التعميم في الخطاب الإعلامي طبيعي، فالناس يتحدثون عن الحوثية باعتبارها مشروعا قائما على اعتبار السلالة الهاشمية مميزة وصاحبة حق في اليمن!
دعونا نتأمل هذه النماذج:
- نفذت شركة فيرجينيا وعائلة كالفيرت البريطانية جرائم إبادة جماعية ضد السكان الأصليين في أمريكا.. وبالرغم من أن أغلب المجتمع الأوروبي كان يرفض هذه الهمجية، إلا أن الناس حتى هذه اللحظة يقولون: المستعمر الأوروبي نفذ إبادة جماعية ضد الهنود الأمريكيين (السكان الأصليين).
- وأثناء الحقبة الاستعمارية، كان كثير من السود يشاركون في عملية استغلال أبناء جلدتهم لصالح البيض، بل كان هناك بيض يرفضون هذه العنصرية ضد السود. مع ذلك، لم نسمع من يقول: لا تعمموا.. لا تقولوا بأن البيض عنصريون.
- كذلك في فلسطين المحتلة مثلا، ثمة فلسطينيين باعوا أرضهم للصهاينة وغيرهم ساعدوا ومكنوا العدو الصهيوني من احتلال بلادهم. في المقابل هناك يهود يرفضون المجازر الإسرائيلية ضد العرب.. مع ذلك يقول الناس: الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائم ضد الشعب الفلسطيني.
- وعندما نفذ كلٌّ من ألكسندر الثالث ونيكولاس الثاني جرائمهم ضد يهود روسيا، كان هناك يهود يعملون مع السلطات الروسية الحاكمة. وفي الجهة الأخرى، يوجد روس مسيحيون يرفضون هذه الجرائم. مع ذلك، الخطاب العام يتحدث عن جرائم الروس ضد اليهود في روسيا.. ولم نجد من يقول: رجااااء لا تعمموا.
- هناك من يقول أيضا: الحوثي قتل حتى الهاشميين.. وهذه حقيقة. لكن تعالوا لنتأمل ما حدث في جمهورية رواندا، فقد مارست قبيلة الهوتو مجازر ضد التوتسي فضلاً عن المعتدلين من الهوتو أنفسهم. مع ذلك اعتبرت جرائم بدوافع عنصرية وتعامل العالم معها كجريمة إبادة جماعية لقبيلة التوتسي بدوافع عرقية.
إذن، الناس يتحدثون في خطابهم عن المشروع الهاشمي لأنه محرك الجريمة. ووجود هاشميين يرفضون هذا المشروع، لا يلغي حقيقة أن هذا المشروع قائم على تفضيل الهاشمية في اليمن.
أيضا، وجود أشخاص أو جماعات تنتمي لصف الضحايا لكنها تعمل لصالح القتلة بسبب الفقر أو الجهل أو الجشع لا يلغي حقيقة أن المشروع قائم على تمييز الهاشمية في اليمن.
وخلاصة القول، الهاشمي السوي هو الذي لا يتحسس من رفض اليمنيين لمشروع السلالة الذي يريد أن يستعبدهم.
الهاشمي السوي هو الذي يتفهم صراخ الناس وسبهم وقدحهم.. فهذه ردة فعل طبيعية ناتجة عن ظلم وقهر اليمنيين منذ فترات طويلة. وستستمر حتى يزول هذا الظلم ويعود الحق لأهله. هذه سنة الله في خلقه.