تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وصفوفها بـ"الصادمة" تظهر كلية التربية والعلوم الانسانية والتطبيقية بمحافظة الجوف بعد أشهر من احتلال المليشيات الحوثي لمدينة الحزم عاصمة المحافظة، وإقدامها على إيقاف العملية التعليمية وتحويل الجامعة إلى مركز للتجنيد والتحشيد الطائفي.
وأظهرت الصور التي تداولها النشطاء مبنى الكلية بما فيها الفناء والجدران بعد أن حوّلته المليشيات الحوثية إلى معرض يعج بصور قتلاها وصور أخرى تظهر كيف كانت الكلية في السابق صرحاً علمياً شامخاً يزخر برواد العلم من طلاب وطالبات محافظة الجوف والنازحين إليها من المحافظات اليمنية الأخرى، وصور أخرى للاحتفالات بتخرج الدفعات من الطلاب من مختلف التخصصات العلمية.
وأكد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه الصور بمثابة الدليل القطعي لكل أبناء الشعب اليمني الذي يؤكد من خلاله المشروع الذي تحمله مليشيات الحوثي والمستقبل الذي تنشده لليمنيين والمتمثّل في ثالوث الإمامة الشهير "الجهل والجوع والمرض".
بين مشروعين
ونشر ماجد عيّاش، مراسل قناة يمن شباب بمحافظة الجوف، صورتين الأولى تظهر تجمعاً لعشرات الخريجين من كلية التربية في الجوف قبل أن تقع تحت سيطرة المليشيات والثانية لمعارض صور لقى المليشيات بعد أشهر قليلة من احتلالها المبنى.
وكتب عيّاش، التعليق التالي على الصورتين: "تحولت مشاريع الحياة إلى مشاريع الموت في محافظة الجوف بفعل سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية التي حولت مؤخرًا مبنى كلية التربية والعلوم التطبيقية من ساحة تعليم إلى مقبرة ومعرض للقتلى".
وفي السياق ذاته، نشر الصحفي علي العنثري، صورتين للكلية قبل وبعد احتلالها من مليشيا الحوثي ، وعلّق عليها قائلاً: "هذه الصورتين في نفس المكان، الأولى في عهد الشرعية ويظهر فيها وزير التعليم العالي ورئيس جامعة سبأ وعمادة الكلية عندما افتتحنا كلية التربية والعلوم التطبيقية في الجوف والصورة الأخرى في ضل سلطة الحوثي عندما حوله إلى معرض لصور قتلاه؟
واختتم العنثري، تغريدته بالقول: "هناك فرق بين مشروع الحياة ومشروع الموت".
مشروع ظلامي
ومن جانبه، قال الصحفي يحي قمع إن قيام الحوثي بتحويل مبنى كلية التربية بالجوف إلى معارض صور القتلى "ممن يزج بهم في محارق جبهات الجوف ومآرب" هو من باب الحرص على أن "يوضح مشروعه الظلامي الذي يحمله للجوف وأبنائها، من خلال تحويل هذا الصرح التعليمي لمعارض صور القتل والدماء التي جلبها".
وأضاف قمع وهو أحد أبناء محافظة الجوف، "الحوثي يذكر ابناء محافظة الجوف، بكلية التربية والعلوم الانسانية والتطبيقية، التي عطلها ونهب أجهزتها، وهجر الأكاديميين والطلاب منها، وقرر مؤخراً أن يفتتح هذا الصرح التعليمي ولكن إلى معرض صور القتلى من أتباعه".
مسيرة الموت
وإلى ذلك غرّد الصحفي المهتم بشؤون محافظة الجوف عبدالإله الحود، "هكذا صار مبنى كلية التربية والعلوم الانسانية الجوف يطفح برائحة الموت ويعج بصور قتلى مليشيا الحوثي بعد ان كان صرح علمي وأكاديمي ومنارة التعليم العالي الأول بمحافظة الجوف بعد عقود الحرمان".
وقال الحود، إن الصرح العلمي "أصبح اليوم بهذا الشكل يبث سموم الكراهية والعنصرية ويحشد الأطفال ليواصلوا مسيرة الموت".
وكانت مليشيا الحوثي قد اجتاحت مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف مطلع مارس الماضي، وبعدها أوقفت العملية التعليمية بما فيها التعليم الجامعي، بعد أن هجّرت أعضاء هيئة التدريس والطلاب ونهبت كل محتويات الكلّية ونقلتها إلى صعدة وصنعاء، لتقوم بعدها بتحويل مبنى الكلية إلى منبر للتعبئة الجهادية ومركزاً للتحشيد للقتال.