قالت منظمة رايتس رادار الحقوقية، إنه منذ بدء تصعيد الحوثيين ضد محافظة مأرب نزح أكثر من 14.000 نسمة نحو مدينة مأرب والمديريات المحيطة بها.
وقالت في بيان لها إن "المواجهات الأخيرة اضطرت أكثر من 2000 أسرة للتوجه إلى مدينة مأرب وضواحيها، قادمين من القرى ومخيمات النزوح في كلٍ من صرواح ومجزر والجدعان التابعة لمديرية رغوان إضافة لنازحي مديرية بني ضبيان من محافظة صنعاء".
ونقلت عن شهود عيان "تعرض النازحين لاعتداءات دفعتهم مضطرين للهروب طلباً للنجاة، تنوعت هذه الاعتداءات بين القصف بمختلف القذائف الصاروخية والمدفعية إضافة للألغام والعبوات الناسفة التي زرعت في الطرق المؤدية إلى مصالحهم اليومية كالمزارع وغيرها، الأمر الذي حرموا معه الأمان فضلاً عن انعدام وسائل المعيشة كالمياه وعدم مقدرتهم على الوصول إلى الأسواق لجلب ما يحتاجوه من مواد غذائية".
وقال بعض النازحين إن مسلحي جماعة الحوثي اتخذوا من بعض المخيمات التي وصلوا إليها مواقع عسكرية بالتمركز فيها ، وجعلوا من بقي فيها في حكم الدروع البشرية.
وأشاروا إلى أن مخيمات النزوح الواقعة في نطاق مديريات صرواح ومدغل ومجزر -غرب مارب- تعرضت أكثر من مرة للحصار والقصف المدفعي الأمر الذي فاقم من معاناة ضحايا النزوح في تلك المناطق النائية.
وأوردت المنظمة مثالا حيث تسبب القصف المدفعي الحوثي لتضرر 7 مخيمات للنازحين في مديرية مجزر وفي مقدمتها الخانق وهو أكبرها ما أدى لنزوح حوالي 4500 أسرة، إضافة لقصف مدفعي طال البئر الوحيدة للنازحين في مديرية مدغل لحرمان عشرات الأسر النازحة في كل من (السمرة ، الزبرة، آل راصع، الحصور ، الخريبة ) ما اضطر كثير منهم للنزوح.
وأضافت "ومع توسع رقعة المواجهات ونطاق المقذوفات العسكرية المتبادلة بين طرفي الحرب تزداد احتمالات الضرر المباشر على القرى والتجمعات السكانية والتي تتحول إلى مناطق تماس عسكري أو مسرح مواجهات مباشرة الأمر الذي يسفر عن موجات نزوح".
إزاء هذا الوضع الإنساني الذي يعيشه النازحون في مارب، طالبت رايس المنظمات والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية تجاه ضحايا الحرب، ولمنع حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب في سبتمبر 2014.
ودعت لضرورة العمل على تلبية الاحتياجات الأساسية والملحة للأسر النازحة بتوفير مواد الإيواء والشرب والغذاء.
وحثت السلطة المحلية في محافظة مأرب ومعها الجهات المعنية في الدولة لمضاعفة الجهود لاستيعاب النازحين الفارين من الحرب.
كما طالبت الحكومة الشرعية ممثلة بالوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بتخصيص نقاط استقبال للنازحين، ودراسة كيفية يتم استيعابهم وأين، وتوفير حاجتهم الماسة من مواد الإيواء والدعم الصحي والنفسي فضلاً عن ترتيب الاحتياجات التعليمية لأطفالهم ممن هم في مستوى الدراسة.
ودعت التحالف لدعم جهود الحكومة للتعامل مع الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه آلاف الأسر النازحة في مارب بجسر جوي من خلاله يمكن توفير المواد الإغاثية الإسعافية لمواجهة الاحتياج الإيوائي والغذائي والصحي للنازحين.