تخوض مأرب حرب ليس عن نفسها فقط بل عن اماكن ودول مختلفة، معركة مأرب اليوم ليس معركة سلطان العرادة وقبائل مارب بل هي معركة شبه الجزيرة العربية والقرن الافريقي.
بسقوط مارب لا قدر الله لن يوقف المد والزحف الصفوي الايراني اي شي سوف تصبح دول الخليج قاطبة لقمة سائغة لهم وكذلك دول القرن الافريقي لان هدف إيران السيطرة على دول الخليج كاملة والانتقال الى معركة قطع نفس العالم بالسيطرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي.
فالذلك مأرب تدافع عن ما ذكرت انفآ فمعركة اليوم تعد معركة فاصلة بين العرب والفرس معركة قومية تدافع عن الهوية العربية من الاحتلال الفارسي.
بلا شك ان دول الخليج تدرك الخطر المحدق من زحف الصفويين على مأرب وان الكارثة سوف تعم الكل بلاء استثناء.
من صّدف القدر انني دعيت الى ورشة عمل في دولة مجاورة لليمن كان مايدور في الورشة الحرب على مأرب وكان حاظر في تلك الورشة نائب وزير الدفاع ونائب وزير الخارجية لتلك الدولة وشخصيات من بلدان مختلفة
كان مجمل كلامهم عن خطورة الحرب على مارب حتى انهم شددوا ان سقوط مأرب يعني سقوط بلدان عربية مختلفة وتوسعة رقعة المد الصفوي الايراني.
مأرب ومن في مأرب من جيش ومقاومة وقيادات عسكرية وابناء قبائل ونخب سياسية يسطرون معركة شاملة لدفاع عن اماكن كثيرة اهمها مكة والمدينة ومضيق باب المندب ولذلك معركة الشرف اللتي تدار على ارض مأرب معركة مصيرية وصمود مأرب اليوم صمود الوطن العربي غداً.
معركة هوية وقومية ودينية وعقدية وايدلوجية تدار اليوم.
تحاول جماعة الحوثي تغير ديموغرافيا اليمن من اجل ايجاد حاضنة شعبية وجماهرية لكي يسهل عليها حشد اكبر عدد كبير من المقاتلين الى جانبهم والزج بهم في محارق الموت.
الوضع الميداني:
صمود جبهة مأرب لما يقارب ثلاثة اشهر صمود اسطوري في ظل الزحف المتواصل واشتداد المعارك وضراوتها خاصة في الايام الاخيرة
اماكن وسير مسرح العمليات لا يزال كما هو من قبل فقط اختراق في جبهة صرواح والمخدرة.
لكن جبهة المشجح والكسارة وجبهات مراد والعبدية والجدعان والجدافر والنضود لا تزال كما هي من قبل.
صمود وثبات حتى اخر نفس لا خيار غير الصمود لان تكلفة وضريبة الترجع سوف تكون كبيرة جدا.
ولذلك لا غرابة ان اصبحت مأرب اخر مدينة في الجزيرة العربية والقرن الافريقي تواجه المد والاحتلال الصفوي وهي اليوم اخر نقطة في سطر الدفاع عن الهوية والقومية العربية....