- وكانت التعددية الحزبية غير موجودة ففي الشمال الحزبية محظورة وفي الجنوب واحدية الحزب مفروضة .
واقتصاديا :
كان اقتصاد الشطرين متشابه ويتسم بالضعف والهشاشة ويعتمد في الغالب على تحويلات المغتربين والمعونات الخارجية .
على المستوى الاجتماعي :
حضرة القبيلة في الشمال قيما ومؤسسة وغابت في الجنوب كمبى وبقية كمعنى اي بقيت كقيم قبلية مشوهه زاوجت بين اسوأ ما في القبيلة وما في الحزب
لذا كانت دورات العنف مستمرة كما اوضح الدكتور محمد الظاهري في كتابه اليمن( بين التملك الداخلي والتآمر الخارجي)
الشمال والجنوب
بالمعنى التقسيمي والحدودي لم يعرف إلا منذ العام 1902م ، 1905م ووثق هذا الترسيم باتفاقية 1914م بين الاستعمار البريطاني والدولة العثمانية .
خالد احمد الفرح
باحث في التاريخ اليمني